الأوقاف تستعين بالـ«كتاتيب» لمواجهة الجماعات المتطرفة

الأحد، 06 مايو 2018 04:00 ص
الأوقاف تستعين بالـ«كتاتيب» لمواجهة الجماعات المتطرفة
وزارة الأوقاف
حسن الخطيب

شرعت وزارة الأوقاف منذ العام 2016، على إعادة ماتعارف عليه آبائنا وأجدادنا باسم "الكتّاب"، وذلك بهدف استعادة الدور التثقيفي والتعليمي والتنويري للكتاتيب، والتي ندرت وجودها عن الماضي، حيث كان في السابق تلعب الكتاتيب، دورا مهما في التعليم، بخاصة في القرى والنجوع وكذلك الأحياء الشعبية.
 
والذي يعود لتاريخ أدباء العصر الماضي يجد ان أبرزهم تخرج من تلك الكتاتيب، منهم الأديب العالمي طه حسين، والأديب نجب محفوظ، كما أن غالبية علماء الأزهر القدامى والمحدثين، تلقوا تعليمهم قبل التحاقهم بالأزهر الشريف كمرحلة تعليمية، تلقوا تعليمهم في الكتاتيب في قراهم.
 
وتهتم وزارة الأوقاف، بالكتاتيب، بهدف سد كافة المنافذ التي يمكن للفكر المتطرف، أن يستغلها، وينفذ منها للنشء والشباب  وكبار السن، ومن ليست لديه حصيلة علمية تؤهله للتفريق بين التشدد والإفراط والوسطية، فتسى وزارة الأوقاف، للاستعانة بالكتاتيب في مواجهة تلك الأفكار، وحتى يعود المسجد لدوره التعليمي والتنويري كما كان.
 
وكانت أولى خطوة اتخذتها وزارة الأوقاف، للاستعانة بالكتاتيب، ماقام به الوزير من زيادة مكافأة الكتاتيب بنسبة 100% ابتداء من يناير 2016، وزيادة مكافأة حلقات القرآن الكريم بنسبة 200% ، ورفع مكافأة أعضاء المقارئ بنسبة 25%، وكمرحلة أولى في تحسين عمل الكتاتيب.
 
ثم كان اجتماع الوزير الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بأعضاء وشيوخ المقارئ المصرية، بالاضافة لوكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد لبحث عودة الكتاتيب في المساجد الكبرى، وكذلك دور تحفيظ القرآن التابعة للوزارة، وذلك في مواجهة الأفكار المنحرفة والشاذة والهدامة والتطاول على ثوابت الشرع باعتبار أن ذلك يعد الوجه الآخر لمواجهة التطرف الفكري والديني.
 
وطالب وزير الاوقاف، خلال اجتماعه بالعمل في اتجاهات متعددة للعودة بالكتاتيب إلى سابق عهدها في التحفيظ والتربية الأخلاقية بصورة “الكُتَّاب العصري” حتى لا يخرج من يقتلنا باسم القرآن ، مطالبا ايضا بضبط الكتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن حتى لا تترك النشء فريسة للمتطرفين ، وتقرر أن يكون مؤتمر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية، في ذلك العام، بعنوان ” دور مكاتب وهيئات تحفيظ القرآن الكريم في العالمين العربي والإسلامي ..الواقع والمأمول دراسة تقويمية“، وكان من أهم توصيات المؤتمر عودة الكتاتيب مرة أخرى.
 
واليوم، وفي ظل سريان شائعات بأن الأوقاف تعتزم إغلاق الكتاتيب، نفى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف، خلال اجتماعه بقيادات الدعوة بالمنوفية جملة وتفصيلا كل ما تردد عن إغلاق الكتاتيب، مؤكدا بأن الوزارة لديها خطة لتوسيع عمل الكتاتيب بكل أفضل.
 
وأوضح الوزير، بأن المنظومة الجديدة للكتاتيب من الوزارة في إطار سد كافة المنافذ التي يمكن للفكر التكفيري الخروج منها، مبينا أن عدد الكتاتيب المعتمدة من الوزارة والتابعة لها قد ارتفع في الأربع سنوات الأخيرة بأكثر من ٢٠٠% من نحو ٧٥٠ كتابا إلى ٢٢٨٦ كتابا.
 
إضافة إلى افتتاح ٦٣٨ مدرسة قرآنية تضم كل مدرسة ثلاثة محفظين بمثابة ثلاثة كتاتيب بالمساجد الكبرى، وهو الأمر الذي تشهده الوزارة لأول مرة في تاريخها ويلاقي إقبالا كبيرا، وتستهدف الوزارة الوصول إلى ١٥٠٠ مدرسة قرآنية بنهاية العام الجاري ٢٠١٨م بإذن الله تعالى».
 
ونوه وزير الاوقاف، إلى أن هناك تنسيق مستمر مع وزارة التضامن الاجتماعي لتقنين أوضاع مكاتب تحفيظ القرآن الكريم التابعة لبعض الجمعيات الأهلية، كل ما في الأمر أننا لم نسمح ولن نسمح لفلول وعناصر الجماعات المتطرفة والمتشددة بعمل غسيل مخ مبكّر لأطفالنا وأبنائنا تحت ستار تحفيظ القرأن الكريم الذي يجب أن نصونه من أن تتاجر به الجماعات المتطرفة.
 
ومن جانبه، صرح الشيخ جابر طايع وكيل أول الأوقاف، ورئيس القطاع الديني، بأن الوزارة لانية لديها بغلق الكتاتيب، بل على العكس، فهناك اهتمام متزايد من قبل الوزارة على زيادة وتوسيع عمل الكتاتيب، واستعادة دورها التنويري والتعليمي، خاصة في المساجد الكبرى، وبالقرى والنجوع.
 
وأضاف طايع، بأنه خلال الشهور الماضية، وفي ظل منظومة المسجد الجامع، تم افتتاح 2238 مكتب تحفيظ، بالإضافة إلى أن الوزارة خلال هذا العام تستهدف إنشاء 3 آلاف مكتب تحفيظ جديد بالتعاون مع وزارة التضامن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة