الترشيد في حياتنا.. خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية (صور)

الجمعة، 04 مايو 2018 01:45 م
الترشيد في حياتنا.. خطبة الجمعة في مساجد الإسكندرية (صور)
عدد من خطباء الأوقاف بمحافظة الإسكندرية
الإسكندرية - محمد صابر

قال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن مساجد المحافظة تحدثت فى خطبة الجمعة، اليوم، عن الترشيد فى حياتنا وذلك تنفيذا لتوجيهات الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف بالحث على الترشيد فى كافة جوانب الحياة وأخذ المثل الأكبر فى ترشيد الماء وترشيد الإنفاق فى أيام  شهر رمضان المبارك كأفضل الأمثلة فى التطبيق العملى. 

ووجه العجمى، تعليمات إلى الشيخ إبراهيم عبد اللطيف مدير إدارة أوقاف برج العرب، بنشر أعضاء القافلة الدعوية الكبيرة التى وجهتها المديرية إلى المساجد الجامعة والكبرى بقرى ونحوه برج العرب وبخاصة المناطق النائية من أطراف المحافظة.

وقال العجمي يُعدّ التّرشيد ركيزةً من الرّكائز الاجتماعيّة المهمّة التي تُبنى عليها المُجتمعات السّليمة؛ حيثُ أكّد عليها الله تعالى بقوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلك قَوَامًا)، حيثُ يضمنُ التّرشيد للمجتمع السّلامة من الأزمات التي تقفُ عقبةً في طريق النمو والتقدم وللترشيدِ أبوابٌ كثيرةٌ، كالتّرشيد في استهلاك موارد الطّاقة كالماء والكهرباء، وترشيد استهلاك الأدوية.

وأوضح العجمى أن الترشيد فى حياتنا يعنى : يُعرَّفُ ترشيد الاستهلاك بأنّه الاستعمال الأمثل للموارد والأموال والاعتدال والتّوازن في الإنفاق، والسعي لتحقيق منفعة الإنسان وعدم المبالغة في البذل،وذلك عبر إجراءاتٍ وخططٍ واعيةٍ توجّه الفرد للطريق الأمثل؛ لتحقيقِ تنمية مستدامة هدفها حفظُ حقوق الأفراد في الحاضر والمستقبل.

وعن نظرة الإسلام لترشيد الاستهلاك قال العجمى :- يُعدّ ترشيد الاستهلاك في الإسلام عملاً تعبدّياً، لا تخيير فيه؛ إذ يَمتازُ استهلاك المسلم غالباً بالوسطية والاعتدال والثبّات النسبي، دون تقتيرٍ أو بُخل، فترشيدُ الاستهلاك في الإسلام يُحقّق مفهوم الاستغلال الأفضل للسِّلع والموارد والخدمات ضمن أسس وسطية.
توجد الكثير من النّصوص الشرعية التي تحثُ على ترشيد الاستهلاك، وتُلزم المُسلمَ بالاعتدال في استهلاكه ونفقاته، وتُنبّهه من التّبذير والإفراط، ومنها:
(وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا) و (كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

وأضاف العجمى ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك يجب علينا أن نعلم أن رمضان الكريم هو شهر الاقتصاد وليس الإسراف الذي اتبعه الكثير من الناس وصار بدعةً وضد تعاليم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بعدم الإسراف ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِيْنَ﴾ [الأعراف: 31].

فإذا كان الإنسان يتناول في الأيام العادية ثلاث وجبات فإنه في هذا الشهر الكريم يتناول وجبتَي الإفطار والسحور فقط، حتى في تناوله إيَّاهما لا ينبغي أن يُكثر من الأكل والشرب فيهما حتى لا يطغي ذلك على ما ينبغي أن يُقبل عليه من طاعة وعبادة وهمَّة عالية في الإقبال على الله- عز وجل- حتى يغفر له ذنبه، ولا يكون كل همه أن يأكل ما لذَّ وطاب من أنواع المأكل والمشرب "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإذا أخذه الشره فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

ومن ناحية أخرى فإن الإسلام لم يحبِّذ أن يأكل الإنسان كل ما يشتهيه؛ حتى لا يكون عبدًا لشهواته ومعدته وإلا يجعل رغباته المادية هي الغاية الأساسية التي يعيش من أجلها، فكثرة الطعام تجعل المعدة تتمدَّد، فتضغط على القلب والحجاب الحاجز، الذي من شأنه أن يضرَّ الإنسان صحيًّا ولا يفيده.


وتابع العجمي حديثه قائلا :  نحن كمسلمين لا بد أن نسير على هدي وسنة نبينا المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فقد كان يفطر على تمرة، فإن لم يجد فشربة ماء، وليس كما نجد الآن من تنوُّع المأكل والمشرب بين التمور والمكسرات وقمر الدين والكنافة والقطايف وأنواع العصائر والمشروبات.

وإن كان الجسد في حاجة بعد ساعات طويلة من الصيام إلى ما يعوِّضه عن ذلك فلا يكن بإسراف لا داعي له.

وإذا نظرنا إلى حال أمتنا الآن فسوف نأسف للغاية بسبب الإقبال الشديد على الإسراف المادي طوال شهر رمضان الكريم حتى تكاد روحانيةُ هذا الشهر وفضائله الجليلة تتوارَى، ولا يشعر بها أحد من هؤلاء المتكدِّسين على أبواب المحالّ التجارية قبيل بداية الشهر الكريم لشراء كل ما تشتهيه أنفسهم وأيضًا ما لا يحتاجون إليه، وعلينا ألا ننسى الحكمة من الصوم، وهي التقوى والتقرب إلى الله عز وجل, وقد أثبتت الدراسات الأجنبية فوائد الصوم الإسلامي من كونه مطهرًا للجسم مرةً كل عام.

وشدد العجمى على أنه لا بد من التوازن في كل شيء حتى نشعر بخير الشهور عند الله بدلاً من ضياع الوقت فيه، سواءٌ بالتفكير في الأكل والشرب واللبس والإنفاق، و أن نكثر من الصلاة، وختم القران، وزيادة الخيرات، وازدياد معدل الإنتاج، وتنظيم الوقت، وصلة الرحم، وحسن الخلق مع الناس جميعًا
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".

فعلينا أن نستغلَّ كل لحظة في هذا الشهر الكريم ونعود لمقاطعة كل ما لا يمتّ لتعاليم ديننا الحنيف بصلة.. فأين لنا التقوى والخشوع في العبادة في هذا الشهر الكريم إذا كان كل ما يشغل أذهاننا هو مظاهر مادية نعيشها ونضيّع بها روحانية الشهر الكريم.

ونودّ هنا أن نبعث للمجتمع  في كل مكان برسالةً هامة :- لا نقول لهم لا تأكلوا، ولكن كلوا واشربوا بدون إسراف، ويا حبذا لو غلَّفوا الطعام المتبقي ووزَّعوه على الفقراء.

فشهر رمضان يجب التقليل فيه من طيبات الحياة الدنيا كي يشعر المرء بحلاوة الطاعة ويقدر على القيام بالعبادة كما شرعها الله عز وجل ولا يثقل جسده بالكثير من الطعام والشراب حتى لا يتكاسل عن الطاعة، ومن المهم والضروري أن نتبع سنة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان إذا أكل من طعام لا يثني، فليس من السنة أن نكثر من أصناف الطعام على الإفطار ونلقي ما تبقَّى منه في سلة المهملات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة