قصة منتصف الليل.. المطلقة والعريس الثري

السبت، 05 مايو 2018 09:04 م
قصة منتصف الليل.. المطلقة والعريس الثري
مطلقة- تعبيرية
كتب- أحمد سامي

كثيرا ما تسحقنا الحياة لتلقي بنا في بئر الحيرة ما بين  الحب والظروف، بين ما نقدر على تحمله ولا يجب علينا فعله، فالتردد آفة الإنسان، فهو بمثابة جلاد الوقت والعمر.
 
فتقع صريعا للندم أو التسرع في اتخاذ قرارات خاطئة قد تدمر ما بقي من عمرك ، قد لا تصححه مئات القرارات الصحيحة بعد، لتعض على أناملك ما بقي من عمرك. 
 
أقف الآن على أعتاب الواحد والأربعين من عمري، قبل عشرين عاما تعرفت علي حبيبة عمري سحر فهي طالبة في كلية الاداب قسم التاريخ، فتاة تتمتع بروح قادرة علي انتشالك من التعاسة لتملي روحك بالتفاول والأمل في غدا أفضل تعاهدنا علي السير سويا فلا يمكن لشي يقف بين سعادتنا وأن يجمعنا بيت واحد. 
 
منذ أن تخرجت في كلية الهندسة ورغم ضعف امكانياتي المادية فوالدي متوفي ولا أملك من حطام الدنيا سوي شقة تجمعني بوالدتي بعد زواج شقيقاتي ، ورغم ذلك فقد أصررت علي التقدم لخطبتها متبعا قول ادخلوا البيوت من أبوابها، وطلبت تحديد موعد مع والدها ، قصصت عليه كافة التفاصيل المادية وكيف سأعمل خلال الفترة المقبلة لشراء شقة وتجهيزها وغادرت علي وعد بالرد القريب. 
 
مرت عشرة أيام لأجد إتصال من صوت حبيبتي باكية تؤكد رفض والدها، شعرت بالإختناق وأغلقت الهاتف متوجها مباشرة لمنزلها وطلبت مقابلته لإقناعه بحقي  في الاحتفاظ بحبيبتي فنحن في مقتبل العمر ونستطيع تحمل المتاعب سويا، ليوافق مضطرا علي الخطبة ولكن دون إعلانها. 
 
مرت الشهور وقد التحقت بعمل لا يمت لدراستي بمشاركة عمال المحاجر في تسكير الحجارة ونقلها، ولاكتنز القليل من الجنيهات كنت أعاني من التعب والإرهاق ولكني اتحمل من أجل تنفيذ وعدي.
 
خلال تلك الفترة ظهر ابن خالتها هو العريس الجاهز الذي يمتلك كل شي المؤهل العلمي والأموال الكثيرة من خلال عمله بالخليج ليبدأ والدها الضغط عليها من أجل فسخ الخطبة والزواج من ذلك الثري الذي يمتلك كل شئ ،وفي ذات الوقت تعرضت لنفس الموقف فقد عرض عليا مقاول الأنفار الزواج من شقيقته المطلقة مقابل توفير مسكن وعمل أفضل ليقع كلًا منا في صراع البقاء والاستمرار لتكن النهاية  بخضوع خطيبتي والزواج من قريبها ،فاتبعها انا بأشهر بالزواج من المرأة المطلقة. 
 
افترقنا بعد هذا الحب الكبير واختار كلا منا الطريق الأسهل  والحياة الرغدة ولكننا افتقدنا  الحب والسعادة، وبعد فراق خمسة عشر عاما جمعت بينا الأقدار مرة ثانية لنشعر بالحب الجارف يستيقظ في قلوبنا ونعود كمراهقين نتحدث يوميا  بالساعات يروي كلًا منا للأخر عن ما تعرض له منذ لحظة الفراق ،فهي تعيش مع زوجها جسدًا بلا روح لا تشعر معه بأي عاطفة وتعلم بخيانته لها يوميا مع بنات في سن صغير ولكنها تتحمل من أجل أطفالها الثلاثة. 
 
ونفس الأمر بالنسبة لي فزوجتي شخصية دميمة الخلق والطباع  تتمتع بقدرة هائلة علي تعكير صفو حياتي لا تقترب الابتسامة من شفتيها ومن شدة حبي لأطفالي رفضت الإنفصال عنها.
 
ومنذ لقاء الصدفة وحياتنا انقلبت رأسا علي عقب وكأن عقارب الساعة عادت للوراء وتذكرنا أيام الحب الجميل  ليبدأ كلانا في التفكير بالإنفصال عن شريك الحياة للإرتباط، ولكن صعوبة اتخاذ القرار تمنع حدوث ذلك فكيف يتقابل الشريكين الآخرين في القصة فكرة الإنفصال وما مصير الأطفال ، لنقرر ان نرد الصاع صاعيين للدنيا ونستمر سويا دون ان يعلم أحد بأمر إرتباطنا  فحبيبتي تعلم بخيانة زوجها وزوجتي لم اقترب منها منذ سنوات ولكن تدنيس الحب والخيانة أمر غير مألوف علينا فماذا نفعل لنخرج من هذا المأزق؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق