الشيخ زايد.. مائة عام من توحيد الإمارات (بروفايل)

الأحد، 06 مايو 2018 04:28 م
الشيخ زايد.. مائة عام من توحيد الإمارات (بروفايل)
محمد أبو ليلة

تحل اليوم السادس من مايو الذكرى المئوية لمولد الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث ولد يوم السادس من مايو عام 1918، وكان له دور كبير في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في 2 ديسمبر 1971 وأسس أول فيدرالية عربية حديثة.
 
حيث عمل الشيخ زايد مع الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء مجلس التعاون الخليجي فاستضافت مدينة أبوظبي في مايو عام 1981 أول اجتماع قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتولى حكم إمارة أبوظبي خلفاً لأخيه شخبوط في عام 1966، خلفه في حكم إمارة أبو ظبي إبنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة.
 
واستطاع الشيخ زايد في عهده وقبل وفاته في الثاني من نوفمبر عام 2004، أن يخلق ولاء للكيان الاتحادي عوضاً عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن، عرف عنه حبه لعمل الخير، فخلال أربعة عقود، أنفق الشيخ زايد مليارات الدولارات في مساعدة ما لا يقل عن 40 دولة فقيرة.
 
كما كان له دور كبير في حل المشاكل العربية، ساعد أيضاً كوسيط سلام بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أثناء النزاعات الحدودية في عام 1980، وأيضاً نجحت وساطته في التوصل إلى حل لخلاف بين مصر وليبيا.

زايد وحرب أكتوبر
كان الشيخ زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح في مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوي الأمريكي إلى إسرائيل، وفي محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر في الموقف الدولي لمصلحة العرب، حيث أوفد الشيخ زايد وزير البترول في الإمارات إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول في المعركة.
 
وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5% كل شهر، فقال الشيخ زايد إن "البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي"، فأصدر أوامره لوزير البترول بأن يعلن في الاجتماع الوزاري باسمه فورا قطع البترول نهائيا عن الدول التي تساند إسرائيل، ما شكل ضغطا كاملا على القرار الدولي بالنسبة للمعركة، التي اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربي التي كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الاراضي العربية، ليؤكد للعرب أن من بين الحكام العرب هناك من خرج ليضحي في سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية.
 
وقد سؤل الشيخ زايد في هذا الوقت من أحد الصحافيين الأجانب، ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟، فقال إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتي، وسأضحي بكل شيء في سبيل القضية العربية، أنني رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله.
 
وكان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد إسرائيل، مؤكداً أن المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة.

دعم مصر بعد نكسة يونيو
وقدم الشيح زايد الدعم لمصر في حرب أكتوبر، وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبد المنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادي لمصر عقب نكسة يونيو 1967، حتى تم استئناف الجهود المصرية في إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
 
ويذكر أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور محمد حسين، أنه بجانب وضع الإمارات لإمكانيتها المادية في خدمة جبهات الصراع العربي الإسرائيلي، فإن الشيخ زايد أمدّ مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أي مقابل.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق