الشرق الاوسط وصيف ساخن جدا

السبت، 12 مايو 2018 02:48 م
 الشرق الاوسط وصيف ساخن جدا
مني احمد تكتب:

صراع ارادات كبري اقليمية ودولية  تتنازع في مواجهات مباشرة لاول مرة بين الدولة العبرية الدولة الفارسية  وكلا له اطماعه وكلا له  ادواته  وكلا له حلفائه والراعيين  الرسميين لهما  صراع ليس بجديد فهو جزء من صراع هيكلي بينهما. ومواجهة غير مؤلوفة بين الطرفين بظرف تاريخي وقواعد ومعطيات مغايرة كل طرف يختبرمدى صبر الطرف الآخر فهل تنتهي الامور عند هذا الحد ام سيستمر الصراع  ويمتد الي مناطق اخري وسيناريوهات عدة محتملة.

سيناريو يتوقع أن تستغل إسرائيل بدهاء ومكر  الظرف الدولي الراهن خاصة مع اعلان الولايات الامريكية الانسحاب من الاتفاق النووي ومواقف إدارة ترامب الداعمة بقوة لتل أبيب  وتستثمره باستمرارها في استهداف  المراكز الحيوية الإيرانية وخاصة المنشآت النووية والقواعد العسكرية الكبرى بسوريا

سيناريو اخر يتوقع معه تطور الاوضاع الي مواجهة دولية تقودها الولايات المتحدة بدعم خليجي تدفع فاتورته  شبيه بما حدث مع العراق بسبب  امتلاك ايران أسلحة دمار شامل بما يهدد المصالح الأمريكية ويزعزع الاستقرار في المنطقة العربية.

سيناريو ثالث وحرب اقتصادية من خلال  تضيق الخناق ومحاصرة إيران اقتصاديا بهدف زعزعة  النظام وتغييره من الداخل وانهاك البلد وصولا إلى إثارة الإيرانيين ضد النظام القائم. والاحتمالات كثيرة يظل  معها التصعيد ضد ايران هوسيد الموقف في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.

لكن ماذا عن القطب الاخر  فهل تجاوزت روسيا حليفتها ام تجاوزت ايران بالنسبة لروسيا خطوطها الحمراء في سوريا وصمت روسي  جاء ليعكس خلافات استراتجية هامة حول اليات واولويات التوجهات بين ايران وروسيا  بالمنطقة وخاصة في الملف السوري فالتحالف الروسي الإيراني ليس تحالفًا استراتيجيا  بل هو تقاطع مصالح في سوريا وهناك خلافات عميقة على النفوذ والسيطرة يدور في الخفاء بين الطرفين

وجاءت زيارة نتنياهو لموسكو عشية الهجوم علي اهداف ايرانية لتؤكد تباعد المصالح الروسية الايرانية وتؤكد علي جانب اخر ان هناك تنسيق في العمليات العسكرية في سوريا مع الكرملين.والتي اتجهت مؤخرا  لفتح قنوات مع جميع القوي الاقليمية بالمنطقة  فظهرت الدبلوماسية المتعددة الأطراف بما يفسر الاستراتيجية الواقعية التي تتبعها روسيا في علاقتها الخارجية

اذن روسيا لن تكون إلى جانب طهران  لان حسابات موسكو أكثر تعقيدا على هذا الصعيد وقواتها في سورية لم ترسل إشارة واحدة توحي بتحفظ حيال المهمة الإسرائيلية والتي تستهدف تحجيم تنامي وتعاظم الدور الإيراني في سوريا
المعادلة الدولية والاقلمية في الوقت الراهن  لا تصب في صالح الدولة الفارسية فايران منهكة بانخراطها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان واكثر من جبهة مفتوحة في ظل عقوبات اقتصادية يتوقع ان تتزايد مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والمواجهة  ليست في مصلحة طهران والذي يبرهنها الاندفاعة الإسرائيلية غير المسبوقة نحوها والتي تسبق أي رغبة إيرانية بالتراجع

المواجهة حال وقوعها ستكون إقليمية وإيران ستكون فيها وحيدة بينما إسرائيل ستكون محصنة بموقف أميركي وبقبول خليجي. ولن تبقى سورية مسرحها الوحيد.

تطورات كثيرة متداخلة لموقف معقد اثار تساؤلات عديدة هل ستتغير قواعد اللعبة فى الشرق الأوسط؟ وما هي السيناريوهات المحتملة على ساحة المواجهة بين واشنطن وطهران من جانب  وطهران وتل ابيب من جانب اخر  خاصة و ان الولايات المتحدة ترفع سقف التوقعات لانتزاع تنازلات تتجاوز النشاط النووي الايراني وقلب موزازين القوي الاقليمية في غير صالح ايران لكسر تفوقها العسكري والنووي لصالح اسرائيل وللحد من نفوذها الاقليمي وتحركها خارج حدودها القومية  

وإذا ما تصاعدت التوترات بين الطرفين فإن علامات استفهام كثيرة تدور حول شكل المواجهة المستقبلية  وساحتها المتوقعة وهل تكون في سوريا فقط  ام تمتد الي لبنان؟ تصعيد أم تسوية ؟ اسرائيل وإيران يمكن أن تقبلا بتسوية تضمن تحقيق تهدئة في الساحة السورية وماذا عن الدول العربية هل لديها رؤية شاملة لتداعيات الانزلاق إلى مواجهات دولية وإقليمية  بثقل اسرائيل وايران لكل منهما ادوات تلقي بظلالها عن امن دول المنطقة  وتبعات السيناريو القادم هو الاسوا .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة