قدوة الشباب فى الصبر والعمل والاجتهاد والاعتماد على النفس

شعبية «محمد صلاح» تجتاح قلوب الباحثين عن الرزق

الثلاثاء، 24 أبريل 2018 04:00 م
شعبية «محمد صلاح» تجتاح قلوب الباحثين عن الرزق
محمد صلاح
كتب - طلال رسلان

من «المرتبة» إلى الفانوس ومن التيشيرتات وحتى «الكافيه المتنقل»

​«يا صلاح على المرتبة.. واعمل حساب الشقلبة»

لم يعد لاعب المنتخب المصرى النجم محمد صلاح، المحترف فى صفوف نادى ليفربول الإنجليزى محبوب المصريين فى كرة القدم فقط، بل أصبح مصدرا للسعادة والرزق معا لكثيرين، ذاع صيته بين طوب الأرض ونجوم السماء، اسمه وصوره تعلقت بها الكثير من المهن، وأصبح ضيفًا دائما بلا منازع ودون استئذان على قلوب الباحثين عن لقمة العيش.

«يا صلاح على المرتبة.. واعمل حساب الشقلبة».. راح أحد بائعى المراتب بشبرا يروج لبضاعته الجديدة بهذه الجملة، مستغلًا الشعبية الجارفة للاعب الدولى محمد صلاح، داخل المنطقة الشعبية، وعشق الأطفال والكبار له، فى بيع أكبر قدر من المراتب، التى يقدر ثمنها بـ 1400 جنيه، مع توقعات بزيادة أسعارها، حال رواجها بشكل أكبر.

قال عن مميزات المرتبة، إنها أكثر من راحة، أيسر فى النقل، مميزة بوجود صورة صلاح مرتديًا قميص منتخب مصر عليها، مما جعلها تظهر كلوحة فنية فريدة الجمال.
من المرجح كثيرًا أن يكون فانوس محمد صلاح هو الغالب فى الأسواق».. كما يوضح يسرى الرومى، أحد تجار لعب الأطفال فى منطقة التوفيقية.
يشير يسرى إلى أن فكرة عَمل «فانوس محمد صلاح»، جاءت بعد أن ذاع صيت اللاعب المصرى فى العالم، وأصبح «فخر مصر والعرب».
يقول تاجر لعب الأطفال، إن سعر فانوس محمد صلاح وصل إلى 125 جنيهًا، وأن مستوى الإقبال على شرائه مرتفع للغاية: «الفانوس عليه سحب كبير، والزباين بتيجى مخصوص عشان تشتريه».
فيما يرى أحد الزبائن أن محمد صلاح قدوة للشباب، مبديًا إعجابه بأدائه مع فريق ليفربول الإنجليزى، وكذا مشاركته فى إعلانات مجتمعية هادفة كإعلان «مكافحة الإدمان» الأخير، وبما يؤكد أن صلاح «فخر لينا كمصريين، وفخر للعرب، وسجدته فى الملعب بتفرحنا كلنا»، لافتا إلى أن الفانوس بدأ ينتشر فى أحياء مثل الموسكى والعتبة منذ قرابة الأسبوعين، وأن مستوى الإقبال عليه ملحوظ.
فى شوارع وسط البلد انتشرت الزينة المصرية بطابع كروى، انتشرت صور محمد صلاح على معظم زينة رمضان باختلاف أشكالها وأنواعها، كما يحقق نسبة مبيعات كبيرة خاصة فى الزينة المعلقة والفوانيس واعتبارها رقم 1 فى السوق فى الأسعار والأكثر مبيعًا.
عبدالعزيز رمضان، تاجر فوانيس، قال إنه تم التحضير لفوانيس وزينة رمضان فى الورش التى يقومون بتصنيعها لديهم لإحياء الصناعة المصرية، ووجود إقبال عليها منذ العام الماضى، ولكنهم يقومون بإدخال بعض الإكسسوارات والأشكال الجديدة على الفوانيس التى يتم إضاءتها بالشموع حتى يتم إضافة الطابع الجديد والمستحدث عليها ولكن بشكل تراثى يفضله المصريون.
فيما قال محمد أمين، أحد التجار إن فوانيس رمضان الأكثر رواجا وانتشارا هى التى عليها صورة نجم الكرة محمد صلاح يليها الفوانيس التقليدية النحاسية التى كانت منتشرة قديمًا.
وأضاف أن أسعار فوانيس محمد صلاح تبدأ من 57 جنيها حتى 120 جنيها، بينما الفوانيس التقليدية تبدأ من 55 جنيها حتى 250 جنيها للأحجام الكبيرة، وهى الأفضل والتى تستمر لسنوات طويلة بدون أن يحدث لها أية تأثيرات نظرا لصنعها من الحديد.
على باب السيدة زينب، وقف «عم نجاتى» ينادى على الأطفال «تعالى جرب حظك فى النيشان واكسب بوستر محمد صلاح»، النداء مغرٍ بالفعل ليس للصغار فقط بل الكبار أيضا، «يا حظه يا هناه اللى هياخد صورة أبو صلاح»، يركز أحدهم بشدة عله يصيب مراده، يمسك البندقية، ويجرب مرة بعد الأخرى، ويجرب كثيرون حتى يفوز أحدهم، فيفرح بشدة بسبب مكسبه، وكأنه أحرز «هدف»، جنى من خلاله مكسبًا كبيرًا.
عم نجاتى، صاحب اللعبة، استغل صورة محمد صلاح لمعرفته بحب الجميع له: «الناس شايفينه مثل أعلى، خاصة الأطفال، وصورته ماشية مع الناس»، مهنة غواها «شافعى» منذ كان صغيرًا، أحب النيشان، كان يكسب دائمًا، وعُرف بين أصحابه بمهارته فى النيشان، تعلّم على أيدى الكبار فى تلك المهنة بالأحياء الشعبية: «اشتغلت عند ناس كتير، وكانت جايبة همّها زمان، بس دلوقتى الشغلانة وحشة».
ثمن النيشان «جنيه» فى المحاولة الواحدة، أما قديمًا عندما بدأ العمل فكانت بتعريفة، أما صورة محمد صلاح، فيشتريها بمبلغ قدره 70 قرشًا: «مش جايبة همّهما والله، لكن الحمد لله، أصلها مهنتى اللى ماتعلمتش غيرها».
بمجرد حصوله على بالكالوريوس لم يستسلم للبطالة، وظل يبحث عن مشروع يجنى منه رزقا، كان جالسا فى إحدى المرات يترقب مع الجماهير العاشقة للنجم المصرى محمد صلاح، لحظة تسجيل أبو مكة لهدف فى مرمى خصم فريق ليفربول، شاهد الشاب عبدالعال محمد، الفرحة فى عيون مرتادى مقهى الزاوية الحمراء، وتعلقهم بالفرعون المصرى ومن هنا جاءته فكرة إنشاء مقهى متنقل عليه صورة محمد صلاح.
يقول عبدالعال «الفكرة ليست جديدة، لكن المختلف هنا هو وجود صورة واسم محمد صلاح على العربة، الرزق زاد كتير، والناس بتحب محمد صلاح، وناس كتير بتيجى تقولى أنا بشرب منك عشان صورة صلاح وبس، ربنا يخليه لمصر».
وأضاف «جاءتنى فكرة إنشاء كافيه، حيث إننى لدى خبرة بعمل مشروبات مختلفة وجذابة للناس، ولكن وقتها كنت لا أملك أموالا لأستأجر مكاناً وأنشىء «كافيه»، ومرت الأيام، ولدى فكرة إنشاء كافيه بسيط وشيك، فكنت أتصفح على شبكة الإنترنت، للحصول على أى طريقة تساعدنى فى ذلك».
 وأضاف أن هذه المهنة علمتنى أن محبة الناس كنز من كنوز الله فى الأرض، كيف يعشق الناس محمد صلاح هكذا، فقررت أن تكون أخلاقى من أخلاق صلاح، اتعامل مع الناس بسماحة وطيب خلق، الصبر والمعاملة الحسنة مع الناس أساس النجاح، وبفضل الله زاد رزقى وأكسب فى اليوم 70 جنيها.
وأوضح أن «الرزق يحب الخفية، وقعدة الشاب فى البيت لا تنفع بشىء، لازم تتعب وأنت صغير وتكون مستقبل باهر لأسرتك بدلا من مد الايد»، مشيرا إلى أن المشروع ساعده فى فتح بيت والزواج، مطالبا الشباب بابتكار أفكار جديدة والحرص على العمل والاجتهاد، مؤكدا أن هدفه أن تكون تلك السيارة المتنقلة سلسلة كافيهات على مستوى الجمهورية.
عبود الفخرانى، أحد أشهر أصحاب مصانع الملابس فى منطقة شبرا الخيمة، بدأ حكايته مع محمد صلاح بقوله «الحال كان واقف بالقوى يا أستاذ، الدنيا كانت نايمة على الآخر، ومفيش ولا بيع ولا شرا، الزبون ولا المحل اللى يجى ياخد منى مرة ما يرجعش تانى، لقيت حب الناس لمحمد صلاح قررت أعمل تيشيرتات باسمه».
ويكمل الفخرانى حديثه عن قصته مع محمد صلاح ضاحكا «دلوقتى مش ملاحقين على طلبيات تيشيرتات النجم، احنا بنفكر دلوقتى نسمى المصنع باسم محمد صلاح، دا وش الخير على مصر كلها، ربنا يزيده ويزيد رزقنا على حسه».
ويقول أحد العاملين بمصنع الفخرانى، إنه لم يتوقع أن تنال تيشيرتات محمد صلاح كل هذا الرواج، «احنا بنبيع وبنعمل طلبيات ما حصلتش فى تاريخ المصنع دا، بنقبض مرتباتنا بالإكراميات قبل مواعيدها كمان، الفكرة كانت مية مية».
هكذا كان النجم المصرى محمد صلاح بابا لرزق كثيرين فى مصر، لم يعرف هو بتلك الحكايات التى أوردناها فى التقرير، لكن الأكيد أنه يعرف محبة وعشق المصريين له ولأقدامه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق