قصة منتصف الليل.. الزوج والمحلل

الثلاثاء، 08 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل.. الزوج والمحلل
أحمد سامي

خلق الله الإنسان وحباه بالعقل والقلب ليفكر في أمور الحياة، ومنحه القلب حتى لا يكن جامدًا كالصخور، فويلا للقاسية قلوبهم في الدنيا والآخرة، ولأن الزواج هو نص الدين فقد وقع الله أسسه وبناه علي المودة والرحمة، ولكنه تحول بين بعض البشر إلي صراعات وحرب البقاء فيها للاقوي، واستغل البعض الشرع بطرق ملتوية لتكن نهايته الخزي.
 
 تقول فريال: «قبل عشر سنوات كنت أحيا مثل الاميرات زوج يحبني ويعمل علي سعادتي ورغم ضيق الحال وقلة الأموال في البداية ولكن كنا ننعم بحياة هادئة مستقرة مرتاحين البال».
 
تتذكر أيامهم الأولي بنوع من الحسرة على ضياعها، فقد تزوجت بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات فحسين كان جارهم ويتمتع بشخصية جذابة، تخرج في كلية الهندسة وبعدها تقدم لخطبتي ولكن قوبل بالرفض من جانب والدي فهو مازال في بداية حياته ولا يستطيع الإنفاق وشراء شقة وغيرها من الامور.
 
تستكمل قائلة: «خرج حسين في ذلك اليوم وفي رأسه دوامة من الغضب لقلة حيلته وكله تحدي في إثبات ذاته في أقرب وقت، ولقوة الحب بينا فقد انتظرته ورفضت الإرتباط بغيره، ولم يدم انتظاري طويلًا فخلال عامًا واحدًا، استطاع شراء الشقة وتجهيزها بكافة الاحتياجات والمستلزمات وتقدم للمرة الثانية  وأمام حماسنا وافق والدي علي الزواج».
 
عقد القران وأصبحت متوجة في بيته فقد تشارك زوجي وثلاثة من أصدقائه في تأسيس شركة مقاولات بدأت مشاريعها بالمناطق الجديدة في ذلك الوقت، وتمكنوا في فترة وجيزة من الفوز بمناقصة ساعدته في شراء الشقة وتجهيزها، مرت السنوات الأولي فيما بعد هادئة استطاع زوجي تحقيق المزيد من النجاحات في عمله لنمتلك سيارة ونبدأ في التفكير في المستقبل، وتوسع زوجي في عمله بشكل كبير وانتقلنا للعيش بفيلا فاخرة واستقرت أمورنا المادية كثيرا.
 
وتضيف: «مرت خمسة أعوام رزقنا خلالهما بطفلتين "تسنيم، ورنيم"، كان هما مصدر البهجة والفرح بالمنزل، يعود زوجي في المساء أستقبله بالترحاب ونجلس سويًا علي المائدة نتناول العشاء ويروي زوجي تفاصيل يومه في العمل وما حققه من نجاح وكيف تغلب علي المشاكل التي تواجهه، فقد شملنا زوجي بحبه وعطفه فالجميع يحسدنا علي تفاهمنا وقوة علاقتنا.
 
وبعد سنوات الرخاء لابد من وجود سنوات العسر، فقد تعرض زوجي لأزمة كبيرة في عمله، وأصبحت المشاكل تطارده حتي في لحظات تواجده بالمنزل ونقل كافة الأملاك باسمي خوفا من تعرضه للسجن، كانت أيام عاصفة تحول زوجي لشخص آخر وتخلى عن ثوب الزوج الهادئ، وأصبحت العصبية هي الملمح الأول في شخصيته يثور لأتفه الأسباب ويخرج ألفاظ السباب من شفتيه قاذفة وجارحة، وأصبح يمين الطلاق يخرج منه كثيرا.
 
حاولت كثيرا التزام الصمت إزاء هذه العاصفة التي لم تهدأ إلا بإلقاء زوجي ليمين الطلاق الثالث، فقد أجمع عدد من المشايخ علي وقوع اليمين طالما أن نيته الطلاق و لم يكن في حالة عصبية، ظللت بالمنزل وكل حزني علي حياتي، ولكن زوجي تحول لوحش لا يهدأ، ورفض تواجدي بالفيلا وحرماني من أطفالي وإزاء تصرفاته استخدمت حقي، فهو من كتب كل أملاكه لي، وهي حقي وحق أطفالي ولن اتنازل عنها.
 
لتكن الكارثة الثانية فقد شعر زوجي بالندم على فعلته وطلب مسامحتي ولكن كيف نعود كزوجين بعد الطلاق، فاقترح زوجي اللجوء لفكرة المحلل وقدم بنفسه شخص يثق فيه سيكون هو زوجي الثاني لمدة شهر وبعدها تعود الأمور بينا إلى نصابها الصحيح ونتزوج مرة أخرى، رضخت أمام دموع زوجي على اقتراحه.
 
تتابع: «تم الزواج كما خطط له زوجي من صديقه، ورغم شعوري بعدم الارتياح لوجوده ولكني حاولت التعامل مع الصديق، لتكن الصدمة أن هناك اتفاق مسبق بين زوجي وصديقه على خداعي وتوقيعي على أوراق بالتنازل عن الأموال والفيلا وكافة الأملاك، وبعد أن تحصل علي توقيعي علي الأوراق بحجه التجهيز للطلاق كان المفاجأة المضحكة المبكية فقد خدع المحلل زوجي وتحصل على أوراق بالتنازل عن الأملاك لصالحه لنفيق ونجده باع الفيلا والسيارة وسحب الأموال من البنك، وترك خطابا يبلغنا فيه بفعلته وهروبه خارج البلاد، ليضيع كل شئ في لحظة واضطررت لرفع دعوي خلع من المحلل السارق، وتكون هذه  نهاية الطمع».
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة