في بيزنس الموت.. «التُربي» وشركات الفراشة أكثر الرابحين (تقرير)

السبت، 12 مايو 2018 03:00 م
في بيزنس الموت.. «التُربي» وشركات الفراشة أكثر الرابحين (تقرير)
كتب- محمد أبو ليلة

 
 
مؤخرا انتشرت إعلانات كثيرة عن بيع المقابر في الصحف تحمل عبارات مقبرة تشطيب سوبر لوكس، و تصميمات عقارية مميزة بأحواش كاملة التشطيب، هذه الإعلانت ليست ضرباً من الخيال وإنما هي بداية نحو دخول عالم خفي من البزنس في أسعار المقابر، التي تبدأ أسعارها من 500 ألف وأحياناً تتجاوز المليون جنيه حسب مساحتها والتي تبدأ من 40 مترا.
 
هناك نوعان من المقابر في القاهرة الكبرى، مقابر قديمة موجودة منذ مئات السنين بعضها موجود في مناطق الإمام الشافعي والإمام الليث والتونسي و باب الوزير وباب الغفير والسيدة عائشة وباب النصر، ومنها نوع أحدث في إنشاءه حيث يقل توقيت إنشاءها عن 100 عام، وهي مقابر المقطم والقطامية ومدينة نصر ومصر الجديدة، ومنها المستحدث خلال العشر سنوات الأخيرة ويوجد في مناطق السادس من أكتوبر والمرج و طريق السويس و 15 مايو.

بيزنس المقابر
هذا العالم الخفي تتعد أنواع البيزنس بداخله وباختلاف الأماكن المقامة بها المقابر حيث هناك مقابر في أول طريق السويس، قال أحد السماسرة في بيع المقابر ويدعى حنفي شحاته في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن أسعار المقابر في تلك المنطقة تتراوح أسعارها بين 180 إلى 300 ألف جنيه، ويصل سعر المدفن في مدافن مصر الجديدة بالقرب من كلية البنات إلى 500 ألف جنيه، في حالة وجود عين فارغة، لأن أغلبها مزحم وتتواجد بها مدافن عائلة هايدي راسخ زوجة علاء مبارك ابن الرئيس الأسبق والمدفون فيها ابنهم.
 
ويضيف «شحاتة»، أن أسعار المقابر تنتخفض من منطقة لأخرى ففي منطقة الوفاء والأمل المتواجدة بالحي العاشر بمدينة نصر  تبدأ أسعار المقبرة فيها بنحو 60 ألف جنيه، و تصل سعر المدافن في منطقة المرج الجديدة إلى 45 ألف جنيه، قابلة للتقسيط، ومساحتها 40 مترا ومقسمة إلى عينان واحدة للسيدات والأخرى للرجال، وهي سعة 6 جثامين في كل عين، وموجود بعمق متر ونصف، والمثير للدهشة أنه لا يوجد بها سلم يؤدى إلى المقبرة.
 
 
المقابر 3
 
بيزنس التربي
بخلاف بيزنسن المقابر هناك بيزنس أخر لأولئك الذين يقومون بعملية الدفن وتغسيل الميت، «الحانوتية»، هؤلاء تختلف أسعارهم أيضاً باختلاف المناطق التي يقومون بدفن الموتى بها، فـ حانوتي التجمع الخامس يختلف تماماً عن حانوتي بمقابر الإمام الشافعي.
 
محمد عبدربه ذلك الرجل الذي تجاوز عمره الـ 55 عاماً يقول في تصريحات خاصة لـ صوت الأمة أنه هذه المهنة لم تعد سيئة السمعة كما كانت من قبل، حيث أنه موظف حكومي بإدارة الجبانات، وأصبح الآن غالبية من يعملون في المهنة يحملون مؤهلات دراسية أحيانا تكون جامعية.
 
ويؤكد عم محمد، أنه وعدد من زملاءه يعملون في المدافن القديمة مثل الإمام الشافعي، وحيازتهم قد تتعدى 2000 مدفن، أما الجيل الجديد فهم الذين يعملون بالمدافن الجديد بـ 6 أكتوبر ومدينة نصر وحيازتهم لا تتعدى 100 مدفن، وهم الذين يعملون في المقاولات بدرجة أكبر من القدامى الذين يقتصر نشاطهم على تجديد و ترميم المدافن.
 
1000 للتربي
لكنه نفى أن يكون هناك شروط محددة للمهنة سوى أن يحمل التربي الجنسية المصرية وأن يكون حسن السير والسلوك، والأجر يتمثل في العمولات من بيع المدافن، والإكرامية من أهل المتوفي، وتكون عند الدفن ولا تتعدى الألف جنية، بالإضافة للزيارات والمواسم.
 
المقابر
 
مؤكداً أن طبيعة العمل تختلف بين المدافن القديمة والجديدة، لأن مساحة المدفن القديم قد تتعدى 10 الاف متر وأغلبها تخص بشوات وعائلات كبرى في مرحلة ما قبل الثورة، وغالبيتها لم يعد لها أصحاب.
 
وتابع : يقوم التُربية بتقسيم هذه التُرب إلى 10 أو 20 مدفن وتباع تلك المدافن بما لا يقل عن 2 مليون جنيه نظراً للموقع المتميز للمدافن، وبالطبع لا توجد رقابة على هذا الأمر، وحتى إذا حدث ولاحظ أحد موظفي الجبانات، فإن الرشوة هي السبيل لإسكاته، حتى نحن التربية الجدد نقوم بذلك. رغم أن مساحات المدافن محدودة من 20 إلى 60 متر بخلاف القديمة، إلا أننا نسعى للربح من خلال دهان المدافن أو تركيب بوابة أو أي إصلاح أخر، وهو الأمر المخالف لقانون الجبانات، ولكن الموظفين يتغاضون عن ذلك أيضا مقابل الإكراميات.

بيزنس الفراشة
وبخلاف بيزنس التُربية هناك بيزنس أخر في الموت وهو بيزنس شركات الفراشة التي تٌقيم سرادقات العزاء في الأحياء الشعبية بعد دفن الموتى، هذه الشركات التي تحقق هي الأخرى أرباحاً طائلة بسبب الوفاة، وتختلف أسعارها هي الأخرى باختلاف المناطق التي يُقام فيها السرادق.
 
المقابر 2
 
 
هذه الشركات المحلات المتخصصة في الفراشة تحقق أرباحاً طائلة في المواسم ولا تقتصر أربحاها على المأتم فقط، وإنما تمتد للمواسم الانتخابية، حيث يؤكد محمد فوزى رئيس شعبة الفراشة بغرفة تجارة القاهرة، في تصريحات صحفية سابقة إنه كان هناك إقبال متزايد على مستلزمات الفراشة بالأسواق خلال فتارة الانتخابات الرئاسية الماضية.
 
 
«الصوان» بـ 5 آلاف جنيه
 
وتابع أن الإقبال وصل لـ 70% على الأقل بالقاهرة وعلى مستوى المحافظات، وأضح أن 99% من الطلبات الخاصة بالافتات وإقامة السرادقات كانت تصب في مصلحة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأشار إلى أن مواسم الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية تشهد حركة رواج كبيرة فى سوق مستلزمات الفراشة بعد فترة من الركود، وتصل تكاليف  أصغر صوان انتخابى لـ5 آلاف جنيه تقريبا، وتختلف الأسعار بحسب نوعية الطلبات بالإضافة الى تكاليف التراخيص.
 

3 ملايين عامل في الفراشة
وأضاف رئيس شبعة الفراشة إن المهنة تعانى الكثير من المشكلات التى أدت الى خروج عدد كبير من المقاولين من السوق، ومن أهمها دخول أعداد كبيرة من محلات الفراشة غير المرخصة لسوق العمل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات والأدوات المستخدمة فى هذا النشاط، وزيادة القاعات الخاصة ودور المناسبات، ويبلغ عدد العاملين فى هذا القطاع حوالى 3 ملايين عامل ومنهم العاملين  بالفراشة وأدوات السرفيس وأعمال الخشب وغيرها من الحرف المتصلة بمستلزمات الفراشة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق