فيها حاجة حلوة.. إزالة الألغام

السبت، 12 مايو 2018 06:36 م
فيها حاجة حلوة.. إزالة الألغام
أحمد إبراهيم يكتب:

قدر هذا البلد أن يكون دائمًا مطمعًا للاستعمار وأن تفرض عليه معاركه، فالحروب التي خاضتها مصر كانت لاستعادة أرضها أو طرد الأعداء أو لمكافحة الإرهاب المأجور أو لإزالة الألغام.. تلك المعركة التي تعتبر الأطول في التاريخ؛ لأن مصر تخوضها منذ 75 عامًا وحتى اليوم من أجل تحرير أكثر من 22% من أرضها في الساحل الشمالي الغربي وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر.

الألغام في الساحل الشمالي الغربي تحرم مصر من كنوز وثروات كفيلة بان تنهي مشاكلها الاقتصادية، حيث يوجد 3 ملايين فدان صالحة للزراعة والرعي، خمسة مليارات برميل بترول احتياطي، 13 تريليون قدم مكعب من الغاز، 650 مليون متر مكعب من المواد القابلة للتعدين، حتى في داخل منخفض القطارة نفسه يوجد احتياطيات كبيرة من الغاز والبترول والمعادن، بالإضافة إلى الإمكانيات السياحية الهائلة في هذه المنطقة سواء كانت سياحة علاجية أو «سفاري».. هذا الكلام موجود في تقرير رسمي أعده خبراء مصريون وأجانب ومعتمد من مجلس الوزراء في عام 2005.

 

الالغام أيضًا تسببت في إعاقة العديد من مشروعات التنمية السياحية بشواطئ البحر الأحمر وسيناء وإعاقة جهود التنمية الصناعية وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وكذلك التنمية الزراعية في سهل الطينة وبالوظة وشمال سيناء إضافة إلى تعطيل عمليات التنقيب عن البترول..

 

مشكلة الألغام يرجع تاريخها إلى الأحداث العسكرية التي وقعت في الصحراء الغربية خلال الحرب العالمية الثانية وخاصة معارك العلمين (الأولى والثانية) في عام 1942، ومنذ 75 عامًا ومازال المصريون يدفعون ثمن صراعات لم يكونوا طرفًا فيها ولا مسئولين عنها.. وزارة الاستثمار والتعاون الدولى تخوض معركة شرسة لإزالة الألغام، حيث قامت بتوفير الأموال لشراء معدات الكشف عن الألغام بالتنسيق مع القوات المسلحة، وتطوير الوديان لحصاد المياه بمطروح  وإنشاء مركز للأطراف الصناعية يهدف إلى توفير العلاج واستعادة القدرة البدنية الوظيفية للناجين من حوادث الألغام، بما في ذلك توفير الأجهزة التعويضية لهم، كما تقوم الوزارة بدورها في التوعية بمخاطر الألغام وحشد التأييد المحلي والإقليمي والدولي وأيضًا توفير فرص عمل لضحايا الألغام..

 

الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بوزارة الاستثمار والتعاون الدولي تبذل جهودًا كبيرة لإزالة الألغام ودعم عناصر القوات المسلحة المعنية بتطهير الأرض، وتسهم ببرامج التدريب بالتنسيق مع مختلف دول العالم وأيضًا إعادة إدماج ضحايا الألغام -مع التركيز بشكل خاص على النساء- في المجتمع وتمكينهم من المساهمة في تطوير منطقة الساحل الشمالي الغربي، ملف إزالة الألغام لم يأخذ حقه في وسائل الإعلام رغم أهميته الكبيرة والجهود المبذولة فيه وهناك رغبة من رجال الأعمال للاستثمار في الأراضى المطهرة من الالغام وبناء مشروعات خدمية واستثمارية لتحسين مستوى معيشة المواطنين.

 

الساحل الشمالي الغربي هو مستقبل مصر في التنمية، فجانب جهود تطهيره من الألغام للاستفادة من إمكانياته الاقتصادية الضخمة الرئيس السيسي دشن المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة التي تمثل الجيل الرابع للمدن الذكية ووزارة الاستثمار والتعاون الدولى قامت بتطهير  ٣٦ ألف فدان وكذلك محطة الضبعة النووية( ١١ ألف فدان) من الألغام، وأيضًا إحياء مشروع منخفض القطارة الذي يعادل مشروع السد العالي..

 

الوزارة تسارع الزمن من أجل تطهير مصر من الألغام وهي معركة لم تكن سهلة، فالغرب بعد أن ارتكب جريمته البشعة في حقنا تنصل من مسئوليته وقام بإخفاء خرائط الألغام حتى يحرمنا من تنمية جزء كبير ومهم من أرضنا.. فكل الشكر والتحية للذين يعملون في صمت وبعيدًا عن عيون الإعلام من أجل خدمة هذا البلد العظيم وتطهير أرضه من الألغام وتحيا مصر

 

 

تعليقات (1)
مقال رائع
بواسطة: ياسر الخولى
بتاريخ: السبت، 12 مايو 2018 07:41 م

مقال رائع لفتى الصحافه المتميز دائما

اضف تعليق