الدكتورة ميسة أحمد الحاصلة على الميدالية الذهبية في مجال الطاقة والبيئة بمعرض جنيف: «سعيدة بذكر اسم مصر بسويسرا» (صور)

السبت، 28 أبريل 2018 03:00 م

الدكتورة مايسة أحمد

الإسكندرية - محمد صابر

نموذج ناجح عالميا يؤكد عظمة المرأة المصرية، بعد أن انضمت إلى علماء مصر الذين رفعوا اسمها عاليا بين دول العالم لتبث مدى تفوق علماء مصر بإمكانيات مصرية ،إنها الدكتورة «ميسة صلاح الدين إسماعيل أحمد» مدير مراقب الجودة والبيئة شركة مياه شرب الإسكندرية احدي الشركات التابعه للشركة القابضه لمياه الشرب والصرف الصحي، والحاصلة على الميدالية الذهبية فى مجال الطاقة والبيئة عن ابتكارها «طريقة صديقة للبيئة تثبيط تكون القشور وتآكل المعادن بمستخلصات الطحالب والأعشاب»، بمعرض «جنيف الدولي للابتكارات» في دورته الـ 46 والذى انعقد بمدينة جنيف بسويسرا، في الفترة من 10 إلى 17 أبريل 2018، ويأتي هذا التكريم فى إطار منافسة تمت بين 164 دولة

لم تكتف الدكتورة «مايسة» بالدراسة والعمل،بل حولت دراستها وعملها إلى دافع وطريقة للحاق بركب علماء مصر أمثال الدكتور أحمد زويل وغيره من علماء مصر العظماء،« صوت الأمة»التقت الدكتورة «ميسة» فى الحوار التالى:

- ما شعورك لحظة تكريمك بجنيف؟

= فخورة جدا ولن استطيع وصف سعادتي أثناء التكريم وذكر اسم مصر وحصولي على الميدالية الذهبية، وقد حصلت على بكالوريوس علوم كيمياء خاصة 1999-كليه علوم جامعه الإسكندرية- بتقدير عام جيد جدا- ودبلوم كمبيوتر من وزاره الاتصالات 2000، ودبلوم علوم مواد من معهد الدراسات العليا والبحوث جامعة الاسكندرية بتقدير عام جيد جدا- 2001 عن "إنشاء جيل جديد من الخرسانة عالية الأداء"، ثم ماجستير علوم مواد-معهد الدراسات العليا والبحوث -جامعة الاسكندرية - 2008 عن"نفاذية أيونات الكلور فى الخرسانة عالية الاداء"، ودكتوراه علوم مواد-معهد الدراسات العليا والبحوث-جامعة الاسكندرية- 2014 عن "تركيبة صديقة للبيئة للتحكم في التآكل وترسيب القشور في أنظمة المياه" وتم تسجيل ماجستير الجودة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا- 2016.

-ما الخطوات التي سبقت اشتراكك بهذا البحث في معرض جنيف الدولي للابتكارات؟

= هناك الكثير من الأبحاث التى سبقت الاشتراك فى مسابقة معرض جنيف والعديد من الجوائز فقد حصلت على براءة اختراع برقم 28394 عن البحث "تثبيط تكون القشور وتآكل المعادن بمستخلصات الطحالب والأعشاب”، من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وحصلت أيضا على عدد من الجوائز منها جائزة الدكتور عبد الرحمن الصدر-كأحسن رسالة دكتوراه تطبق في المجال العملي عن عام 2014 (وهي جائزه تصرف من ريع مؤتمرات دكتور احمد زويل تخليدا لذكرى استاذه دكتور عبد الرحمن الصدر)، وحصلت على المركز اول في العروض الشفوية لأحدث الأبحاث العلمية المبتكرة في المؤتمر الطلابي الخامس للبحوث والابتكارات الذي عقد في كلية العلوم جامعة الإسكندرية في مايو 2016.

- ماذ عن كيفية ترشحك لهذه الجائز العالمية؟

= رشحت لجائزة المخترع الشاب 2017 بانجلترا Biochemical Engineering Journal Young Investigator Award 2017, ELSEVIER وتم ترشيحي لأكون واحده من ضمن اعضاء المنظمه العالميه لصغار المبتكرين الأفارقة وتم الموافقه عليها لعرض البحث في المؤتمر العالمي المقام بجنوب الصين

5th annual International on Material Science and Environment Engineering [MSEE 2017], Xiamen, Fujian, China, 15– 17th, December, 2017 وحاز العرض على أفضل عرض شفوي بالمؤتمر، كما تم عرضه في المؤتمر الدولي الثاني الخاص بمستقبل التحلية في مصر والشرق الاوسط بالغردقة في الفترة من 21 الي 25 فبراير 2018 قيم البحث على أنه من أهم الأبحاث في مجال تحلية المياه وتم الموافقة عليها للعرض في معرض جنيف لحقوق الملكية الفكرية ممثلا عن مصر في دورته 46The patent nomination was approved for presentation at 46TH INTERNATIONAL EXHIBITION OF INVENTIONS GENEVA, PALEXPO, GENEVA - 10-17 APRIL 2018.

وقد حصلت على الميدالية ذهبية في مجال البيئة وشهادة تقدير من دولة السعوديه ووسام من جامعة الملك عبد العزيز وشهادة تقدير من رومانيا وميدالية من الجالية المصرية بجنيف وسام من وزارة السياحة بسويسرا.

- ما الهدف تحديدا من ابتكارك وأهم المميزات؟

= هذا الاختراع يهدف للتحكم في تآكل الأجسام المعدنية "الصلب" ومنع تكون القشور في أنظمة التبريد أو الغلايات باستخدام بعض مستخلصات الأعشاب والطحالب البحرية غير الملوثة للبيئة بدلاً من المواد الكيميائية، ومن ثم يصلح استخدامها في الصناعات الخاصة بالأغذية والأدوية ،كما أن أهم مزايا الاختراع تتمثل في كونها غير مكلفة وآمنة للبيئة، وتتكون من مواد طبيعية متاحة وغير معقدة التصنيع وتقوم بنفس الدور الذي تؤديه المواد الكيميائية المستوردة من الخارج، الأمر الذي سيؤدي إلى توفير الأموال وإنشاء المصانع وتشغيل الشباب.

- استخدام مثبطات كيميائية لتثبيط عملية التآكل وتكون القشور.. بهذا البحث تفوقتي على عشرات الدول المشاركة، كيف يمكن تطبيق البحث للاستفادة منه؟

= استخدم المياه على نطاق واسع في عملية التبادل الحراري لإزالة الحرارةِ الغير مرغوب فيها ببعض أنظمة التشغيل الصناعية مثل الصناعات البتروكيمياويةِ وغيرها. ونتيجة للتطور والنمو المتزايد للسكان أصبح هناك اتجاه لتقليل استخدام المياه وذلك عن طريق إعادة الاستخدام ولكن الماء الدافئ الخارج من عملية التبريد يحتوي على أملاح ذائبة، مواد عالقة، موادَ عضويةَ ذائبة و عالقة، غازاتَ، وكائنات حيّة دقيقة، وقد يؤدى ذلك الى تآكل المعادن و تكون قشور كلسية تترسب داخل مواسير أنظمة التبريد مما ينتج عنه انسداد جزئ أو كلى لتلك المواسير وبالتالى يسبب خسارةِ إقتصاديةِ حادّةِ، كما أن هذه الدراسة تهدف إلى استخدام مستخلصات عدد من الاعشاب الطبيعيه (الحرجل والبردقوش) والطحالب البحرية (الخضراء والحمراء) لتقليل تكون القشور و تآكل الصلب المستخدم فى أنظمة التبريد وغلايات المصانع, وقد تم دراسة وتقييم كفاءة هذه المستخلصات العشبية والطحلبي باستخدام طريقتان هما أولا : تثبيط تكوين القشور عن طريق قياسات التواصل الكهربي وقياسات الطيار مع الزمن و قياسات معوقات التيار المتردد وصور الميكروسكوب الإلكترونى و الضوئي واختبار الاشعة تحت الحمراء، ثانيا تثبيط تاكل الصلب عن طريق

- قلتى أن قياسات الإعاقة الكهربائية لتأكل الصلب ونتائج منحنيات الاستقطاب فما معنى ذلك

= النتائج السابقه على كفاءة مستخلصى أعشاب «الحرجل والبردقوش» ومستخلصات الطحالب «الخضراء والحمراء» في تثبيط تكون القشور و تثبيط تآكل الصلب كما أوضحت النتائج زيادة كفاءة مستخلصات أعشاب «الحرجل والبردقوش »عن ومستخلصى الطحالب «الخضراء والحمراء» فى تثبيط تكون القشور و تثبيط تآكل الصلب، و زياده كفاءة مستخلص أعشاب الحرجل عن باقى المثبطات السابقة ثالثا : مقارنة كفاءة استخدام 50 جزء من المليون من مستخلص الحرجل و10% من خليط كيميائي يتكون من (11.1 مل صوديوم ثلاثى الفوسفات+11.1 مل كربو هيدرازيد ) فى تثبيط تكون القشور و تثبيط عملية تأكل الصلب المستخدم فى البتروكيماويات، وأوضحت النتائج كفاءة 50 جزء من المليون من مستخلص الحرجل عن الخليط الكيميائى فى تثبيط تكون القشور و تثبيط تآكل الصلب، وأظهرت النتائج زيادة كفاءة 50 جزء من المليون من مستخلص الحرجل عن كفاءه الخليط الكيميائى فى تثبيط تكون القشور. كما أوضحت النتائج زيادة كفاءة الخليط الكيميائي عن كفاءة 50 جزء من المليون من مستخلص الحرجل فى تثبيط تآكل الصلب. و أن وجود المياه المعالجه تقلل من عمليه تكون القشور و تآكل الصلب ،ولذلك يعتبر مستخلص الحرجل أحد البدائل الصديقة للبيئة والأقل تكلفة وذات كفاءة عالية , لذلك يوصى باستخدامه كاتجاه حديث فى تثبيط عملية تآكل الصلب و تكون القشور ببعض أنظمة التشغيل الصناعية كما يوصي باستخدامه في أنظمة التبريد المغلقة لتقليل كمية المياه المستخدمة في عمليه التبريد.

ويسمى هذا العلم بعلم تآكل الفلزات وحمايتها، ويعكف عليه العديد من العلماء والباحثين، للتحكم فيه، لأن المعادن أيا كانت كالحديد يحدث لها صدأ، ويختلف التآكل حسب نوع المعدن والوسط الموجود به.

كما أن المعادن تدخل في العديد من الصناعات حيث إن المياه تستخدم على نطاق واسع في عملية التبادل الحراري لإزالة الحرارةِ غير المرغوب فيها في بعض أنظمة التشغيل الصناعية، وأن الماء الدافئ الخارج من عملية التبريد يحتوي على أملاح ذائبة وموادَ عضويةَ وكائنات حيّة دقيقة تؤدى إلى تأكل المعادن، وتكون قشور تترسب داخل "مواسير" أنظمة التبريد مما ينتج عنها انسداد جزئ أو كلي بها.

-كيف كان دور الشركة في دعمك لتقديم الابتكار بمعرض جنيف؟

أؤكد على دور الشركة و دعمها الكامل وبالأخص جهود المهندس أحمد جابر رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية لحثه ودعمه وتطوير الطاقات البشرية بالشركة إيماناً منه بأهمية البحث العلمى حيث يعد العلم من سبل تطور ونجاح المؤسسات ورفع اسم مصر عالياً فى المحافل الدولية وللحفاظ على مكانة الشركة لتبقى دائماً فى الصدارة بجهود أبنائها المتميزين كما قام بتكريمى فور عودتى من المعرض، كما ستقوم وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بتكريمى ،وقد أشاد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالمشاركة المصرية المشرفة هذا العام في معرض جنيف الدولي للابتكار والذي يعقد حاليًا في العاصمة السويسرية جنيف، حيث حصل كل المشاركين الذين اختارتهم الأكاديمية من بين المتقدمين على موقع الأكاديمية بطريقة شفافة وعادلة ومعلنة على ميداليات وجوائز من قبل لجان التحكيم بالمعرض، وقد أسفرت المشاركة عن فوز الفريق المصري المكون من 12 مشارك بـ 5 ميداليات ذهبية و5 ميداليات فضية و2 ميدالية برونزية.

- ما هي الخطوات المقبلة التي تسعى الدكتورة مايسة لتطوير هذا القطاع؟

= اهم الخطوات هى ترويج المنتج لابد من وجود شركة تنتج وتسويق للمصانع والشركات المختلفة, والمتابعة معهم من أجل مساعدتهم للتحكم في معدلات التآكل للوصول لأعلى درجة من الكفاءة.

وكلما كانت الدول أكثر تقدماً، استطاعت التحكم في معدلات التآكل، مؤكداً أنه لا يمكن إيقاف عمليات التآكل وإنما التحكم فيه، وبدلاً من تغيير الماسورة كل عشر سنوات، باستخدام مواد تتحكم في التآكل يمكن تغييرها كل خمسين سنة.

وفى نهاية الحديث توجهت الدكتورة ميسة بالشكر لكل من ساعدها للفوز بالجائزة المهندس أحمد جابر رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية والمشرفين على البحث الدكتور عصام خميس نائب وزير البحث العلمي والتعليم العالي و الدكتور عصام الرافعي عميد معهد الدراسات العليا والبحوث السابق و الدكتور أشرف مصطفى رئيس قسم الكيمياء بجامعة لبنان و الدكتور أحمد حفناوى أستاذ مساعد كيمياء التآكل.