أين مصر من دول العالم؟

الإثنين، 07 مايو 2018 12:32 م
أين مصر من دول العالم؟
عبد الفتاح على يكتب:

هناك معلومات عديدة منتشرة، تعكس رقى وتقدم وتحضر الشعوب، لكن هناك أيضا أرقاما دقيقة تحدد- بوضوح- مستوى الدول وشعوبها، وفقا لضوابط علمية، بغض النظر عن الانطباعات التى قد لا تكون صحيحة فى كثير من الأحيان.

غالبا ما يعتقد المصريون أنهم أكثر شعوب الأرض تدينا، وقربا من الله، لكن هذا الأمر غير صحيح، فالأكثر تدينا هى شعوب إثيوبيا، مالاوى، النيجر، سريلانكا، اليمن، بوروندى، جيبوتى، موريتانيا، الصومال، أفغانستان، والعجيب أن كل هذه الدول تقبع فى قاع الفقر والتخلف.

كثير  منا يعتقد أننا عاطفيون، لا نستطيع أن نخفى مشاعرنا، سواء السلبية أو الإيجابية، لكن هذا أيضا غير صحيح، فأكثر دول العالم إظهارا لمشاعرها الإيجابية هى بارجواى، كوستاريكا، بنما، الفلبين، أوزبكستان، بينما الشعوب التى تبرز مشاعرها السلبية بسرعة هى العراق، إيران، ليبيريا، أفريقيا الوسطى.
 
لا يأتى عيد الفطر تحديدا كل عام إلا ومعه مانشيتات صحف تتحدث عن عمليات التحرش والاغتصاب، فى حين أننا أبعد ما يكون عن قائمة الدول الأعلى فى معدلات جرائم الاغتصاب عالميا، حيث تأتى أمريكا الأولى ثم جنوب أفريقيا، السويد، الهند، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، كندا، سريلانكا، أثيوبيا (الدولة الأكثر تدينا فى العالم).
 
من يمشى فى الشوارع المصرية، ويرى كيف تعامل المصريين مع الهاتف المحمول، وحجم الرعونة فى استخدامه، سواء أثناء قطع الطريق، أو القيادة أثناء «الشاتينج»، سنعتقد أننا أكثر شعوب الأرض استخداما للهواتف الذكية، بينما الدول التى تحتل المراكز المتقدمة هى الصين ثم الهند، أمريكا، البرازيل، روسيا.
 
حتى فى سرعة الإنترنت، نحن غير موجودين على الخريطة أصلا، التى تحتل سنغافورة مقدمة القائمة، فهولندا، النرويج، كوريا الجنوبية، هنجاريا، بينما تتقدم مصر قائمة الدول الأرخص فى تقديم الخدمة، حيث نحتل المركز السادس بعد إيران أوكرانيا، روسيا، مولدفيا، سوريا، لأن متوسط تكلفة الاشتراك الشهرى عندنا أقل من 13 دولارا، بينما فى إيران أكثر من ستة دولارات بقليل.
 
يحتل الجيش المصرى الترتيب العاشر عالميا فى القوة والتسليح، ومع هذا فإن مصر أقل دول العالم إنفاقا على التسليح، ففى منطقة الشرق الأوسط تحتل السعودية المركز الأول تليها العراق، إسرائيل، إيران، تركيا، الإمارات، الجزائر، المغرب.
 
رغم حقيقة أننا من دول العجز المائى، لكن المبالغة فى تصوير مصر على أنها أفقر دول العالم فى المياه، أو أنها الأكثر تعرضا للعطش، والأعلى فى شح المياه، هو أمر خاطئ تماما، ومجاف للحقيقة، فقائمة الشح المائى تخلو مقدمتها من مصر، حيث تأتى البحرين أولا ثم الكويت قطر، سنغافورة، الإمارات، فلسطين، إسرائيل، السعودية، عمان.
 
رغم محاولات بعض وسائل الإعلام إقناع المصريين بأننا نملك مطارات عالمية، ورغم أن الفريق أحمد شفيق حاول أن يسوق امتلاكنا أقوى مطارات العالم، جاءت الأرقام العالمية خلاف ذلك، لأننا لسنا على المؤشر العالمى أصلا، وترتيبنا العربى، يقبع فى المركز السابع بعد السعودية والجزائر وعمان والعراق.
التاكسى المصرى لا يعجب أحدا، وغالبا ما تجلده ألسنة جلسات النميمة ونقاشات البرامج الحوارية، دون أن يتكلم أحد عن كونه أفقر تاكسيات العالم، حيث يتربع منفردا على قمة الأرخص، بما يزيد قليلا على 10 سنتات كمتوسط أجرة لكل كيلومتر، بعده يأتى تاكسى تايلاند 19 سنتا ثم روسيا، المكسيك، إندونيسيا، الهند، الصين، ماليزيا، بينما الأغلى عالميا كان التاكسى السويسرى بمتوسط 5.5 دولار.
 
لا تقع القاهرة ضمن المدن الأرخص فى العالم، فالأسعار فيها مرتفعة، وهو أمر لا علاقة له بتحرير سعر الصرف، أو تحرير أسعار الوقود، لأن الأرقام العالمية تقيم الأسعار بالدولار، وبالتالى فأرخص مدن العالم تأتى العاصمة السورية دمشق، ثم عاصمة فنزويلا، كازاخستان، نيجيريا الهند، باكستان، الجزائر، رومانيا.
 
فى مصر صعوبات اقتصادية كبيرة، لكن الغريب أننا وفقا للأرقام العالمية لا نقع على أى قائمة للدول الأكثر بطالة، حتى قائمة الدول العربية خلت قمتها من مصر، حيث احتلت فلسطين القمة، تليها جزر القمر، ليبيا، عمان، اليمن، الأردن، العراق، تونس، سوريا، السودان.
تقدم الدول دائما ما يرتبط بقوة جواز سفر مواطنيها، لذلك، لسنا على أى قائمة لقوة جوازت السفر سواء العالمية أو العربية، حيث تحتل اليابان وسنغافورة قمة العالم، حيث يمكن لحامله دخول 180 دولة دون تأشيرة، تليها المانيا، الدنمارك، فنلندا، إيطاليا، فرنسا، السويد، كوريا الجنوبية، فى حين يقبع الجواز الأفغانى فى ذيل دول العالم.
 
قد يفاجأ الكثيرون عندما يقرأون هذه المعلومة، وهى أن مصر الخامس عالميا فى قائمة الشعوب المحبة للقراءة، بعد الهند، تايلاند، الصين، الفلبين، فوفقا للأرقام العالمية 28 ٪ من هذه الدول تفضل الكتاب، 20 ٪ يتابعون المجلات المتخصصة، بينما 17 ٪ يفضلون الصحف، 20 ٪ يفضلون الروايات، 14 ٪ يحبون القصص المصورة.
 
ورغم أن المصريين شعب يحب النكات، ويقال عنه إنه شعب ابن نكتة، إلا أن الأرقام العالمية تقول إننا لسنا فى قائمة الدول السعيدة، والتى تحتل قمتها عربيا الإمارات، قطر، السعودية، لأننا نحتل المركز الـ 122 عالميا، والرابع فى القائمة العربية التعيسة بعد السودان، سوريا، اليمن.
 
نحن لسنا أفضل شعوب العالم، لكننا لسنا دولة من الأموات، نحن لم نصل لمستوى الدول المتقدمة، لكننا دولة لها وزن وثقل فى العالم، نحن لسنا من أقوى اقتصاديات العالم، لكننا نحاول ونسعى، وما زلنا نقف على أقدامنا، فى مواجهة كثير من المخاطر.
 
* كل الأرقام الواردة فى هذه المقالة مصدرها موقع روسيا اليوم الإخبارى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق