«S 300» الروسية.. سلاح جديد في يد سوريا يرعب الأعداء

الثلاثاء، 01 مايو 2018 04:00 ص
«S 300» الروسية.. سلاح جديد في يد سوريا يرعب الأعداء
بوتين وبشار
محمود على

موسكو أكدت عبر خبراء ومحللين لها أن نشر منظومات «S 300» فى سوريا سيسهم فى استقرار الوضع هناك

ما زال الحديث الساخن بشأن تداعيات العدوان الثلاثى على سوريا يتزايد بقوة على مقياس ريختر السياسى، على وقع تحذيرات هنا وهناك من مستقبل الأزمة السورية على حدود كل طرف معنى بالصراع، فى وقت تشهد فيه ترتيبات لإحداث توازن عسكرى قد يساعد سوريا على الحسم وحماية أجوائها من أى عدوان، حيث ضربَ قرار موسكو تفعيل الاتفاقية التى أبرمتها مع الحكومة السورية قبل 8 سنوات، والتى تضمنت توريد 4 منظومات دفاعية S 300 للجيش السورى، زلزالًا داخل الأوساط الإسرائيلية، الأمر الذى طرح سؤالًا مهمًا حول الهدف الأساسى من تزويد سوريا بهذه المنظومات فى هذا التوقيت، وأثره على الصراع الدائر فوق الأجواء السورية.

ما أثار الحديث عن الصفقة الروسية السورية مرة وأخرى، وتوقع الخبراء دخولها فى حيز التنفيذ، هو تأكيد واحدة من أكبر وسائل الإعلام فى روسيا «صحيفة كوميرسانت» أن «مسألة تزويد الجيش السورى بمنظومات
 S 300 والتى تتخذ طابعًا سياسيًا قد تم حلها تقريبًا».
 
وكانت سوريا تعاقدت فى عام 2010 مع شركة «روسو أبورونإكسبورت» الروسية المعنية بتصنيع المعدات العسكرية، على توريد S 300 ,BMO 2 ، ورغم نقل موسكو محطات الرادار إلى الطرف السورى، لكن الصفقة لم تكتمل على خلفية الحرب الدائرة فى سوريا وضغوط إسرائيلية محذرة من أن امتلاك دمشق لمثل هذه الأسلحة قد تسمح لها بالسيطرة على الأجواء الإسرائيلية.
 
صحيفة كوميرسانت أكدت أن الروس ينوون تنفيذ الاتفاقية بكل تفاصيلها، وتتضمن المرحلة الأولى منها إرسال مستشارين عسكريين من روسيا ليشرفوا على تدريب السوريين علىS 300 ، الذى من المفترض بحسب المعلومات أن يستغرق حوالى 3 أشهر، بالإضافة إلى توريد بطاريات لهذه الصواريخ، متوقعة أنه فى حالة مهاجمة إسرائيل هذه البطاريات، «فسيكون ذلك عواقبه كارثية».
 
منظومة صواريخ «S 300» الروسية المضادة للطائرات والصواريخ هى منظومة صاروخية للدفاع الجوى بعيد المدى وهى روسية الصنع، ولها عدة إصدارات مختلفة طورت جميعها، وصممت من قبل قوات الدفاع الجوى السوفيتى عام 1978؛ لردع الطائرات وصواريخ كروز. 
 
ويعتبر نظام S 300 من أبرز وأنجح الأنظمة فى ميادين الدفاع الجوى على مستوى العالم، فبالإضافة إلى تطويرها بعد إصدارات أخرى لردع الصواريخ البالستية والدفاع عن المعامل الكبيرة والمنشآت الحيوية والقواعد العسكرية، يعتبر نظامه الدفاعى لديه القدرة على صد وتدمير الصواريخ البالستية، كما أنه لديه رادارات قادرة على مراقبة 100 هدف وتتبعه والاشتباك مع 12 هدفًا فى وقت واحد. 
 
وفيما يخص السرعة فإن نظام S 300 لايحتاج أكثر من 5 دقائق فقط ليكون جاهزًا للإطلاق، حيث لا تحتاج صواريخه لأى صيانة مدى الحياة وهناك إصدار مطور من النظام دخل الخدمة يعرف بـ (S -400).
 
من جانبه قال الخبير فى الشئون الدولية محمد حامد، إن الأجواء السورية لا تزال محمية من خلال منظومات الدفاع الروسية، مؤكدًا أنه حتى القصف الذى يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلى لا يتم إلا عبر الأراضى اللبنانية، كما أن الضربات الأمريكية لا تتم إلا بالتنسيق مع موسكو حتى لا يحدث اصطدام روسى أمريكى، وهذا يشير إلى وجود تنسيق بين الجانبين بشأن الأجواء السورية.
 
وأضاف حامد فى تصريحات لـ «صوت الأمة» أنه على الرغم من هذا التنسيق إلا أن توريد أنظمة دفاع S 300 لسوريا، يأتى لصالح دمشق ويعزز من فرص استمرار النظام السورى لأكثر وقت بلا شك، ما يعزز من قدرات الجيش السورى، والأمر الذى يتخوف منه البعض أن تكون مثل هذه الصواريخ دافعا قويا لروسيا من أجل الانسحاب من سوريا.
 
رغم أن روسيا قد تكون تعهدت لإسرائيل بعدم استخدام مثل هذه الصواريخ ضد إسرائيل، بحسب خبير الشئون الدولية، أكدت موسكو عبر خبراء ومحللون لها أن نشر منظومات «S 300» فى سوريا سيسهم فى استقرار الوضع هناك، وسيحول دون تنفيذ خطط الإسرائيليين والتحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة لتدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية دون أی عراقيل.
 
واعتبر فيكتور بونداريف، رئيس لجنة الدفاع والأمن فى مجلس الاتحاد الروسى، أن «دخول الأسلحة الدفاعية الفعالية فى حوزة أى دولة ذات سيادة سيكبح جماح العسكريين فى حلف الناتو»، فيما أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى حديث أدلى به لقناة «بى بى سى» البريطانية أن روسيا مستعدة للنظر فى كل الخطوات اللازمة لمساعدة الجيش السورى فى ردع العدوان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق