طارق شوقي البطل ومغارة علي بابا

الأحد، 06 مايو 2018 02:21 م
طارق شوقي البطل ومغارة علي بابا
جمال رشدي يكتب:

منذ أن أعلن عن خطته لتطوير منظومة التعليم في مصر، وهناك حالة من الهيجان ساهمت فيها وسائل الإعلام في تناولها للموضوع بطريقة سطحية غير إحترافية، وركب المشهد معهم رواد مواقع التواصل الإجتماعي في مشهد يؤكد وبوضوح ضرورة تطبيق تلك الخطة.

  وذلك لمحاولة إنقاذ ما تبقي من الشخصية المصرية وما بها من بعض موروثات الماضي من جينات ثقافية وأخلاقية وعلمية، قبل ضياعها وإتمام نسخها ومسخها بشخصية عشوائية في تعاطيها مع المواقف والأحداث.

 لم يكن معظم الذين هاجموا وزير التعليم الدكتور طارق شوقي علي علم بتفاصيل الخطة وفحواها، بل الكل يغني علي ليلاه فالكثير منهم هاجم الوزير ليس من منطلق الفهم الحقيقي لسلبيات الخطة أن وجدت، بل من منطلق عدم الثقة فيما يصدر عن مسئول في الحكومة.وتلك ثقافة تكونت منذ عشرات السنوات عند الشعب المصري، بسبب فجوة مهام المسئولية وإحتياجات المواطن بجانب غياب العدالة الاجتماعية.

والبعض الأخر يهاجم الوزير بسبب عدم توافق الخطة مع رغبته الشخصية، والمتبقي قام بركوب مشهد الهجوم بدون ناقة ولا جمل كل ذلك وما تقوم به الجماعة الإرهابية ببث السموم ومحاولة تهييج الرأي العام ضد أي قرارات إصلاحية وذلك نكاية في النظام الحاكم .

 نعم طارق شوقي بطل لأنه قرر أن يقتحم مغارة على بابا المليئة بالحشرات والثعابين والوحوش الضارة، تلك المغارة لم يجرؤ أي مسئول من قبل الأقتراب منها، بل الجميع رش المياة أمامها وزرع الأشجار والورود دون الدخول علي ما بداخلها.

 نعم أيها السادة تلك المغارة  أنتجت ملايين المتطرفين والإرهابين ، وملايين الفاسدين والمرتشين وملايين الفقراء والمعوزين وملايين المرضي والمطروحين وملايين الجهلاء والأميين. نعم أيها السادة يجب تدمير تلك المغارة وقتل كل ما فيها من وحوش وثعابين وحشرات ضارة وتطهيرها تماماً.

 يطالب الجميع بالقضاء علي الإرهاب والفساد والمرض والفقر والجهل، ويتسألون ليل نهار لماذا لم يتخذ الرئيس خطوات حقيقية في ذلك الإتجاة، أيها السادة تلك أمراض مزمنة وخبيثة أصبحت جزء من حياة المصريين ولا يمكن علاجها بالمسكنات ولا حتي بالكيماوئي، بل تحتاج الي إجتثاثها من جذورها، والجذور هنا يا سادة في منهج التعليم وما يحتوية من أمراض ونظام التعليم وما يحتوية من كوارث.

 هنا بداية العلاج السليم لكل أمراض ومشاكل مصر، لن أتطرق لتفاصيل الخطة لكن كل ما اقوله لكل الذين يهاجمون الوزير ويتهمونة بأنه سوف يدمر التعليم ، أي دمار تتكلمون عنه، ونحن في ذيل التصنيف العالمي لجودة التعليم وبالحق نعيش تدمير شامل وكلي.

وما لفت نظري بشدة وقد أحزنني كثيراً هو صمت الحكومة، وترك الرجل وحيداً داخل مغارة علي بابا يحاول المحاربة بمفرده دون عون أو سند، وكأنهم يترقبون الوضع، ففي حالة نجاحة سوف يخرجون لموازرته والتصفيق له والظهور معه في المشهد، وفي حالة إخفاقة فسوف يستخدمونة ككبش فداء لمحاولة تهدئه الرأي العام ضد فشلهم الزريع في كثير من الملفات.

 ومن هنا اطالب السيد الرئيس أن يخرج ويعلن مساندته لخطة الوزير حتي يصمت الجميع ويستكمل الرجل عمله في تحطيم تلك المغارة، لأن فشله في تمرير خطته يعني أن لا يجرؤ مسئول فيما بعد على إتخاذ قرار جريء لإصلاح أو تطوير شيء.

 ربما التوقيت له عامل كبير فأعتقد ان ملف التعليم كان الأفضل  البدء فيه منذ بداية الفترة الأولى لحكم الرئيس لأن كان هناك زخم شعبي وترقب ورغبة قوية في التغير، هنا كانت البداية الحقيقة للبناء والتطوير أما تأخر ذلك الملف إلى الأن بعد إجراءت إصلاحات أقتصادية قوية تحمل المواطن تبعاياتها بكل صمود وصمت وأيضا معاناه.

 جعلت قبوله لأي قرارات أخري من الحكومة فيها نوع من الرفض النفسي والمعنوي بعيداً عن المضمون، لكن في كل الحالات ظهور خطة وزير التعليم هي بارقة أمل وشعاع نور قوي في طريق التقدم والتنمية علينا جميعا الأصطفاف خلفها لكي نستطيع إنقاذ مصر من سبيها من داخل مغارة علي بابا للتخلف والرجعية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق