المعارضة التركية «إيد واحدة» لإحباط مخططات أردوغان فى الانتخابات المبكرة

الثلاثاء، 01 مايو 2018 07:00 م
المعارضة التركية «إيد واحدة» لإحباط مخططات أردوغان فى الانتخابات المبكرة
الرئيس التركى
كتب - السيد عبدالفتاح

الرئيس التركى يخشى مفاجآت حزب «الخير».. وتوقعات بتحالف «الشعب» الأتاتوركى و «السعادة» الإسلامى

الرابع والعشرون من شهر يونيو المقبل، سيكون يومًا فارقًا فى تاريخ تركيا، ففيه إما أن تبدأ مرحلة جديدة من السيطرة والهيمنة الأردوغانية على كل السلطات فى البلاد ليتحول بعدها إلى الحاكم مطلق السلطات والصلاحيات، وإما أن يكتب هذا اليوم نهاية ظاهرة أردوغان وانتهاء عصر «العدالة والتنمية». ففى هذا اليوم سيتم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة التى نجح الرئيس التركى فى تمريرها قبل موعدها بنحو عام ونصف العام من موعدها الرسمى، فى مناورة جديدة من زعيم حزب العدالة والتنمية لإحكام سيطرته وحزبه على الحياة السياسية فى تركيا وتحويلها إلى سلطنة أردوغانية.

ويحاول أردوغان الاستفادة القصوى من جملة عوامل مؤثرة يراها تحسم الأمور لصالحه ولصالح حزبه تجعل الطريق ممهدًا لمزيد من التفرد بالحكم فى تركيا، عبر وسيلة مضمونة هى الانتخابات المبكرة، فهو يحاول الاستفادة من الانتصار الذى حققه بالحرب على عفرين المدينة الكردية السورية، هى الحرب التى ألبسها ثوبًا مزعومًا بحماية الأمن القومى لتركيا الذى يهدده من أطلق عليهم إرهابيين قاصدًا الأكراد فى شمال سوريا، ولا شك أن هذه المعركة غير الشريفة والانتصار الذى تحقق بها، قد خدع قطاعًا لا يستهان به من الشعب التركى وقع تحت تأثير دعاية أردوغان ووسائل إعلامه وأجهزة مخابراته التى روجت إلى التهديد الكردى للأمن القومى التركى، ويسعى أردوغان إلى جنى ثمار هذا الانتصار قبل أن يبرد وينساه الأتراك.
 
كما يحاول الاستفادة من التطورات السلبية التى طالت المعارضة التركية وفى المقدمة منها حزب الشعب الجمهورى الذى يتزعم المعارضة ويعتبر وريث أتاتورك، حيث يمر الحزب بأزمة داخلية عقب فشله فى التغلب على حزب العدالة والتنمية فى الانتخابات البرلمانية منذ ما يزيد على 15 عامًا، مع تآكل شعبيته فى الشارع التركى.
 
أما حزب الشعوب الديمقراطى فإن أغلب قياداته قابعون الآن فى المعتقلات ويخضعون لمحاكمات غير نزيهة، اضافة إلى الضغوط التى يتعرض لها نواب الحزب فى البرلمان، وأنصاره فى الشارع، ما جعل الحزب فى وضع لا يُحسد عليه وتأثر بنيانه الداخلى على الرغم من الانتخابات الداخلية التى شهدها وأسفرت عن انتخاب رئيسين جديدين للحزب خلفًا لصلاح الدين دمرتاش المسجون، كما نجح أردوغان وآلته الإعلامية الجبارة فى لصق تهمة الإرهاب بالحزب فى ذهنية قطاع غير قليل من الأتراك، بزعم أن للحزب علاقة قوية بحزب العمال الكردستانى.
 
ويأتى «خبث» تحديد الشهر المقبل لاجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهى فترة غير كافية للأحزاب المعارضة لترتيب أوضاعها ولملمة صفوفها والاستعداد لخوض معركتى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فهى نظريًا قد لا تتمكن من اختيار مرشح رئاسى لها ينافس أردوغان، فحزب الشعب الجمهورى لم يبرز فيه مرشح قوى يمكنه منافسة أردوغان، وكذلك حزب الشعوب الديمقراطى، وحتى حزب الخير أو الجيد، الذى انشق عن حزب الحركة القومية قد لا يتمكن من اختيار شخص لخوض الانتخابات الرئاسية.
 
وفى مواجهة مناورات وتحركات أردوغان وحليفه «بهجة لى» زعيم حزب الحركة القومية، فإن المعارضة التركية يبدو أنها ستخوض معركة مصيرية تقاتل من خلالها بشراسة لإحباط خطط أردوغان، وعلى ذلك أدركت المعارضة أهمية التوحد فى وجه حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان وحليفه بهجة لى وحزبه الحركة القومية، وبدأت أولى خطوات المعارضة ومناوراتها الذكية فيما يتعلق بحزب «الخير» القومى الذى تأسس مؤخرًا وتتزعمه ميرال أكشنار، وزيرة الداخلية السابقة، التى تحظى بشعبية، وأسست الحزب بعد أن انفصلت عن حزب الحركة القومية اليمينى المؤيد لأردوغان، حيث كانت هناك عراقيل إجرائية بمقدورها الحيلولة دون مشاركة الحزب فى الانتخابات المقبلة، فالحزب ليس لديه سوى خمسة نواب بالبرلمان التركى وهو رقم لا يسمح له بالمشاركة فى الانتخابات، لتأتى أولى مناورات المعارضة بأن أعلن 15 نائبًا برلمانيًا من حزب الشعب الجمهورى الذى يقود المعارضة التركية، استقالاتهم منه والانضمام إلى حزب «الخير» ليصبح عدد نواب الحزب الجديد عشرين نائبًا ليتمكن من خوض الانتخابات المقبلة حيث اعتمدته الهيئة العليا للانتخابات التركية. وهى المفاجأة التى أغضبت أردوغان وهاجم المعارضة وأدان مناوراتها، ونقلت عنه صحيفة حرييت قوله «أن يهبط البرلمان إلى هذا المستوى أمر كارثى بالنسبة إلينا».
 
وفى إشارة إلى انضمام النواب الـ 15 لصفوف «الحزب الصالح»، تساءل أردوغان: «هل يمكن أن يكون هناك جانب أخلاقى لهذا الأمر؟».
وأشار إلى أن الشعب التركى سيلقن فى 24 يونيو الدرس المناسب لمن يريد أن ينتقص من هيبة البرلمان.
 
أما المناورة الثانية للمعارضة فتمثلت فى اللقاءات المتوالية بين زعيمى حزبى الشعب الجمهورى، وريث عرش أتاتورك، وبين حزب السعادة ذى التوجه الإسلامى، خليفة نجم الدين أربكان، وذلك لتنسيق الجهود بين الحزبين.
 
وفى هذا السياق جاء اللقاء المغلق الذى جمع يوم الاثنين الماضى، زعيم حزب الشعب الجمهوري؛ كمال كليجدار أوغلو، بزعيم حزب السعادة؛ تمل قارامان أوغلو، فى مقر حزب الشعب الجمهورى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق