توت عنخ أمون.. أصغر حكام مصر وأكثر من حير العالم

السبت، 05 مايو 2018 02:00 م
توت عنخ أمون.. أصغر حكام مصر وأكثر من حير العالم
رضا عوض

على الرغم من مرور ألاف السنين على وفاة توت عنخ آمون، أصغر من حكم مصر، إلا أن الملك الشاب لايزال يقدم الكثير من مقتنياته التي تجذب ألاف السائحين من مختلف دول العالم،  والتي تم نقلها إلى المتحف الكبير، حيث كانت أخر هذه المقتنيات هو العجلة الحربية السادسة التي تم نقلها من المتحف المصري إلى المتحف الكبير، لتكتمل كل العجلات الحربية في بهو المتحف الأضخم في العالم، ليكون في استقبال زواره مع بقية مقتنياته التي وصلت إلى 5 ألاف قطعة من أهم المقتنيات الأثرية في العالم.

كان توت عنخ آمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وقد حكم مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة، يعتبر الملك الشاب من أشهر الفراعنة الذين اثاروا الجدل حولهم حتي وقت قريب.

توت عنخ أمون ملكا علي مصر
تولي توت عنخ أمون حكم مصر وهو في سن التاسعة من عمره، عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للإله أمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة، وقد عاش في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، كما تم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.

أثناء حكم توت عنخ آمون بدأت ثورة من تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق أخناتون، الذي نقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة أخت أتون بالمنيا، وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله أمون في شكل الإله الواحد آتون، في سنة 1331 ق.م أي في السنة الثالثة لحكم توت عنخ أمون الذي كان عمره 11 سنة وبتأثير من الوزير " آي " رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة.

وهناك اعتقاد سائد أن وفاة توت عنخ آمون لم يكن لأسباب مرضية، وإنما قد يكون من جراء عملية اغتيال قام  بتدبيرها الوزير " خپرخپرو رع آي " وهناك العديد من الأدلة التي يوردها المؤمنون بهذه النظرية، منها على سبيل المثال زواج الوزير خپرخپرو رع آي من أرملة توت عنخ أمون، حيث عثر على ختم فرعوني يحمل اسم " آي وعنخ سون أمون" أرملة توت عنخ أمون.

كما تم العثور علي رسالة بعثتها أرملة توت عنخ أمون إلى ملك الحيثيين تطلب منه إرسال أحد أبنائه للزواج بها بعد موت زوجها، حيث قام ملك الحيثيين بإرسال أحد أبناءه بالفعل لكي يتزوج من أرملة توت عنخ أمون، ولكنه مات قبل أن يدخل أرض مصر، وهناك اعتقاد أنه تم اغتياله على الأرجح بتدبير من الوزير خپرخپرو رع آي، الذي فيما يبدو كان يخطط للاستيلاء على عرش مصر، فقام بقتل الملك توت عنخ أمون وقتل ابن ملك الحيثيين، ولكن هذه فرضيات ولا يوجد دليل قاطع لإثبات كل هذه النظريات.

ألغاز حول موت الملك الشاب
أما عن سبب وفاة توت عنخ أمون  فهي مسألة مثيرة للجدل، حيث كانت هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي كانت ترجح فكرة أنه لم يمت، وإنما تم قتله في عملية اغتيال تعد أول عملية اغتيال في التاريخ، إلا أنه في 8 مارس 2005، ونتيجة لاستخدام التصوير الحاسوبي الشريحي الثلاثي الأبعاد على مومياء توت عنخ أمون، خرج زاهي حواس بتفسيرات جديدة تقول أنه لا توجد أية أدلة على أن توت عنخ أمون قد تعرض لعملية اغتيال.

وأضاف أن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق، وإنما تم أحداث هذه الفتحة بعد الموت لغرض التحنيط، وعلل حواس الكسر في عظم الفخذ الأيسر الذي طالما تم ربطها بنظرية الاغتيال بأنه نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له الملك الشاب قبل موته، وربما يكون الالتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.

كما أظهر التقرير النهائي لفريق علماء الآثار المصري أن سبب الوفاة هو تسمم الدم نتيجة الكسر في عظم الفخذ الذي تعرض له توت عنخ أمون، والتي أدى إلى موت الخلايا والأنسجة وتحللها نتيجة إفراز إنزيمات من العضلات الميتة بسبب عدم وصول الأكسجين إليها عن طريق الدم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق