اعتذار الحكومة وحده لا يكفي.. أين خطة تطوير الصرف الصحي؟

الخميس، 26 أبريل 2018 06:39 م
اعتذار الحكومة وحده لا يكفي.. أين خطة تطوير الصرف الصحي؟
آثار الأمطار
كتب أحمد عرفة

 

جاء اعتذار رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، عن الكارثة التي حلت على المواطنين بسبب أزمة الأمطار والسيول، كخطوة هامة على الطريق، يجب أن يتبعها خطوات أخرى تتضمن معالجة الأزمات التي ظهرت بعد غرق مدن بأكلمها نتيجة الأمطار، وعدم استعداد الأجهزة التنفيذية لمثل هذه الظواهر التي لطالما تم التحذير منها.

أزمة السيول، كانت بمثابة- القشة التي قسمت ظهر البعير- خاصة بعد ما حدث في محافظات مصر بشكل عام، وفي التجمع الخامس، الذي انتشرت الصور والفيديوهات التي تنقل ما حدث بها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع البرلمان لينتفض ويهاجم الحكومة.

بعدما غرقت محافظات الجهورية كافة، انتفض البرلمان عن بكرة أبيه، ووجه العديد من التصريحات المعترضة على ما شهدته البلاد خلال اليومين الماضيين، حتى تتخذ الحكومة التدابير اللازمة لمواجهة الكارثة التي تشهدها مصر جراء السيول. أو كما هو موجود ببعض المحافظات مثل الإسكندرية التي حرصت على وجود بلاعات صغيره على جانبي الطريق وصممت الطرق بشكل مائل يساعد على تجمع المياه داخل هذه البلاعات وانسيابها نحوها.. إلا أن استعدادات الحكومة لم تكن كافية ولم تتمكن من التصدي للسيول.

ورغم المجهود المبذول من كافة المسئولين نحو هذه الأهمية لعمل طرق تتناسب مع الظروف المناخية المتغيرة التي تطرأ على مصر، والتي تستدعى أن تكون التنمية المستدامة نصب أعين أي مسئول أيا كان، بدأ من الطرق وانتهت بالأمن الغذائي.

النائبة فايقة فهيم، عضو لجنة الإسكان والمرافق العمرانية بالبرلمان، كانت قدمت قبل يومين طلب إحاطة لمجلس النواب موجهة لرئيس مجلس الوزراء وزير التنمية المحلية، وزير الإسكان في شأن فشل الحكومة في مواجهة سقوط الأمطار وفساد منظومة الصرف الصحي في مصر.

وقالت «فهيم»، إن مصر تعرضت لسقوط أمطار على المدار الـ48 ساعة الماضية، في ظل وجود تحذيرات مسبقة من هيئة الأرصاد الجوية، سقوط هذه الأمطار أدى إلى غرق الشوارع وتصدع البنية التحتية لبعض العمارات، وما زاد الأمر تعقيدا أن المدن الجديدة حديثة الإنشاء أيضا تعرضت لذات الآثار وكأنها مبنية منذ آلاف السنين.
 
وأضافت أن الأمطار أدت لانسداد عدد كبير من بلاعات الصرف الصحي، هذا إن وجدت بالأساس، موضحة أن تبرير الحكومة بأنها متواجدة في الشوارع وأن جهاز القاهرة الجديدة منذ اللحظة الأولى لسقوط الأمطار موجود في الشوارع لمواجهتها لن يحل الموقف ولن يؤدى إلى منع الكارثة، فما معني وجوده دون أن يكون هناك شبكات صرف.
 
وطالبت عضو مجلس النواب، بالتحقيق الفوري ومعاقبة المسئولين عن شبكة الصرف الصحي ومحطات الصرف التى أظهرت عدم قدرة الشبكة والمحطات تحمل أمطار لم تتعدى فترتها الزمنية ساعة من الزمن، كما طالبت بإحالة طلب الإحاطة إلي اللجنة المختصة.

الاعتذار دائما يكون بداية لمعاجلة الأخطاء، ودارسة شاملة للأزمات لبحث عن حلول لها بشكل جذري، فخلال اجتماع المهندس شريف إسماعيل، مع المحافظين اليوم تطرق للمناطق اللوجستية وأهدافها لترفير فرص العمل وجذب الاستثمارات بجانب الاستعدادات لشهر رمضان، وأكد خلالها أن الأمطار كانت غزيرة وفي فترة زمنية محدودة، مضيفا قائلا: «نعتذر للمواطنين على الآثار المترتبة عن سوء الأحوال الجوية خاصة ممن كانوا في طريقهم».

وأيضا الاعتذار خطوة هامة، توصل رسالة للمواطنين بأن الحكومة ليست بعيدة عن مشاكلهم، وأنها تسعى بكل السبل لحلها، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد أن جميع أجهزة الدولة تكثف جهودها لتلافي آثار الأمطار، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه يتفهم تمامًا حالة المعاناة التى ألمت ببعض المصريين نتيجة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار بشكل مفاجئ وغير معتاد عليه خلال اليومين الماضيين، متابعا أن على أن الدولة بكافة أجهزتها ستكثف من جهودها لتلافى حدوث مثل هذه الآثار مرة أخرى.

أزمة الأمطار تسلط الضوء بشكل كبير على أزمة الصرف الصحي، وتحسين البنية التحتية للمحافظات فيما يتعلق بمفرق الصرف الصحي، لسرعة التعامل مع أي ظواهر طبيعية من هذا القبيل، حتى لا تتكر تلك الأزمة، فالصرف الصحي في مصر يحتاج لخطوات كثيرة لإصلاحه، كي نتمكن من التعامل بشكل سريع مع تساقط الأمطار الغزيرة في أي وقت، فعندنا نشاهد مدن كبرى في محافظة القاهرة بمنطقة التجمع وكذلك القاهرة الجديدة، تغرق في مياه الأمطار هو مشهد سيئ للغاية، دفع الدولة بجميع أركانها للتأكيد على أنها لن تسمح بمثل هذه المشاهد، وجعل رئيس الحكومة يعتذر للمواطنين، كما أن غرق بعض المحافظات بمياه الأمطار، يتطلب من الأجهزة التنفيذية سرعة اتخاذ خطوات جدية لتحسين البنية التحتية وعلى رأسها مرفق الصرف الصحي، كي لا تتكرر مثل هذه المشاهد مرة أخرى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق