أضرار الإسراف في رمضان.. الأزهر يطلق حملة توعية.. والإفتاء :«تتنافي مع مشروعية الصيام»

الثلاثاء، 15 مايو 2018 03:00 م
أضرار الإسراف في رمضان.. الأزهر يطلق حملة توعية.. والإفتاء :«تتنافي مع مشروعية الصيام»
مائدة رمضان
حسن الخطيب

 
رغم أن شهر رمضان المبارك، فرض من أجل الصيام للاستشعار بالفقراء والمساكين، إلا أنه من أكثر الشهور التي يتم فيها الإسراف، وبخاصة الإسراف في تجهيز الموائد بأصناف وأشكال وألوان من الأطعمة والمشروبات، والتي تتنافي مع الحكمة من مشروعية الصيام في هذا الشهر الفضيل.
 
واقتضاء لما تتناوله الفرائض من وجود حكمة لمشروعيتها، فإن الحكمة من مشروعية فرض الصيام، هي شعور المسلمين بحاجة الضعفاء والمساكين، وليس المزيد من الإسراف في المأكل والمشرب،وهذا الإسراف وبخاصة في الأك والشرب، يهدد استفادة المسلمين من حكمة الصيام، فالله تعالى فرض صيام رمضان ليتعود المسلم على الصّبر وقوة التحمل، وحتى يكون ضابطًا لنفسه، قامعا لشهوته، متقيا ربه.
 
ولعل السبب الحاصل في نفوس المسلمين من الصيام، هو مادفعهم للإسراف في تعدد الموائد بعشررات الأصناف من الأكل والشرب، وهو توهمهم بأن الإنسان في حاجة للأكل والشرب في رمضان في مقابل تعبه طيلة النهار، وهذا السبب خاطئ ويتنافي مع مقصد المشرع من فريضة الصيام.
 
وفي خطوة استباقية منه، لتعريف المسلمين بتلك العادة السيئة، أطلقت مشيخة الأزهر حملة لمواجهة الإسراف في شهر رمضان المبارك، بداية من الماء، واستخداماته المتعددة وفي اغراض تهدر الماء، وصولا إلى الموائد الرمضانية التي تشتمل على عشرات الأصناف والألوان من الأطعمة.
 
وقد حملت الحملة عنوانا "ولا تسرفوا"، وذلك مصداقا للوصية الربانية التي جاءت في كتابه الكريم، قوله تعالى "ا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، وتعمتد تلك الحملة على التواصل مع مختلف فئات المجتمع من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والدروس والندوات، وعبر قوافل وعاظ مجمع البحوث الإسلامية.
 
وكان أول منشورر للحملة، حول الماء، حيث نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" حول عادات الإسراف في استخدام المياه في غير الضرورة، مبينا أن الماء سيصبح أغلى سلع الأرض في المستقل، لهذا، تصرف مع زجاجة المياه كأنها الأخيرة على وجه الأرض، ولا تكن من المسرفين، فقال تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".
 
وأضاف مركز الأزهر، بأن إهدار المنافع، وإضاعة الأموال والمصالح، أمور لا يحبها الله عز وجل، والإسراف لا يتعلق بالمال فقط، بل يتعلق بكل ما وضع في غير موضعه اللّائق به، لهذا، لا تشترِ من الطعام ما لا تحتاجه، ولا تضع على المائدة منه إلا ما يكفيك، فالطعام لم يجعله الله ليأخذ أصحابه معه الصور التذكارية ثم يقوموا بنشرها على مواقع التواصل، كما لم يجعله لتمتلئ به صناديق القمامة.
 
ونوه مركز الأزهر، إلى أن وضع طعام يكفي عشرة أشخاص على مائدة أمام شخص واحد هو إسراف ينافي حفظ النعم وشكرها، إذ النتيجة هي إلقاء ما يكفي لإطعام تسعة أشخاص آخرين في القمامة.. كيف لمن يفعلون هذا أن يناموا وأطفال المجاعات يموتون جوعا.
 
ومن ناحيتها بينت دار الإفتاء المصرية، بأن الإسراف يتنافي مع مقاصد الشريعة الإسلامية بشكل عام، والغسراف في رمضان يتنافى مع حكمة مشروعية الصيام، فالله تعالى فرض الصيام من أجل تهذيب النفس والروح، وذلك بالامتناع عن الشهوات، وحفظ الصيام من كل ما يفسده، سواء كان ماديا كالأكل والشرب، أو معنويا كالغيبة والنميمة.
 
وأشارت الإفتاء إلى أن شهر رمضان فرصة كبرى لأن يقلل المسلم من نفقاته وإسرافه، ومنها الطعام والشراب ، فالمسلم يحتاج في شهر رمضان إلى أن يدرب نفسه على مقاصد الشهر الكريم، ومنها الإحساس بالفقراء والمساكين، ويجب على الإنسان أن ينتبه إلى أن رمضان ليس للإكثار من الطعام والشراب، وإنما هو شهر عبادة والعبادة تقتضي البعد عن كل المفاسد التي تفسدها، وفي امتلاء معدة المسلم تقاعس عن آداء العبادة.
 
واستدلت دار الإفتاء بقول الله تعلاى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) مبينة أن معنى قوله تعالى (ولا تسرفوا) أي لاتسرفوا في كثرة الأكل و كثرة الشرب، ففي ذلك ثقل المعدة، وتثبيط الإنسان عن طاعة ربه، والأخذ بحظه من نوافل الخير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق