قصة منتصف الليل.. حمايا مش ملاك

الأربعاء، 02 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل.. حمايا مش ملاك
أحمد سامى

حمايا مش ملاك.. خرب بيتي وحياتي.. وكسر أسطورة كيد الحموات" كلمات قليلة عبرت من خلالها أسماء عن مأساتها مع والد زوجها، وبسبب غيرته دخلت المحاكم وخسرت حياتها وأطفالها.
 
في جلسة عائلية تعرفت "أسماء" علي "سعيد" فلم تجمعهما قصة حب غرامية كما تشاهد في الأفلام الرومانسية، فعائلتها ترفض عمل الفتيات، وفي الجامعة كانت في حراسة شقيقها الأكبر،بمجرد انتهاءها من المحاضرات تغادر الجامعة بصحبته دون أن يكن لها صديقات أو أصدقاء.
 
لم يكن أمامها سوى الموافقة علي سعيد للخروج من هذا السجن، كنوع من أنواع التحرر من قيود أسرتها وسيطرة والدها، منذ البداية اشترط عليه والدها أن تكن فترة الخطوبة لا تزيد عن ستة أشهر لتجهيز كافة الترتيبات اللازمة للزفاف.
 
انشغلت أسماء في تجهيز ترتيبات العرس وتوضيب شقتها في منزل عائلته، وخلال هذه الفترة لمست في زوجها هدوء الطباع ورجاحة العقل، ولكن لمست أيضا ضعف شخصيته أمام والده ولكنها لم تبالي بتصرفاته.
 
بعد ستة أشهر زفت إلي عريسها في حفل بسيط بإحدي القاعات، فرح الجميع لفرحتهم وبعد إنتهاء العرس اصطحبها لقضاء شهر العسل بمدينة شرم الشيخ، كان أسبوعا من أسعد أيام حياتها فقد وجدت الأمان والإحترام معه، انفق علي كل احتياجاتها ولم يقصر معها.
 
انقضي العسل وجاء المر الذي ساقها إياه حماها والذي تفنن في التدخل في حياتها بدءاً من مواعيد النوم حتي نفقات البيت جميعها كانت تحت تصرفه فكان يعد عليهم الأنفاس ويمنعهم من الخروج بمفردهم أو الفسح، ومنذ اليوم الأول اشترط عليها أن تنزل في كل صباح لتنظف منزلهم وتعد الطعام لهما.
 
تحدثت مع زوجها عن فرض سيطرة والده عليهم وتدخله في كافة شئونهم، فوجدت منه كل مودة واحترام وطلب منها أن تتحمل فهو مثل والدها، فرضخت للأمر الواقع أمام حنيته وطريقته المثالية في التعامل معها، فهو يلبي كافة طلباتها دون أن يعلم والده.
 
مرت ثلاثة أشهر، حتي علمت بحملها فطارت من السعادة مع زوجها وزفت الخبر لأهلها ووالدته، لكن فرحتها لم تكتمل فقد أشترط والده أن لا تقم بالمتابعة مع طبيب أو الولادة في مستشفي خاص، فأحوال نجله المادية لا تتحمل هذه التكاليف الباهظة وعليها أن تلتزم بكلامه.
 
أثارت تعليماته المستفزة غضبها فقد ضاقت ذرعا بكل تصرفاته المهينة ومحاولاته للتدخل في كل أمورها الشخصية، ولكن كيف تطلب الطلاق بعد حملها، حاول زوجها أن يهدأ من روعها ووعدها بأن الأمور ستسير كيفما تشاء وعليها ألا تغضب وتحافظ علي الصغير القادم.
 
مرت شهور الحمل وهي تحاول أن تسيطر علي نفسها، فرغم تعبها لكنه لم يرحمها من تنظيف المنزل وشراء احتياجات الأسرة، جاء وقت المخاض وانتظرت تنفيذ وعد زوجها بأن تلد في مستشفي خاص ولكن ضعف زوجها أمام والده منعه من تنفيذ ما وعد به.
 
خرجت من المستشفي علي منزل والدها، فلن تعود لهذا الجحيم مرة ثانية مهما كلفها الأمر فقد فقدت جنينها الأول بفعل إهمالها في متابعة الحمل فقد توفي بعد ولادته مباشرة، لعدم وجود رعاية في المستشفي بعد الولادة وقررت أن تطلب الطلاق من زوجها بعد رفضه الإستقلال بحياتهم بعيدا عن أسرته ووالده .
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق