إعلاميين: شن الحملات الممنهجة خطأ جثيم في التعامل مع «سد النهضة»

بعد قرار إثيوبيا بتحويل مجري مياه النيل لاستكمال بناء سد النهضة، رأت دول المصب، وخصوصا مصر، تلك الخطوة التي غاب عنها التنسيق بين دول حوض النيل تمثل تهديدا حقيقيا لأمنها القومي.

فبالرغم من رسالة الطمأنينة التى بعثها الرئيس عبد الفتاح السيسى للمصريين خلال خطابه الأخير، حول أزمة بناء "سد النهضة"، والتهويل والمبالغة الإعلامية، أصبح المصريون أكثر أمانا، بعد التوترات والحيره التي مروا بها بعد قرار إثيوبيا.

"صوت الأمة" إستطلعت أراء أساتذة الإعلام، حول تعامل وسائل الإعلام مع القضية.


قلق المصريين
قالت ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق، أن الإعلام جزء من مرآة تعكس قلق المصريين فى الشارع، لان النيل مصدر الحياة بالنسبة لهم، ولكن هناك بعض وسائل الإعلام تعاملت مع أزمة "سد النهضة" على طريقة الرئيس المعزول، محمد مرسى، عندما خرج علينا هو وأعوانه فى جلسة على الهواء مُدعين أنهم فى جلسة سرية، تسببت فى أزمة عدم ثقة بين البلدين.

قدرة الدولة
وأضافت عبد المجيد، أن ملف "سد النهضة" يجب التعامل معه بحذر لأنه قضية أمن قومى، ولا يجب أن يتم الحديث عن بدائل غير صحيحة والحديث عن كلام غير مسئول يعيق عمل الوفد المصرى، مؤكدةً نحن نثق فى قدرة الدولة فى التعامل مع هذه القضية.

الأمن القومى
وطالبت عبد المجيد، بأن يتم عمل دورات للإعلاميين بجميع التخصصات فى الأمن القومى، وأن يكون هناك مقرر بكليات الإعلام يتم تدريسه للطلاب لأنهم الإعلاميين القادمين، مضيفةً أن يكون هناك جهة إعلامية مسئولة تابعة للدولة، تقوم بنقل كافة الأخبار والمعلومات الصحيحة حتى يعمل عليها.

وجهات النظر المختلفة

ومن جانبه قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، للأسف الشديد وزارة الرى حتى الان لم تستطع أن تقدم المعلومات والادلة والشواهد التى تحدث حالة من الإقتناع لدى الرأى العام، وفى نفس الوقت هناك عدد من المخاوف المشروعة لدى بعض الخبراء فى مجال الهندسة والزراعة فى هذا السياق، بالإضافة إلى بعض المعلومات التى تنتقد الاداء الحكومى فى تعامله مع "سد النهضة"، ولم يعطيه الإكتراث والإهتمام الكافى ولم يكن لديه نوع من القوة فى التعامل مع الجانب الأثيوبي.

وأوضح العالم، فى تصريح خاص لـ"صوت الأمة"، وبالتالى الإعلام هنا يعرض وجهة نظر وزارة الرى، ومن حقه أيضًا عرض الجانب الأخر من الموضوع المتمثل فى أراء الخبراء المتخصصين.


المبالغة والتهويل
وفى ذات السياق أشار ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامى، إلى أن الإعلام ليس مطلوب منه فقط عرض وجة نظر الرئيس أو الدولة، بل يعرض وجهات النظر المختلفة ليس فقط أراء الخبراء، موضحًا ان الخطأ هو شن حملات أو إستخدام وسائل المبالغة والتهويل فى التعامل مع القضية، أوالإساءة إلى علاقات مصر مع الدول الخارجية.