إندونيسيا.. «ترانزيت» الخلافة الداعشية (ما وراء تفجير كنائس سورابايا)

الإثنين، 14 مايو 2018 10:00 م
إندونيسيا.. «ترانزيت» الخلافة الداعشية (ما وراء تفجير كنائس سورابايا)
حادث إرهابي في إندونيسيا
محمد الشرقاوي

على مدار ثلاثة أيام، وقعت ثلاث عمليات إرهابية تبناها تنظيم داعش الإرهابي، آخرها صباح اليوم الاثنين، في إندونيسيا، بدراجة نارية انفجرت في مقر للشرطة في مدينة سورابايا.

الهجوم جاء بعد ساعات من تفجيرات استهدفت 3 كنائس أمس الأحد، بسورابايا شرق جزيرة «جاوة»، ثاني أبرز مدينة في إندونيسيا، بعد يوم من حادث إرهابي في فرنسا، نفذه أحد ذئاب داعش ويدعى حمزة عظيموف، فرنسي الجنسية وشيشاني الأصل، أسفر عن مقتل رجل وجرح 4 طعنًا في حي الأوبرا السياحي في باريس ليل السبت.

 لم تعلن الشرطة الإندونيسية عن حصيلة القتلى - حتى الآن – لكنها أكدت وقوع ضحايا في قوات الأمن، حيث انفجرت الدراجة النارية عند نقطة تفتيش ساحة انتظار السيارات بمبنى شرطة سورابايا.

وأسفر هجوم الأحد عن مقتل 11 شخصا على الأقل وإصابة قرابة 40 آخرين، من بينهم رجال دين، وتعد هي الأضخم منذ اعتداءات استهدفت فندقين فخمين في جاكرتا عام 2009، موقعة 9 قتلى، كما قُتل 19 فرداً عام 2000، بعد تسليم قنابل مغلفة كهدايا عيد الميلاد، إلى كنائس ورجال دين عشية العيد، وشنّت إندونيسيا «حرباً على الإرهاب»، بعد هجمات بالي التي أوقعت 202 قتيل عام 2002.

خلافة جديدة

كشفت الهجمات الأخيرة التي شهدها العالم، والأخص في إندونيسيا، عن حالة توحش جديدة يعيشها التنظيم الإرهابي، بالتزامن مع حالة استنفار بين دواعش المنطقة في الفلبين، حيث يخوض التنظيم وذراعه جماعة «أبو سياف» حرب بقاء ضد قوات الجيش الفلبيني.

كذلك ماليزيا هي الأخرى تشهد تحركات، كشفت عنها الحكومة الماليزية، الشهر الماضي، وأعلن وزير الدفاع الماليزي رياميزارد رياتشودو، أن التنظيم يخطط لتأسيس «خلافة» في شرق آسيا.

وقال وزير الدفاع إن الدول، التي يستهدفها التنظيم الإرهابي هي الفلبين وماليزيا وإندونيسيا، موضحا أن جنوب شرقي آسيا، والجزء الشرقي من الفلبين باتا نقاط انطلاق لـ «داعش» الإرهابي لممارسة نشاطاته المتطرفة.

وأضاف أن هذا التنظيم يخطط لإنشاء فروع في كل من هذه الدول تحت قيادة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

 

منهجية التحرك

تقول تقارير بحثية، إن تنظيم «داعش» يسعى إلى إيجاد ملاذات جديدة في بعض دول آسيا،  بعد فرار الكثير من عناصره من مناطق الصراع الأساسية، خاصة وأن هذه الدول الآسيوية تعاني من وجود جماعات إسلامية متشددة، فمثلا يوجد في الفلبين وبنغلاديش وماليزيا وإندونيسيا أكثر من 30 منظمة متطرفة أعلنت أخيرا مبايعة تنظيم «داعش».

بدأ التنظيم في تلك المناطق مجرد خلايا وعائدين من بؤر الصراع الأساسية، نجحت في فتح مجالات للتباحث مع التنظيمات المتواجدة في تلك المناطق، والتي ينتمي أغلبها لفكر «القاعدة»، وأعلنت واحدة تلو الأخرى مبايعتها للتنظيم.

يقول باحثون إن التنظيم يعمل وفق أدبيات تسمى «تآكل التنظيمات المحلية» وبالتالي نجح في ضم أكثر من 20 تنظيما تحت رايته.


جماعة أنصار الدولة

تقف الجماعة التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، وراء الحوادث الثلاث في إندونيسيا، وهو ما أعلن عنه المتحدث باسم وكالة المخابرات الإندونيسية، وأن الجماعة التي تأخذ مرجعيتها من داعش، هي المسؤولة عن سلسلة الهجمات.

جماعة «أنصار الدولة» تنظيم يضم عدداً من الجماعات، تشكل 2015، عن طريق تحالف عدة جماعات، يرأسها أمان عبد الرحمن من داخل السجن.

بحسب وكالات فإن عبد الرحمن القابع وراء القضبان، تمكن من إعلان ولائه عبر الإنترنت لتنظيم داعش عام 2014، وأدرجت الخارجية الأمريكية الجماعة على لوائح الإرهاب في يناير 2017، بتهمة تنفيذ اعتداءات انتحارية وهجمات مسلحة في 14 يناير 2016 في جاكرتا أودت بحياة أربعة مدنيين وأربعة مهاجمين.

ويرتبط اسم جماعة أنصار الدولة بسلسلة من الهجمات الأخرى في إندونيسيا، بينها هجوم على كنيسة في نوفمبر 2016 أدى إلى مقتل طفل في جزيرة بورنيو، إضافة إلى مخطط لتنفيذ تفجير انتحاري قرب العاصمة في فترة أعياد الميلاد تمكنت السلطات من إحباطه.

الجماعة عاودت استهداف الكنائس في هجوم الأحد الأخير، عبر عائلة واحدة تضمّ أباً وأماً وابنين عمرهما 18 و16 سنة وطفلتين عمرهما 12 و9 سنوات.

بحسب الشرطة الإندونيسية فإن الأب يدعى ديتا بريانتو، زعيم خلية تابعة للجماعة، قاد سيارة مفخخة إلى كنيسة «العنصرة»، وركب نجلاه دراجتين ناريتين إلى كنيسة «سانتا ماريا»، حيث فجّرا قنابل.

أما الأم بوجي كوسواتي فكانت وطفلتاها يرتدين نقاباً وأحزمة ناسفة، لدى دخولهنّ كنيسة «كريستن ديبونيجورو» حيث فجّرن أنفسهن.

وقالت الشرطة إن العائلة عادت إلى إندونيسيا من سوريا، بعدما ذهبت ضمن مئات المقاتلين الإندونيسيين خلال السنوات الأخيرة، للقتال مع «داعش»، وعاد منهم 500 إلى بلادهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق