لا يا دكتور حمد.. معاهد العلم لا تنسف

الأحد، 06 مايو 2018 04:54 م
لا يا دكتور حمد.. معاهد العلم لا تنسف
محمد ثروت يكتب :

لم أتصور أن رجل بقيمة ومكانة اللواء دكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية، سيقع في خطأ التعميم والأحكام المطلقة والتعبيرات القاسية، ،وهو في الأصل يجمع بين مؤسستين يتميزان بالمهنية والصرامة والدقة في آن واحد.

أخطأ الدكتور حمد في حواره لصحيفة "الشروق"، عندما وضع المعاهد الحكومية والخاصة في سلة واحدة قائلا :"المعاهد الحكومية والخاصة تحتاج إلى النسف".

 لا يا دكتور حمد، مهما كانت المبررات لديك ، بوجود أخطاء في بعض المعاهد ، فإنها لا تستحق النسف ، بل الدعوة لتطويرها وإصلاح الخلل في المنظومة  التعليمية والإدارية- إن وجدت.

وأقول: البعض، لأن هناك معاهد عليا محترمة تقدم خدمات تعليمية بجودة وكفاءة عالية ، ومنها المعهد الدولي العالي للإعلام الذي وافقت على إجراء الحوار مع طلابه ، وهو في الوقت نفسه شقيق الجامعة البريطانية ، بحكم كون المؤسس واحد ، وبغض النظر عن ذلك التداخل ووشائج القربى ، فقد جرى العرف الأكاديمي أن المعاهد العليا تعتبر بمثابة الدعامة الثانية لنظام التعليم العالي  العالمي ، فهي توفر تعليما ذي طابع عملي- خاصة في مجالات الهندسة والمعلوماتية والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والاقتصاد والصحة.

لذلك لا أجد أي مبرر للمقارنة بين الكليات والمعاهد ، فكل له وظيفته وعمله ، التي نظمتها القوانين واللوائح التنفيذية والقرارات الوزارية ، أذكر منها القانون 52 لسنة 1970 بشأن تنظيم المعاهد العليا الخاصة ،وهو أقدم من قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972 وما تلاهم من قرارات وقوانين.

وبعض المعاهد أقدم من جامعات عريقة لها اسمها ومكانتها، والبعض الآخر تحول  إلى كليات، بعد تعديل لائحته.

وكنت أتوقع من الدكتور حمد بدلا من نبرة الهجوم والتعميم أن يضع روشة تطوير وإصلاح  للمعاهد العليا، التي تعانى من قيود وزارة التعليم العالي سواء في اختيار هيئة التدريس أو أعداد الطلاب والمصروفات أو أن يضع اقتراحا بقانون موحد للمعاهد العليا ، أو للتعليم العالى بدلا من وجود قوانين للتعليم الحكومي وأخرى للخاص ومجالس هنا وأخرى هناك تتنازع بينهما الاختصاصات .

شخصيا زرت معاهد علمية عليا بالولايات المتحدة وفرنسا، ورأيتها بمثابة حاضنات للخريجين ، تقوم بتوظيف المهارات والقدرات وتأهيلهم لسوق العمل .

ويمثل الجانب التطبيقي فيها 60% والنظرى 40% ، وما أحوجنا إلى تطبيق تلك التجارب الناجحة  عندنا بالعلاج وليس النسف ، وبالصبر والأناة وليس بنصب المشانق وإقامة المحاكمات.

أدعوك يا دكتور حمد بحكم موقعك إلى عقد مؤتمر علمى ومجتمعى يجمع بين الأكاديميين وأصحاب المعاهد العليا ، ووضع استراتيجية واضحة للعمل ، انطلاقا من مبدأ أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام ، وهو ليس بظلام ولكن مشاعل نور قد يعتريها قصور أو ضعف وتحتاج لمن يدعمها ولا يحبطها ..والله من وراء القصد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق