«هوامش بحجم المتن» رواية المسكوت عنه في الريف المصري

السبت، 12 مايو 2018 10:44 م
«هوامش بحجم المتن» رواية المسكوت عنه في الريف المصري

"هوامش بحجم المتن" هى الرواية الأولى للأديبة المصرية هناء عبد الهادى، أصدرتها بعد عدد من المجموعات القصصية فى مجال القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
 
تتناول الرواية قطاعا عرضيا من المجتمع المصرى ما بين ريف محافظة البحيرة وحضر مدينة الإسكندرية منذ منتصف القرن العشرين حتى أحداث ثورة 25 يناير 2011، محللة العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كاشفة عن المسكوت عنه فى هذا المجتمع، خصوصا فيما يخص المرأة والفقراء به.
يقول الأديب المصرى منير عتيبة عن الرواية والروائية: (استمعت هناء عبد الهادى كثيرًا إلى نبض الآخرين؛ حكاياتهم، أفكارهم، مشاعرهم العميقة، أوهامهم، أحلامهم، مخاوفهم الدفينة.. قرأت الكتب لكنها قرأت الناس أكثر، فاستمدت مادة روايتها من حركة الحياة والأحياء، ومن تفاعلاتهم وتناقضاتهم، من الأفراح العميقة التى تقف على حد الحزن، ومن الأتراح المهلكة، من اللحظات التى تساوى أعمارًا، والأعمار التى تذوى هباءً.. فجاءت روايتها بطعم الحياة الحلو/المر، بعمقها وسطحها، بانتظامها وعشوائيتها، بمتنها الذى ينزاح ليصبح هامشا، فعدما، وبهامشها الذى يتغول فيبتلع المتن، بالمحبة والكراهية اللذين يمتزجان بمقادير تصنع أقدارنا.
 
"هوامش بحجم المتن" هى الرواية الأولى للأديبة هناء عبد الهادى، بعدد عدد من المجموعات القصصية ومجموعات القصص القصيرة جدا والمقالات، وهى تستثمر فى هذه الرواية معرفتها العميقة بالناس التى اكتسبتها من خلال تفاعلها المباشر مع الحياة الاجتماعية والثقافية، ومن خلال عملها لسنوات فى باب مشاكل القراء بالصحافة. فالرواية تتناول شريحة/أسرة من أثرياء الريف المصرى الذين يعيشون بمنطقة ريفية قريبة من الإسكندرية، لكنهم لا يتقوقعون فى ريفهم بقدر ما يتعاملون مع الإسكندرية لأسباب اقتصادية وعائلية وتعليمية إلخ، وما يحيط بهذه الشريحة من معارف وأصدقاء وأعداء فى الريف وفى الإسكندرية، حيث تركز الكاتبة على الجانب الإنسانى فى مشاعرهم وأفكارهم، والعلاقات الاجتماعية بما فيها من دفء ومحبة وتباغض واعتداء على الحقوق وظلم واضح بالذات للمرأة فى قضايا مثل الميراث والزواج والحب.
تقدم الكاتبة رواية أصوات حيث تتحدث الشخصيات الرئيسة بصوتها الخاص، أحيانا تتشابه لغة بعض الشخصيات، ربما لأنها تعيش فى المناخ الاجتماعى والثقافى نفسه، وربما لأن الكاتبة أعطت لبعض الشخصيات اهتماما فنيا أكثر من غيرها، بالذات (حنان) الشخصية الرئيسة التى بدأت بها الرواية وختمتها.
تستخدم الكاتبة لغة عربية فصيحة سهلة فى كل فصول الرواية ما عدا الفصول التى ترويها عائشة ذات المستوى التعليمى الأدنى فهى ترويها بلغة عامية أقرب إلى لهجة أهالى محافظة البحيرة، وهو ما أعطى الرواية تنوعا لغويا ثريا.
 
تقدم رواية (هوامش بحجم المتن) بنية سردية متشظية، لا تلتزم بالتعاقب الزمنى التقليدى، ولا بالبناء السببى، لكنها تبدو أقرب إلى بنية التجاور الحياتية، فكل شخصية تحكى عن عالمها سائرة فى خطها الذى يتماس بحكم التجاور مع خطوط الآخرين، يؤثر فيهم، ويتأثر بهم، لكنه يمكن أن يستمر وحده، ولا يتوقف إلا بتوقف حياة الشخصية التى تروى نفسها، سواء على مستوى الواقع أو على المستوى الروائى، فهذه البنية تبدو كبنية عنقودية لا تستطيع أن تعرف لها بداية أو نهاية، حيث يمكنك أن تقدم فصولا أو تؤخر أخرى دون أن يخل ببناء الرواية الذى هو بناء فضفاض بطبيعته التى يحاول فيها أن يتمثل الحياة، وهذا التمثل الحياتى نفسه يبدو فى البنية الدائرية التى توختها الكاتبة إذ تبدأ الرواية بفصل بعنوان (حنان) وتنهيها بفصل بالاسم نفسه، وهى هنا لا تغلق دائرة الحكى بقدر ما تفتحها على اتساعها إذ تنقلها من صفحات الرواية إلى الواقع نفسه التى تحاورت معه الرواية وشخصياتها أخذا وعطاءً.)
 
ويرى الناقد التونسى د.عبد السلام المسدّى أن " الكاتبة تغوص فى أدغال النفس الثاوية وراء الوعى النسوى فتقص على قارئها –فى لغة متناهية اليسر والبساطة- كل المكبوتات المغمورة فتُخرج له مرايا بالغة الجلاء من مخازن "المسكوت عنه". والأجمل أن "أبطال" الرواية لا يتحرزون بجلابيب الحياء ولا يتوارون خلف ستائر الأعراف: إنه الوصف الكامل التام الذى يأتيك به حامل الكاميرا حين يكون بيده المفتاح السرى لولوج الغرف حيثما نأت، ومتى شاء له الفضول السردى التواق أن يتسلل بين المضاجع".) 
 
وتقول الناقدة المصرية د.أسماء شنقار: (ركزت الكاتبة -كما سبق وقلنا- على ما يعتمل داخل النفس البشرية ،على رغباتها وشهواتها وطموحاتها وتوقعاتها ،وطرقت أبوبا كثيرة ربما يكون الحديث عنها محظورا ،أو ربما يخفيها الأشخاص في دواخلهم بدون الإفصاح عنها رغم حدوثها المتكرر في الكثير من الأسر المصرية عموما، لذا سيخرج القارئ غالبا سواء أكان رجلا أم امرأة وهو يتساءل :أي الشخصيات أنا ؟؟، أو سيجد أمورا مشتركة بين كل الشخصيات ويكوّن منها شخصيته.
 
تعاملت الكاتبة مع الزمن تعاملا مميزا فلم تعتمد على الترتيب الطبيعي للزمن ،بل كان هناك تأرجحا في الزمن بين الماضي القريب والأبعد والحاضر.ليكوّن القارئ في نهاية الرواية قصة متكاملة ومرتبة زمنيا عن كل شخصية.
 
وقد جاءت الرواية في أسلوب غاية في البساطة فنوعت الكاتبة ما بين استخدام الفصحى والعامية . إضافة إلى خلو الرواية تقريبا من المقاطع الوصفية للأشخاص أو الأماكن. وكذلك العبارات الشارحة فكانت الجمل بسيطة وقصيرة ومختصرة.)
يذكر أن هناء عبد الهادى قاصة وروائية مصرية عضو اتحاد كتاب مصر، عضو مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، عضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
صدر لها العدد من الأعمال قبل رواية هوامش بحجم المتن، منها: 
1- كلام من القلب -رباعيات زجلية عن دار غريب 
2- أحب فيك أنا -مجموعة قصصية عن دار غريب 
3- السماء تشاركني البكاء-قصص قصيرة وخواطر عن دار غريب 
4- اسمعني لتراني -قصص قصيرة وخواطر عن دار غريب 
5- اخدعني ببراعة -قصص قصيرة وخواطر عن دار غريب 
6- في قيودك حريتي -قصص قصيرة وخواطرعن دار غريب 
7- مسار إجباري -قصص قصيرة جدا عن دار أطلس
8- هوامش بحجم المتن - رواية (تحت الطبع) منحة وزارة الثقافة
 
 
WhatsApp Image 2018-05-07 at 00.03.31 (1)
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة