«كنا فين وبقينا فين».. مثلث ماسبيرو حكاية مكان

إذا قادتك الأقدار للمرور من  أعلى كوبرى أكتوبر، فحتما سوف ترى منظرا لم تراه من قبل، فبدلا من الأسطح والبيوت البالية ، سترى أنقاضا لهذه البيوت التى تم هدمها، ضمن خطة تطوير مثلث ماسبيروبحى بولاق أبو العلا،وبعد ثلاث سنوات  سوف تصبح هذه الأنقاض وحدات سكنية على أحدث طراز تطل على النيل.

 

ظل أهالى مثلث ماسبيرو  يعانون من إهمال الدولة لهم، وكان التطوير بالنسبة لهم فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك شبح التهجير، لذلك كانوا يرفضونه لرغبتهم فى  البقاء داخل الحى الذى أصبح جزءا من كيانهم ، ومع قيام الثورة وتغير سياسات الحكومة، شارك الأهالى فى خطة التطوير، واختيار البدائل بأنفسهم، وبالفعل تم اعتماد منطقة مثلث ماسبيرو منطقة إعادة تخطيط بقرا محافظ القاهرة فى فبراير 2015 ، وذلك بعد القرار الصادر من  المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية فى ديسمبر 2014.

 

ومنذ اتخاذ قرار إعادة التخطيط، ظلت المفاوضات مستمرة بين الحكومة والأهالى والمستثمرين، للخروج بخطة تطوير  ترضى كافة الأطراف، فتم وضع عدة بدائل أمام الأهالى وهى " البقاء داخل المثلث، تعويض مادى، تعويض وحدات سكنية بالأسمرات ، تعويض وحدات سكنية بمدينة بدر أو السادس من أكتوبر"، وأكد اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية ، أنه تم الانتهاء من تسليم 434 أسرة وحدات سكنية بمدينة الأسمرات بالمقطم ، وتم تعويض 2843 أسرة ماديا، مشيرا إلى أن هناك 730 أسرة فضلت البقاء داخل المثلث بعد تطويره .

  

وأضاف نائب محافظ القاهرة ، فى تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" ، أن التعويض المالي يقدربـ 60 ألف جنيه عن الغرفة الواحدة مع اعتبار الصالة غرفة، بالإضافة الي 40 ألف جنيه بدل انتقال، وفي حالة رغبة الأسرة بتوفير وحدة سكنية بالاسمرات يتم توفيرها له مع احتسابها بسعر التكلفة 200 ألف جنيه، مزودة بأثاث كامل والأجهزة الكهربائية وفي حالة وجود مبالغ متبقية له يتم حصوله عليها نقداً أما في حالة عدم استكمال المبلغ يتم تقسيطه بأقساط ميسرة.

 

وأوضح أنه فى حالة رغبة المواطن بالعودة للمنطقة يتم توفير بدل ايجار سكني له يقدر بـ 40 ألف جنيه لمدة 3 سنوات أي بواقع 1000 جنيه شهرياً لحين الانتهاء من أعمال مشروع التطوير والعودة للسكن مرة أخري كما تم تعويض أصحاب المحلات ويبلغ عددهم أكثر من 700 محل ومخزن بواقع خمسة آلاف جنيها عن المتر الواحد بالإضافة الي 80 ألف جنيه كبدل انتقال.

 

وأكد المهندس عاطف عبد الحميد ، محافظ القاهرة ، أنه  بالنسبة للملاك فتم البدء فى  تلقي المستندات وإثباتات الملكية من خلال لجنة خاصة بحي بولاق وسيتم تعويضهم مالياً عن الاراضي أو حسب رغبتهم في المشاركة بالمشروع طبقاً للاشتراطات البنائية والعمرانية الخاصة بمشروع التطوير المتكامل الذي قامت بإعداده وزارة الاسكان والهيئة العامة للتخطيط العمراني من خلال مسابقة عالمية أعلنت عنها منذ 3 سنوات وتم اختيار المشروع وجاري ادخال بعض التعديلات عليه وتحديثه حالياً ليتواكب مع احتياجات المنطقة.

 

أما اللواء محمد الشيخ، السكرتير العام لمحافظة القاهرة، فأكد أن أعمال  الإزالة تتم على قدم وساق ، وتمت بنسبة 90% ، أعمال نقل مخلفات الهدم الي المقالب العمومية وسوف ينتهي العمل بها نهاية الشهر الجاري والبدء في أعمال التطوير مباشرة مع اخلاء الارض نهائياً  وسوف يتم الابقاء علي عدد من المعالم الشهيرة بالمنطقة كمبني ماسبيرو وفندق هيلتون رمسيس ووزارة الخارجية والقنصلية الايطالية ومسجد السلطان أبو العلا مع الابقاء علي الواجهات المطلة علي شارع 26 يوليو للحفاظ علي النسق المعماري للحي حيث يمتاز بوجود عدد من العقارات ذات الطابع المعماري المتميز ولن يتم هدم سوي عدد محدود من العقارات المتهالكة معماريا.