أصغر بائع «نبابيت»:«انقراض الفتوات لم يهدد مبيعاتنا.. والشومة تحتفظ بمكانة خاصة» (صور)
الأربعاء، 09 مايو 2018 07:00 م
هناء قنديل
«انقراض الفتوات، لم يهدد مبيعاتنا؛ لأن النبوت له مكانة في الثقافة العربية»، بهذه الكلمات بدأ الطفل "محمد إبراهيم"، 11 سنة، أصغر بائع لـ"الشومة"، في مصر حديثه لـ"صوت الأمة"، مؤكدا وجود إقبال على هذه العصا الغليظة كبيرة الحجم.
وقال إن انتشار هذه العصا، التي تعرف لدى المصريين بـ"النبوت"، أو "الشومة"، بدأ وفق ما روى له أجداده، الذين يعملون في هذه المهنة منذ عقود طويلة، نهايات القرن الـ19، وبداية القرن الـ20، حين كانت الأحياء الشعبية في مصر، تعيش تحت سطوة "فتوة"، وهو ذلك الرجل القوي الذي يهزم كل منافسيه؛ ليفرض سيطرته على عدد من الأحياء، ويسير الأهالي فيها على قانون خاص يضعه لهم، ينمظ تعاملاتهم؛ في ظل تراخي قبضة الدولة خلال تلك الفترة.
ويؤكد "محمد"، أن مبيعات "النبوت"، ما زالت رائجة حتى الآن، في ظل الثقافة المصرية، التي تعتبره أحد أداوات ردع المعتدين، والدفاع عن النفس، دون الحاجة إلى حمل أسلحة قاتلة، مثل المديات، والأسحلة النارية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أبناء الدلتا، والصعيد يعتبرون أن امتلاك هذا "النبوت"، أمر ضروري؛ للحفاظ على الهيبة، إذ إن الرجل لا يجب أن يسير دون عصاة يتكئ عليها، وتكمل هيبته.
وأوضح أن سعر النبوت لا يقل عن 100 حنيه، لتلك العصا الغليظة المستقيمة، تنتهي في طرفها بكتلة مستديرة، لافتا إلى أن أصل التسمية يعود إلى كلمة "نبا" الهيروغليفية، التي تعني العمود، أو السارية الخشبية، وكانت وحدة لقياس الطول عند الفراعنة.
وكشف عن أن بضاعته رغم تراثيتها تعتمد في المقام الأول على الاستيراد من الخارج، فخشب النبابيت مستورد من بلغاريا، وعصي الخيزران من ماليزيا، ويقتصر دوره فيها على تشكيلها بثني طرفها، وتهذيبها وتجميلها.
وأشار إلى أن هذا "النبوت"، له وجود مهم في الثقافة العربية، حيث يحرص أبناء القبائل، في أنحاء الوطن العربي، على اقتنائه، إما لمساعدتهم في السطيرة على الماشية، والحيوانات في أعمال الرعي، والهجن، وغيرها، وإما كجزء من العادات العربية الأصيلة، التي يحرص عليها البعض حتى الآن من ارتداء الجلباب، والشماغ، وكذلك اقتناء العصا، وممارسة التحطيب.


