لماذا كانت الضربات المتبادلة بين سوريا واسرائيل..؟

الجمعة، 11 مايو 2018 07:46 م
لماذا كانت الضربات المتبادلة بين سوريا واسرائيل..؟
عادل السنهورى يكتب:

فجأة تصاعد الموقف العسكرى بين اسرائيل من جانب وسوريا وحلفاءها من جانب آخر  أو حسب ما ما عتبره مواجهه بين تل أبيب و ايران وحزب الله على الأراضى السورية.. الصواريخ المتبادلة ليلة الأربعاء الماضى أسست لسيناريو المواجهات بين الجانبين وكشفت الوجه الأخر للهجوم الاسرائيلى على الاراضى السورية والسر فى تصعيد الموقف والدخول فى الحرب المباشرة بعيدا عن وكلاء الحروب هذه المرة.
اسرائيل استغلت القرار الاميركى بالانسحاب من الاتفاق النووى وأرادت تقديم خدمة لواشنطن بتوجيه ضربة استباقية لايران او تحديدا للنفوذ الايرانى المتنامى عسكريا وسياسيا فى سوريا. بالتالى فهى ضربة اسرائيلية مزدوجة تحقق منها عدة مكاسب. رغم أن الصواريخ التى طالت الجولان المحتلة كان لها تأثيرا كبيرا أيضا على البنية العسكرية الاسرائيلية
القادة الصهاينة قرروا توجيه الضربة دون الانتظار لزيادة النفوذ الايرانى فى سوريا وهو ما يعنى أن المواجهه بين الجانبين باتت لا مفر منها وبرز ذلك فى تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيونى قبل يومين من الهجمات وأعلن ان اسرائيل عازمة على ردع العدوان الايرانى زاعما ان ايران تحشد للحرب والحرس الثوري الإيراني ينقل إلى سوريا على مدار الأشهر القليلة الأخيرة أسلحة متقدمة 
الضربات الصاروخية من الاراضى السورية أصابت اسرائيل بالرعب ولذلك جاء الرد الاسرائيلى عنيفا يعكس حالة الفزع  لدى الاسرائيليين،  وارادت منه اجهاض اية عمليات إيرانية- سورية في مواجهة إسرائيل، عبر استهداف البنية الصاروخية، ومنع تحويل الجولان إلى منصة قصف صاروخي كما كان الحال فى الجنوب اللبنانى    
لكن ماذا عن القادم فى المواجهات المحتملة..؟
عاموس يدلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يحدد  ثلاثة خيارات رئيسية للرد الإيراني المتوقع، وهى، إطلاق صواريخ من إيران وسوريا تستهدف إسرائيل، وهجوم بري من المناطق اللبنانية أو من الجزء غير المحتل من مرتفعات الجولان السوري، وهجمات تستهدف الإسرائيليين في الخارج". الا أن عاموس يرى أن  الإيرانيين لا يفضلون إطلاق صواريخ مباشرة من إيران، لأن ذلك سيؤدي إلى حرب لا يرغبونها فى التوقيت الحالى.
اذا كان هذا السيناريو الاسرائيلى، فان السيناريو الايرانى للمواجهه القادمة يأتى على لسان محسن رضائى قائد الحرس الثورى الايرانى الأسبق الذى قال إنه في حال أقدمت إسرائيل على تحرك ضد الجمهورية الإسلامية، فإن إيران ستسوي تل أبيب بالأرض ولن تمنحها فرصة للهرب . 
الا أن اتجاهات عديدة  حسب مركز دراسات المستقبل، ترى أيضًا أن إيران تبالغ في تهديداتها لإسرائيل، خاصة أنها حريصة حتى الآن على عدم الدخول في مواجهة مباشرة معها، في ظل انشغالها في مواجهة الضغوط التي فرضها الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
آراء أخرى تحدد شكل المواجهه  فى ضربات تبادلية  بمستوى تصعيد أقل حدة مع حرص الجانبين على عدم الانخراط في حرب شاملة تضر بمصالح كليهما. فلا يزال هناك مسرح عمليات محدود، لكن إشعال جبهات أخرى سيرفع من كلفة الحرب فى حال توسيع دائرتها وإدخال الوكلاء من جانب إيران، مثل حزب الله وحماس
   في النهاية، كل طرف فى المواجهه وله حساباته الخاصة فى التصعيد العسكرى وعملية التقييم ترتبط بملفات أخرى وعلاقات متشابكة وموقف الدول الأخرى مثل روسيا والصين من استمرار المواجهات، علاوة على حجم التصعيد الأميركى ضد ايران فى الملف النووى والعقوبات المفروضة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة