غفوة «الأهالي» تهز الوسط الصحفي.. من ينقذ الجريدة الأكثر انتشارا في الثمانينيات؟

الإثنين، 30 أبريل 2018 11:00 م
غفوة «الأهالي» تهز الوسط الصحفي.. من ينقذ الجريدة الأكثر انتشارا في الثمانينيات؟
نقيب الصحفيين
كتب - مصطفى الجمل و سلمى إسماعيل

نقيب الصحفيين: الأزمات المالية تطول غالبية الجرائد.. و«الأهالى» مديونيتها بلغت نصف مليون وتأخروا عن دفع القسط

فريدة النقاش: «الأهالى» ديونها كتير.. وستطبع الأهرام الأعداد القادمة

حزب التجمع: تكلفة الجريدة أعلى بكثير من إيرادات الإعلانات

حاتم زكريا: الأحزاب مرآة جرائدها فإذا سقط الحزب «وقعت» الجريدة


هى واحدة من أعرق الجرائد المصرية بصفة عامة، والصحف الحزبية بشكل خاص، كان توزيعها فيما قبل عام 90 يفوق الـ 100 ألف نسخة، إلا أنها طالها ما طال غيرها من الصحف، وبالأخص الصحف الحزبية، التى تراجعت مع الانتكاسات التى ضربت الأحزاب السياسية. 

جريدة الأهالى، التى تصدر عن حزب التجمع، تصدرت نقاشات الرأى بين المهتمين بالصحافة والعاملين بها خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن ليس لانفراد أو سبق نشرته فعادت به مجدداً للساحة، إنما بعدما كانت على وشك التوقف عن الطبع بسبب مديونيتها. 
 
«صوت الأمة» حققت فى الواقعة، وتواصلت مع رئيس تحرير الجريدة، ونقيب الصحفيين، وسكرتير عام النقابة، والمتحدث باسم حزب التجمع، للوقوف على أسباب الأزمة وطريقة حلها. 
 
عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، قال إن هناك مشكلة فى أسعار الورق والطباعة منذ فترة طويلة، وتضاعفت هذه الأزمة بعد تحرير سعر الصرف، فتراكمت مديونيات عدد كبير من الجرائد، وصلت إلى أكثر 30 مليون جنيه، وجريدة الأهالى، واحدة من الجرائد المديونة للأهرام، ووصلت مديونيتها إلى نصف مليون جنيه، وتم الاتفاق مع القائمين على الجريدة بعد عدة مفاوضات على جدولة المديونية، فتم الاتفاق على دفع أقساط كل قسط بـ65 ألف جنيه، ولكنهم لم يدفعوا قيمة القسط، فتم وقف الطبع قليلاً، ثم تم طبعه مع التواصل مع إدارة الجريدة للمطالبة بالأموال. 
 
وأشار «سلامة» إلى أن الأزمات المالية تطول كافة الجرائد، وليست الأهالى وحدها، نظراً للخسائر التى تحققها الجرائد مؤخراً، فالأهرام نفسها التى تطبع بـ7 جنيهات –قيمة التكلقة- تباع بجنيهين، لأنها لو تم بيعها بـ7 لن يقرأها أحد، وهذه مصيبة كبرى، علينا كلنا الالتزام خلال الفترة المقبلة والتكاتف لمواجهة شبح انقراض وتوقف الجرائد. 
 
عبدالوهاب عيسى، مدير تحرير صحيفة الأهالى، قال إن مديونية الجريدة 400 ألف جنيه فقط، والجريدة كانت ملتزمة بدفع الأقساط، وحدث إخفاق خلال الأسابيع الماضية بسبب وجود مجموعة من المعلنين خارج البلاد، ما أدى إلى التعثر فى دفع القسط. 
 
من جانبها قالت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، رئيسة تحرير جريدة الأهالى، إن مشكلة الأهالى تكمن فى ديونها الكثيرة لمطبعة الأهرام، وأن إدارة الصحفية لم تستجب لدعوات الأهرام بدفع المديونيات، أو الاجتماعات الواجبة لإيجاد حلول لهذه الأزمة، وهو ما دفع الأهرام لمحاولة وقف «الأهالى».
 
وأكدت النقاش فى تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن «الأهالى» نزلت السوق، وستطبع الأهرام الأعداد القادمة، مضيفة: «ماحدش من إدارة الجرنال راح يتفق على جدولة المديونية أو تقسطها مع الأهرام»، الأمر الذى دفع الأهرام إلى «العَملة البايخة دى»، إلا أن أزمة «الأهالى» تم حلها وسيطبع عدد الأسبوع القادم بشكل طبيعى.
 
وأشارت إلى أن مطبعة الأهرام ستتفاوض مع إدارة الأهالى حول الوصول إلى مبالغ تستطيع «الأهالى» تسديدها، لافتة إلى أن الأمر أصبح متعلقا بإدارة الجريدة بشكل كبير.
 
وقال عبدالناصر قنديل المتحدث باسم حزب التجمع، إن «الأهالى» جريدة حزبية كبيرة، تصدر عن التجمع، وإمكانيات الحزب المادية محدودة، وليس حزبا ثريا، الأمر الذى يجعل تكلفة إصدار الصحيفة الورقية أعلى بكثير من إيرادات الإعلانات، لهذا خسر الجرنال، وكان الحزب يتحمل تلك الخسارة فى فترات سابقة، إضافة إلى أن توفير الدولة نوعا من أنواع الدعم للصحف الحزبية، من خلال تخفيض أسعار الورق نسبيًا، لافتًا إلى أن هذا الدعم لم يعد متوافرا بعد تحرير سعر الصرف.
 
وأكد المتحدث باسم حزب التجمع فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن الاتفاق المالى بين الأهالى ومطبعة الأهرام كان 65 ألف جنيه، إلا أن الأهرام حاولت الضغط لتحريك هذا المبلغ إلى 80 ألفا شهريًا، من المديونية، وليس تكلفة الطباعة، وهو ما لا تستطيع «الأهالى» تسديده، مشيرًا إلى أن هذا الأمر الذى أدى لوصول المديونية إلى 500 ألف جنيهًا.
 
وأوضح عبدالناصر، أن جريدة الأهالى طالبت الأهرام بمنحها فرصة يومين لسداد المديونية، لأنه كانت هناك إعلانات مرهونة برجال أعمال بالخارج، موضحا أن الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام، تعهد إلى نبيل ذكى بطباعة العدد، إلا إننا فوجئنا بموقف المطبعة.
 
وأشار قنديل، إلى أنه عقب وقف طباعة الجرنال يوم الأربعاء، شنت المواقع الإخبارية حملات إعلامية كثيفة عن كيفية وقف جريدة بحجم الأهالى، الأمر الذى مثل حرجًا للأهرام، وجعلها تتراجع عن قرارها وتطبع العدد يوم الجمعة، متابعًا أنه مازال هناك تفاوض ما بين الأهرام والأهالى.
 
وتابع أنه ستكون هناك حملات لدعم استمرار الأهالى، وإيجاد حلول جذرية للأزمة حتى لا تتراكم ونعجز عن الحل فيما بعد، لافتًا إلى أن الأهالى جريدة تقدمية، وأضاف أن مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تواصل مع نبيل ذكى رئيس مجلس إدارة الجريدة، فى محاولة جدية لحل الأزمة، والإبقاء على صدور الأهالى، واعداً إياه بأن تكون أزمة الأهالى على جدول الأعمال.
 
فيما قال حاتم زكريا سكرتير عام نقابة الصحفيين، إن جريدة الأهالى تقوم بمهامها الصحفية، وتعمل دون الحاجة إلى تدخل النقابة، فهناك عدد كبير من الصحف الحزبية تم وقفها كجريدة الأحرار، والكرامة، والغد، وجيل الغد، لافتًا إلى أن الأحزاب مرآة جرائدها فإذا سقط الحزب وقعت الجريدة.
 
وأكد سكرتير عام النقابة فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن معظم الأحزاب التى أخفقت جرائدها تعد تكتلات سياسية لا وجود لها، إلا أن ما أبقى جريدة «الأهالى» قيادتها الحزبية، وتاريخيا فى التعبير عن المعارضة المصرية.
 
وعن دور النقابة فى حل أزمات الصحف الحزبية تساءل حاتم: «ماذا تفعل النقابة»، إذا كانت الأزمة سياسية وحزبية؟! لافتًا إلى أن النقابة تحاول دعم الصحفيين الحزبيين الذى أغلقت جرائدهم، وبالعقل إذ كانت الدولة أوقفت الدعم عن الصحف الحزبية هل ستستيطع النقابة دعمها؟
وتابع زكريا، إن هناك أكثر من 12 ألف صحفى مقيدون بالنقابة، إضافة إلى الآلاف غير المقيدين والمتدربين، وما استطاعت النقابة فعله هو توفير عدد من أجهزة الحاسب الآلى للصحفيين الحزبيين، إذا أرادو تأسيس موقع لهم فقط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق