قصة منتصف الليل.. المريضة والمتدين في الجراج

الخميس، 10 مايو 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل.. المريضة والمتدين في الجراج
قصة منتصف الليل
أحمد سامي

ليست كل مفاجأة تحمل في طياتها سر السعادة، فهناك مفاجأت تكن مصدر الشقاء والتعب مدي الحياة وتفجر الحقائق الكامنة خلف الابتسامات الباهتة، قد تكن الصدمات موجعة إلا أنها كاشفة وصادقة، وتعلمك كيف ترد الصفعة، وتظهر بواطن البشر ولاتجعل الأنسان مغيبا طوال الوقت.
 
 
 
لم تكن "سمر" تتوقع أن تكن مفاجأتها من النوع الصادم الذي قلب حياتها، وأوقف دوران الكون من حولها بعد أن اكتشفت أن التدين الظاهري لزوجها ما هو إلا قناع يخفي خلفه الزيف والخيانة.
 
 
 
وتقول "سمر" تعرفت علي زوجي " أحمد" خلال كورس للتنمية البشرية، فبعد الإنتهاء من الحصول علي الشهادة الجامعية في كلية الآداب قسم علم النفس حرصت علي تنمية مهاراتي من خلال الالتحاق بدورات تدربية في علم النفس وكورسات التنمية البشرية وغيرها من أجل زيادة الخبرة والتخصص كمعالجة نفسية.
 
 
في خلال ثلاثة أشهر مدة الكورس تعرفت علي "أحمد" شاب هادئ الطباع كثير الإطلاع ويطلق الاسئلة التي تزيد من اتساع الأفاق أمام الدارسين والمحاضر، فضلا عن تدينه الظاهر في تصرفاته، وفي أحد المرات دخلنا سويا في نقاش حاد مدافعا كل شخص عن وجهة نظره اتجاه بعض الأمور الحياتية كالزواج وأزماته، لتحول المناقشة مسار علاقتنا ونتحول إلى صديقين يتبادل كلانا الأفكار وحل الأزمات.
 
 
يعمل أحمد في وظيفة مدرب نفسي للمتعافين من الأدمان أو حوداث الاغتصاب وغيرها من الأمور المشابهة، وساعدتني خبرته على تطوير مهاراتي وتعددت اللقاءات بيننا بعد إنتهاء التدريب فقد لمس كلانا في الأخر أمر يربطه به لنتفق علي الارتباط والزواج.
 
 
وجلست سمر تحكي لوالدتها عن الصفات الحسنة لحبيبها، وأنه استطاع أن يخطف قلبها بطريقته وأنه مثال للزوج المثالي، وتطلب منها مساعدتها في موافقة والدها علي ظروف فارس أحلامها المادية وعدم امتلاكها ما يساعدهما علي البدء في حياتهم سريعا. 
 
 
وتقول سمر: بعد جهد كبير استطعت اقناع والدي بالخطبة علي أمل تحسن الأوضاع، وبالفعل تمت الخطوبة وبدأنا مشوار البحث عن عمل أفضل يساعدنا علي الانتهاء من مستلزمات الزواج سريعا، وبعد جهد كبير والتوسط لدي المعارف والاصدقاء حصل "أحمد" علي عمل بمستشفي خاص شهير استطاع من خلاله توفير بعض الاحتياجات الأساسية ليتم الزفاف بعد عام واحد من الخطبة، وبسرعة لن نصدقها.
 
 
وتابعت: مر عام على الزواج شمل الهدوء والوئام حياتنا وأصبحنا مثال للحب والعشق، فزوجي رجل متدين ويعاملني كما قال الشرع، حتي كانت الأزمة التي أربكت حياتنا وهو وقوع أحد الفتيات المتعافيات من الإدمان في حب زوجي وتعلقها الشديد بشخصه، شعرت بعدم الارتياح من تعامله معها بهدوء ومجاراتها في بعض التصرفات بدافع العلاج والحرص على الفتاة حتى لا تنتكس صحتها ، الأمر الذي أثار الغيرة بداخلي من حسن معاملته لها، وطلبت منه الكف عن التعامل معها وترك الحالة لصديق أخر وبعد مشاجرات وتهديد بترك المنزل ، قرر البعد عن هذه الفتاة.
 
واستطردت: بعد هذه الواقعة حاول كلانا تهدئة الأمور بينا لتعود الحياة لسابق عهدها، حتي جاء فرصة لسفر زوجي والعمل خارج البلاد بأحدي الدول العربية، وبالفعل قررنا نقل حياتنا للخارج والاستقرار في هذا البلد، مر عامين واستقرت حياتنا أكثر واكرمنا الله بالمزيد من الأموال .
 
وقالت: في أحد الأيام خرج زوجي للعمل، وبدأت في توضيب المنزل وتجهيز الطعام ، وتذكرت بعض الاحتياجات الضرورية فقررت النزول لشرائها من المول التجاري مستغلة ترك زوجي للسيارة في ذلك اليوم بالجراج الخاص بالفيلا،، وما أن اقتربت منها حتي سمعت أصوات غريبة بداخلها ، ولم أري شئ فالزجاج  يخفي من بداخلها ،وما أن فتحت باب السيارة هالني المشهد فزوجي عاريا في أحضان ذات الفتاة التي وعدني بتركها  لم اتخيل أن أري زوجي المتدين يخونني بمنتهي " البجاحة " أسفل المنزل دون أن يخجل من فعلته، فقررت العودة إلى بلدي مرة أخرى بمفردي أتجرع الحزن وفقدان الثقة ،لأقف في المحاكم للحصول على حكم بالخلع من زوجي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق