وقاحة عريضة العدوان على القرآن

الثلاثاء، 08 مايو 2018 06:00 ص
وقاحة عريضة العدوان على القرآن
القرآن
كتبت - حياة الشيمى

 
أصدر عدد من المثقفين الفرنسيين عريضة من 213 صفحة قام بتحريرها فيليب فال رئيس تحرير جريدة «شارلى إيبدو» السابق، وقع عليها أكثر من 250 شخصية من بينهم رئيس جمهورية سابق وثلاثة رؤساء وزارة سابقون، ونواب منتخبون، ومفكرون وفنانون. 
 
وكانت جريدة «لو باريزيان» الفرنسية قد نشرت فى الأسبوع الماضى تقريرا عن تفاصيل إصدار كتيب تحت هذا العنوان: «ضد معاداة السامية الجديدة» يصدر عن دار «البين ميشيل» جاء فيه: «أمسك خمسة عشر مفكرا القلم للتنديد بمعاداة السامية، كتب هذا العمل- الذى تولت الفيلسوفة «إليزابيث دو فونتينى» كتابة مقدمته- بطاقة من الغضب. هذا الغضب الذى اتخذ اليوم شكل عريضة قررت جريدة «لو باريزيان» نشره «Le Parisien - Aujourd›hui en France Dimanche». 
 
صورة-غلاف-الكتاب
 
وقد تزايد هذا الغضب منذ وفاة «سارة حليمى» المرأة الباريسية البالغة من العمر 65 عاما، والتى ألقيت من نافذة بعد أن تعرضت للضرب فى 4 أبريل 2017، وتطلبت العدالة أكثر من عشرة أشهر للاعتراف بخطورة معاداة السامية»، وتستطرد الجريدة فى وصف تفاصيل ما جاء فى العريضة « وفى 23 مارس، وبعد أقل من عام وفى الحى ذاته، فى قلب العاصمة، أحيا مقتل «ميراى كونول» - 85 عاما - مشاعر السخط والغضب الذى ولدته قضية «حليمى»، ومازال التحقيق مستمرا.
 
وفى 28 مارس الماضى جمعت المسيرة البيضاء التى خرجت تحية لـ«ميراى كونول»، آلاف الأشخاص فى باريس. 
 
واستجاب أكثر من 250 شخصا للنداء الذى أعدته مجموعة من الشخصيات العامة المؤثرة فى الرأى العالم الفرنسى من بينهم رئيس فرنسا السابق «نيكولا ساركوزى» وثلاثة رؤساء وزارة سابقون، وعمدة باريس «برتيران ديلانوى»، والمغنى الشهير « «شارل إيزنافور»، و«فيليب فال» رئيس تحرير «شارلى إيبدو» السابق، ونواب منتخبون من جميع الطوائف، وممثلون عن مختلف الأديان، ومفكرون وفنانون. 
 
وتؤكد العريضة أن هؤلاء الموقعين عليها يرون أن قضية معاداة السامية تمس صلب قيم المجتمع الفرنسى: «إن معاداة السامية ليست قضية اليهود وحدهم، هى قضية الجميع، يعيش الشعب الفرنسى الذى لمسنا نضجه الديمقراطى بعد كل هجوم إسلامى مفارقة مأساوية، فقد أصبحت البلاد مسرحا لمعاداة السامية القاتلة، ينتشر هذا الإرهاب ويتسبب فى إثارة الإدانة الشعبية، وفى الوقت ذاته فى الصمت الإعلامى الذى أسهمت المسيرة البيضاء الأخيرة فى إنهائه».
 
كيفية-حفظ-القرآن-الكريم-بسهولة-800x600
 
ويستمر هذا الغضب والتعصب ضد ما يسمونه معاداة السامية حتى أن رئيس منتدى الجمعية الوطنية الحالى يعلن وبوضوح، وسط تصفيق كل البلاد: «إن فرنسا بدون اليهود لن تكون فرنسا»، وهى ليست مجرد جملة جميلة ومريحة، لكنها كانت بمثابة تحذير رسمى: «تاريخنا الأوروبى -والفرنسى المتفرد- لأسباب جغرافية ودينية وفلسفية وقانونية، مرتبط ارتباطا عميقا بثقافات متنوعة بما فيها الفكر اليهودى»، وتركز الجريدة على استمرار العمليات الإرهابية الموجهة ضد اليهود: «وفى تاريخنا الحديث قتل توا 11 يهوديا» وبعضهم تم تعذيبه، لأنهم يهود، على يد الإسلاميين المتطرفين. 
 
ومع ذلك يخفى التنديد بالإسلامو فوبيا- وهى ليست عنصرية ضد العرب تجب محاربتها- أرقام وزارة الداخلية: يتعرض اليهود الفرنسيون لمخاطر الاعتداءات أكثر من المسلمين بـ25 مرة، و10% من المواطنين اليهود فى «ليل دو فرانس» أى حوالى 50 ألف شخص اضطروا مؤخرا إلى الانتقال لأنهم لم يكونوا فى أمان فى بعض الأحياء، ولأن أطفالهم لم يتمكنوا من الذهاب لمدارس الدولة، فالمقصود هو التطهير العرقى بضوضاء منخفضة فى بلاد إميل زولا وكليمانسو». ويرجع التقرير ما يسميه بالصمت على اضطهاد اليهود ومعاداة السامية إلى تواطؤ بعض النخب فى فرنسا، وتقديرهم للمسلمين لأن نسبة تصويتهم فى الانتخابات أعلى عشرة أضعف من نسبة التصويت اليهودى. 
 
وشارك فى المسيرة البيضاء لـ«ميراى كونول» أئمة مسلمون، وكما تذكر الجريدة على لسانهم: «إن معاداة السامية هى التهديد الأكبر الذى يضغط على الإسلام فى القرن الواحد والعشرين، وعلى عالم السلام والحرية الذى اختاروا أن يعيشوا فيه، تحت حماية الشرطة»، وتطالب العريضة التى أثارت ضجة فى بعض البلدان الإسلامية بأن يتم التدخل من السلطات الدينية  لتنقية القرآن الكريم من كل ما يحتويه من هجوم على اليهود، «وبناء على ذلك نحن نطالب بأن تحذف السلطات الدينية 300 آية قرآنية تدعو لقتل وإعدام اليهود والمسيحيين والملحدين. كما فعل بابا الفاتيكان فى الإنجيل، حتى لا يعتمد كل مؤمن على نص مقدس لارتكاب جريمة»، وتختتم العريضة: «نحن نعتمد على إسلام فرنسا أن يفتح الطريق، ونرجو الكفاح ضد هذا الإفلاس الديمقراطى قبل فوات الأوان».

ونشرت العريضة قائمة بالأسماء الموقعة عليها وعلى رأسها: 

نيكولا ساركوزى رئيس فرنسا السابق، روث أبوالخير، أندريه أبوالخير، نادر علمى، وليد الحسينى، محمد على قاسم، شارل إيزنافور «المطرب الفرنسى الشهير»، فلورانس بن سعدون، فرانسواز بيرنار، جوال بلومبرج، جانيت بوجراب، ميشيل بولو، فتيحة بواييه، آن براندى، جان كلود كازانوفا، دانييل برون، كارلا برونى، فرانسوا كاهين، حسن شلغومى، جوناثان كوهين، إليزابيث دو فونتينى، رافائيل انتوفين، ميشيل جاد، سامى غزلان، مارين غزلان، محمد جيرومى، نعيمى حاليكا، ليليان كانديل كريم، دافيد خياط، بيرنار هنرى ليفى، موريس ليفى، ستيفان ليفى، جون جاك موسكوفيتش، سليم موسى، فاديم شير، فيليب فال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق