ليلة النصف من شعبان.. ما بين البدعة والحب.. والأوقاف تحسم الأمر

الإثنين، 30 أبريل 2018 07:00 م
ليلة النصف من شعبان.. ما بين البدعة والحب.. والأوقاف تحسم الأمر
كتب:حسن الخطيب

 
يختلف احتفال التيار السلفي بالمناسبات الدينية والاجتماعية، عن أي تيار آخر، وبخاصة التيار الصوفي، فالسلفيون معروفون بمخالفتهم لمنهج العرف، ماتعارف عليه بين الناس، فنجدهم يحرمون الاحتفالات بالاعياد الاجتماعية،خاصة تلك الأعياد المرتبطة بعادات مصرية قديمة منذ عهد الفراعنة، كعيد شم النسيم، أو عيد الأم.
 
كما نجدهم يبدعون في أغلب فتاويهم، إحتفال المسلمين، بالمناسبات الدينية، فنجد دعاة التيار السلفي، يفتون دائما بأن تلك المناسبات الدينية بدعة ولم يعرف في عهد النبي عنها شيئا، ومن أبرز تلك المناسبات، الاحتفال برأس السنة الهجرية، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والاحتفال بالمولد النبوي، وآخر مابدعوه، هو احتفال المسلمين بليلة النصف من شعبان، والتي يحيهيا العالم الإسلامي اليوم.
 
ففي الوقت الذي خرجت فيه جموع المسلمين يحتفلون بليلة النصف من شعبان غما بصيام نهارها، أو بقيام ليلها، وبحث  الازهر الشريف ودار الإفتاء المصرية على الاحتفال بليلة النصف من شعبان موضحة أنه لا يوجد مانع شرعي منه، إلا أن التيار السلفي أبى أن يجعل الاحتفال يمر بدون أي فتاوى لهم تحرض على بدعة الاحتفال به.
 
ففي احدث فتوى صدرت من التيار السلفي حول تبديع الاحتفال بليلة النصف من شعبان، تلك الفتوى التي خرجت من الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى، الذ ىأكد في بيان له، بأن الاحتفال بليلة النصف من شعبان غير مشروع، فهي ليلة عادية، وليس لها ميزة خاصة أو فضل خاص، بل هي ليلة كسائر الليالي من شعبان، فلا يشرع الاحتفال بها.
 
وأكد الداعية السلفي، بأن تخصيص ليلة النصف من شعبان للاحتفال بها هو من البدع المحدثة التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، مشيرا إلى أنه لا يجوز الإعانة على إقامة هذه الاحتفالات، ولا يجوز إلقاء الخطب والمحاضرات فيها؛ لأن هذا من إقرارها والتشجيع عليها، بل يجب إنكارها وعدم حضورها، فليس لهذه الاحتفالات أصل في الشرع.
 
ولم تكن الفتوى التي اصدرها عبد الحميد الأولى أو الأخيرة فقد سبقها فتوى من الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، الذي افتى عبر منبره الإعلامي موقع "أنا السلفي" بأن ليلة النصف من شعبان ليلة كسائر الليالي، ويمكن قيامها، لكن دون أن يجتمع الناس على ذلك، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ).
 
وتابع برهامي في فتواه أنه لا يقتضى أن يكون هذا الدعاء مخصوص كما يسمونه بدعاء ليلة النصف من شعبان أو صلاة معينة جماعة كما يفعل ذلك كثيرون من أهل البدع، فهذا ليس مشروعا.
 
أما التيار الصوفي، فإنه يحتفل على طريقته الخاصة، باعتباره التيار الأوسع انتشارا في مصر، حيث يقوم اتباع التيار الصوفي، وأنصار الطرق الصوفية المتعددة، بإلاحتفال، دون الالتفات لفتاوى التيار السلفي، التي يبدع فيها الاحتفال بليلة النصف من شعبان.
ويجتمع الصوفية على أن الاحتفال بهذه المناسبات الدينية نوع من أنواع البر والتقوى والزهد والتقرب إلى الله تعالى، فتقوم كل طريقة من الطرق الصوفية، بتنظيم حلقة ذكر في مقر المسجد التابع للطريقة، أو في مقر المشيخة التي ترأس الطريقة، كما يحتفلون بإقامة الولائم ودعوة الفقراء إليها، ومنهم من يحتفل بقراءة القرآن وعمل ختمة للمصحف الشريف.
 
من جانبها، وبمثابة إعلان منها، على أن فتاوى التيار السلفي، لاتضر ولا تنفع ولا تسمن ولا تغني من جوع، قالت دار الإفتاء المصرية في بيان لها،أن الاحتفال بيلة النصف من شعبان باعتبارها ليلة مباركة جائز شرعا ولا شيء فيه، وورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة.
 
وروت الدار عددا من الأحاديث الواردة في فضلها، منها حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-».
كما روت حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».
 
وحديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يطْلُعَ الْفَجْرُ».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق