«العودة للجذور».. «صوت الأمة» تحاور كاتبة كتاب «إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية» (صور)

السبت، 05 مايو 2018 03:00 ص
«العودة للجذور».. «صوت الأمة» تحاور كاتبة كتاب «إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية» (صور)
الزميل محمد صابر يحاور الدكتورة رضوى ذكى
الإسكندرية - محمد صابر

لم يكن الربط والتواصل بين الثقافة المصرية واليونانية جديدة ولكنها منذ بداية التاريخ مع بناء الإسكندر المقدوني مدينة الإسكندرية، فكان هناك تبادل مستمر بين العلماء، وترجمت العديد من الكتب العلمية للاستفادة منه، في أسبوع العودة للجذور وعوده الذكريات الخاصة بحياة اليونانيين قامت جريدة "صوت الأمة" بإجراء حوار مع  الدكتورة رضوى ذكى، الباحثة الأكاديمية قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، وصاحبى كتاب "إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

ماهو رأيك من مبادرة "العودة للجذور" وربط العلاقات بين مصر واليونان وقبرص؟

قالت الدكتورة رضوى ذكى، باحثة أكاديمية قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، أن الفكرة رائعة ونحتاجها، فهو توجه لإحياء الثقافات من جديد، والإنفتاح على الآخر يعد أهم العناصر التي تحيي الإزدهار لخلق الحراك المتبادل بين البلدين سواء كان هذا الحراك ثقافي أو سياسي أو إجتماعي، وأتمنى أن تطرح مثل هذه المبادرات مع غيرها من الجاليات حتى يعم مبدأ التعايش والتبادل الثقافي على نطاق أوسع.

 

ما هي أهم العناصر الأساسية التي يدور حولها محتوى كتاب "إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية"؟

وأضافت "رضوى" ان الكتاب يلقي الضوء على سيرة التراث العلمي السكندريّ ومحطاته الرئيسية، ويعكس وجهًا حضاريًا لتلك المدينة في مجدها وازدهارها،  تلك البقعة التي لم تكن عاصمة مصر وحسب، بل وعاصمة العلم والثقافة في العالم القديم، فقد كانت الإسكندرية على رأس العلم القديمة، بفضل النهضة الفكرية والعلمية التي قامت بين أروقة مجمعها العلمي، والذي احتضن حصيلة ما وصل إليه العقل البشري من فكر ومعارف في تلك الفترة، للحد الذي عُرفت به تلك الحقبة الزمنية في تاريخ الحركة العلمية باسم "العصر السكندري"، تمييزًا لها عن باقي العصور المختلفة، لما كان لها من تأثير بالغ في تاريخ العلم القديم.

ما أهم ما يميز كتاب "إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية"؟

وقالت "الباحثة " أن أبرز ما تميزت وتفردت به التجربة العلمية وبالأخص في الكتاب هو تبلور مستوى رفيع من البحث العلمي يقوم على أساس من الدراسة الشاملة وتفهم التراث السابق عليها في ظل الرعاية التي كفلها للعلماء الملوك البطالمة ثم الأباطرة الرومان الذي حكموا أرض مصر، في منهج البحث العلمي على أسس سليمة قد برز في الإسكندرية للمرة الأولى في علوم متعددة، مما أدى إلى بلوغ نتائج باهرة في مجالات البحث العلمي في فروع علوم الرياضيات والطبيعة والجغرافيا والفلك، وكذلك في علم تحقيق ونقد النصوص الأدبية القديمة.

في الثقافة اليونانية التي تكونت مقوماتها المعرفية  بمدرسة الإسكندرية، صار الاهتمام بتأثيرها على الفكر العربي في القرون الأولى من الهجرة، فالعلوم الإسكندرية قبل الفتح الإسلامي لمصر اقتصرت على مجالي الطب والفلسفة المسيحية. وحين أصبح العرب المسلمون القوة العظمى الجديدة في العالم؛ كان لزامًا عليهم التعاطي مع ثقافة مغايرة، وهي الثقافة اليونانية، تلك الثقافة التي نقلت خلال الفترة الواقعة ما بين القرن الخامس الميلادي إلى القرن السابع الميلادي.


كيف يمكننا الاستفادة من البيئة الثقافية وتطويعها فى حل مشاكلنا ؟


واستكملت "رضوى" ان لدينا بنية صالحة يمكننا الاستفادة منها و تطويع مشكلاتنا لإيجاد حلول لها، ويأتي ذلك بالتخطيط من السلطة الحاكمة وتقديم الدعم المستمر وخاصة الدعم المالي، وأيضا لابد من الإعلاء من شأن المثقفين والعلماء بتكامل هذه الأركان حينها نستطيع أن نرى تغير حقيقي، فهو استثمار طويل الأجل ونتمنى أن نرى أثره في القريب العاجل، ويكون هذا في إطار مشروع ثقافي يوحد أركان المجتمع فيه، يرتكز على الثقافة وأهمية دور القوة الناعمة لاستخدام مقوماتها الحضارية والثقافية، في مصر ظاهرة ثقافية تجمع الجميع حولها بميراثها الثقافي والحضاري.


كيف أثرت الحركة العلمية في تقدم العلم العربي؟ وما اوجه الاستفادة من حركة الترجمة والنقل؟

اشارات "رضوى" انه كان هناك الفضل الأكبر لعلماء العرب ومترجميهم في حفظ التراث اليوناني من الضياع والنسيان لأن غالبية النصوص اليونانية قد فُقدت، ولم يبق منها سوى التراجم العربية لتلك النصوص. وقد اهتمت أوروبا لاحقًا في عصر إحياء العلوم بالتراث العربي العلمي فنقلوا إلى اللاتينية واليونانية، وعانى المستشرقون بنقل أغلب هذه الآثار التي كانت أساسًا لنهضتها المستمر ليومنا هذا، فكان علوم الإسكندرية الفضل على العرب.


والحركة العلمية في لم تزدهر بكونها مدينة يونانية حكمها البطالمة ومن بعدهم الرومان وحسب، بل لكونها كذلك أقيمت بين ربوع بلاد النيل، فكانت علومها مختلطة بروافد مصرية، لقد ظهرت بشائر تآلف العلم والثقافة المصرية مع نظيرتها اليونانية نتائجه في الحياة العلمية بمدرسة الإسكندرية القديمة، وبرز هذا التناغم عن أي مكان آخر في الشرق، فالعقول اليونانية قد استوعبت أحسن ما قدمته مصر للعالم من معرفة.


فمن خلال الترجمة تم تعرُّف العرب المسلمين على متون علوم السابقين، وعلى رأسها العلوم اليونانية المصطبغة بالهوية السكندرية، فكان ذلك أول الغيث ومبدأه في مسيرة التحضُّر التي امتدت عدة قرونٍ تالية، كما قُدّر للعرب أن يكونوا ورثة الثقافة اليونانية التي كانت سابقة لهم، وكان أول طريق لفهم هذه الثقافة ونقلها هو ترجمتها إلى اللغة العربية، فدوافع العرب المسلمين التعرف على علوم السابقين وضع الفتوحات الإسلامية العرب وجهًا لوجه أمام العديد من الحضارات السالفة وإرثهم الفكري، وكان لابد للعرب من الاتصال بتلك الحضارات نتيجة للامتزاج السكاني والاختلاط بين الثقافات المختلفة.

فالعرب ورثة الثقافة اليونانية، وكان الفكر اليوناني في الأساس منصرفًا إلى العلم بالكلية، وكانت الإسكندرية التي حلّت محل أثينا قد اصطبغت بتلك النزعة العلمية، فلهذا تأثر العرب بفلسفة وعلوم اليونان بالغ التأثر، وانصرفوا عن الأدب والشعر الخاص بهم، فعلوم اليونان المستلهمة من العلوم القديمة المصرية، وما هو ثقافي خاص، كفنون الأدب التي تخص أهل اليونان، وترجم في الجملة أهم ما وصل إليه العقل اليوناني في العلم والفلسفة في تلك الفترة.

الزميل محمد صابر يحاور الدكتورة رضوى ذكى (1)
الزميل محمد صابر يحاور الدكتورة رضوى ذكى 

 

الزميل محمد صابر يحاور الدكتورة رضوى ذكى (2)
الزميل محمد صابر يحاور الدكتورة رضوى ذكى 

 

كتاب إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية
كتاب إحياء علوم الإسكندرية من اليونانية إلى العربية

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق