الإذاعي رضا عبد السلام لـ «صوت الأمة»: كتب التراث ليست مقدسة.. وازدراء الأديان «هيعمل من المسيئين أبطال»

الجمعة، 18 مايو 2018 05:00 ص
الإذاعي رضا عبد السلام لـ «صوت الأمة»: كتب التراث ليست مقدسة.. وازدراء الأديان «هيعمل من المسيئين أبطال»
حوار: منال القاضي

 

سجل التاريخ حياة الإعلامي والإذاعي رضا عبد السلام، بأحرف من نور وهو الذي رسم طريقه بالرغم من التحديات التي لم تكن سهلة، فقد مر بالعديد من الصعاب في كل مراحل حياته الدراسية والعملية كما روى قصته كفاحه خلال حوار خاص لـ صوت الأمة.

منذ قدومه إلى الدنيا يعانى، فالجميع رأى طفًلا ضامر الذراعين، وكانت والدته تتلقى نظرات المواساة ممن حولها وحدث هياج بغرفة الولادة فدخل والده ينظر إليه فرأه طفلا بدون اذرع، إلا من أصابع صغيرة في يد ضامرة، ثبت والده وضمه إل صدره وسلمه إلى والدته مرة أخرى وقبل جبينها، وخرج وتوضأ وصلى ودعا ربه « أنت الذي خلقته وبيدك أمره فأعنه وساعده» وقال لوالدته: «الله الذي خلقه سيوفّقه في حياته.. لا تجافي فبكت الأم، واستسلم الجميع لكلمات والده.

ويضيف عبد السلام، أن لديه من الأخوة اثنين فلم يكن بأحدهما أي  إعاقة وأراد والده أن يعلمه كل شيء في الحياة وكيف يعتمد على نفسه مثل أخوته ولا ينقصه شيء فيذكر أن والده عنفه مرة لأنه ترك شخًصا يطعمه، ومن يومها عزم أن يعتمد على نفسه دون مساعدة احد له كل أموره بنفسه، ويعتذر لمن يريد مساعدته، وسار  يعتمد على قضاء أشيائه بنفسه ،وأن يفعل كل احتياجاته بنفسه.

وقال رضا عبد السلام إن والده كان يتلقى الصدمات بسببه وخاصة من ردود أفعال من حوله، وأنه كان يريد أن تتم معاملته كطفل عادي من الأسوياء دون إظهار نوع من التعاطف معه أو الشفقه، فعلمه الكتابة بقدمه، حتى رغب الوالد في الحاقه بالمرحلة الابتدائية بقرية كفر الشيخ إبراهيم، مركز قويسنا، بمحافظة المنوفية.

وفوجئ والده برفض إدارة المدرسة له، لتضيع سنة دراسية من عمره، وعاد والده مره أخرى ليدربه على الكتابة بشكل أفضل بقدمه، وذهب مرة أخرى مع بداية العام الجديد وترفض المدرسة قبوله مرة أخرى.

وأوضح رضا عبد السلام أن والده  ترك مدير المدرسة وذهب لوكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، وقال له هذا هو ولدى الذي أراد الله له أن يولد على هذه الهيئة، وهذا خلق الله

وهو الآن يستطيع أن يكتب بقدمه بإجادة فائقة، فأرجو منك أن تختبره بنفسك.. فماذا لو لك ابن كذلك، ولك أن تعلم يا سيدي، أنه في حالة عدم قبوله فسوف أذهب به إلى رئيس الجمهورية، جمال عبدا لناصر، فإذا لم يقبله هو الآخر، فسأضربه بالنار في ميدان التحرير امام الجميع ».

ولفت كبير المذيعين إلى أن والده كان على يقين أنني سوف أقدر على تحمل كل الصعاب التي تواجهني في حياتي مستقبلا ولكنه لم يفكر أن يتركني دون تعليم ويستسلم لكل الخذلان الذي رآه من حوله هو يرى أن حرماني من التعليم الذي يعتبر أبسط حقوقي كأي طفل يعتبر كضربي بالرصاص.

تحقيق الحلم بمبنى ماسبيرو

بعد التحاقه بالتعليم بدأت الصعوبات تواجه حياته، فبعد التحاقه بالتعليم عادت إدارة المدرسة تجدد رفضها باستمرار وجوده في المدرسة نظرًا لأنه كان يكتب بقدمه ولا يستطيع الكتابة على المقعد ولكن والده لم يتركه أيضا في تلك المرحلة ولكن علمه كيف يكتب بفمه إلى أن استطاع وخلال عامين الحصول على أفضل خط على مستوى المديرية.

 ويقول عبد السلام، إنه كان دائما يردد مقوله والده «افعل ما أتاحه الله لك»، فلم يشغل باله بألعاب الأطفال التي لم يكن يتمكن منها ولكنه برع في لعب الكرة وكانت له المتنفس ورغم أن يده طولها 12 سم إلا أنه كان لاعبًأ محترفًا في «بينج بونج» ورُشح للمسابقات العالمية، استمرت مسيرته التعليمية إلى أن تخرج في كلية الحقوق، وبدأ في البحث عن أرض.

وبدأ حلم الإذاعي يراوده، وتقدم للاختبار ولكنه رُفض، ويكشف أنه كان على علاقة طيبة بالكاتب الصحفي، عبدالوهاب مطاوع، فأرسله إلى الإعلامي فهمي عمر، الذي كان رئيسا للإذاعة آنذاك.

 ويشير عبد السلام، إلى أنه غضب بعد مقابلة رئيس الإذاعة حينها قال متعجبًا له هتشتغل إيه فى الإذاعة!.. فرد عليه منفعلًا مذيع ولدي ما يؤهلني لذلك.

ويقول عبد السلام: "يومها خرجت من مكتبه مُحبطا، عملت بإذاعة وسط الدلتا لمدة عامين، وحين علمت بأن الإذاعة الأم أعلنت عن حاجتها لمذيعين جُدد تقدمت للاختبار»، يشير إلى أنه رُفض كمذيع هواء مرارًا دون اختبار، فكان يصاب بالألم لأنه لم يرفض لقلة علمه، ولكنه أصر على تحقيق حلمه اللانهائي، فقابل الإذاعي الكبير حلمي البُلك وحكي له بانفعال شديد قائلًا: "دخلت امتحان مذيع الهواء مرتين دون امتحان وتم إبعادي، امتحنوني بحيادية».

ويتابع: «خضعت للاختبار أمام حلمي البُلُك، الذى حرصت على أن أوصل إليه كل إمكاناتي أثناء الاختبار، وبعدما أجبت على جميع أسئلة الاختبار كاملة تعمّدت أن أخلع الجاكيت وارتديته أمامه، ثم فتحت باب مكتبه، وكان عملاقا يحتاج إلى إنسان قوي وأغلقته ثانية، وأمسكت القلم بالجزء المتبقّى من يدي، وقلت له: إذا فرضنا أن هذا القلم مايك فاسمح لى أن أحاور سيادتك.. واقتنع بى وأصدر قراره الذى أثلج صدرى: يصلح لأن يكون مذيع هواء بإذاعة القرآن الكريم.. وأصبحت مذيعا وقدَّمت برنامجي سيرة ومسيرة الذى ظللت أقدمه للإذاعة طيلة خمسة عشر عاما، وتناولت فيه سيرة ومسيرة جميع الأعلام في كل المجالات».

وأصبح المذيع القرآني أول مذيع هواء في العالم كله دون ذراعين، ويصر على تغيير أماكن الأزرار في أجهزة إذاعة الهواء، ليكون بعضها عند قدميه بدلًا من اليدين، وقد استجاب مدير شبكة القرآن الكريم الأسبق محمد المنشاوي لطلبه.

 

القرآن سر ابتسامته

يظهر رضا عبد السلام طوال حديثه بابتسامة معبره عن رضاه بقضاء الله وجهة، ويقول إن سبب تلك الابتسامة هو حفظه للقرآن الكريم وعمله به، وكونه مسلما، وذلك ساهم في تكوين شخصيته طوال رحلته الإذاعية والدعوية، كما أنه رغب في الالتحاق بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر ليكون لديه المادة العلمية الكافية لكي يستطيع تحقيق ما يتمناه من نجاحات، يشير إلى أن الله أفاض عليه بالكثير من المنح بداية من أسرته فهو لديه من الأبناء عبد الرحمن طالب في كلية الطب وافنان طالبة بكلية الإعلام.

ويؤكد أن إنجازات عمله بإذاعة القرآن الكريم من مسببات السعادة له أهمها وصوله لكبير المذيعين بإذاعة القرآن الكريم، وتغطيته أحد مواسم الحج، وحصوله على جائزة أفضل مذيع فى مسابقة "مذيعون مبدعون" وكذا تقديمه للأمسيات الدينية والبرامج الجماهيرية والحوارية وتأليفه لكتابين عن المعاقين، ويضيف «بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أهم مصادر سعادتي، وأعظم لحظات حياتي على الإطلاق تلك اللحظة المؤثرة، حينما وقفت أمام بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بالمدينة المنوّرة حيث استشعرت وقتها بأني أمام أعظم الخلق جميعا، الإسلام من أهم مصادر سعادتي في دنياي، حيث علَّمني أن أُحسن إلى من يسء إلي».

ويوصي رضا عبد السلام  جميع من لديهم أعاقه ،وكل ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يتحلوا بالأمل ويسعوا في سبيل تحقيق أحلامهم سيصلون إلي ما يريدون قائلا:«لا تجعل اليأس يتسلَّل إليك، بل أجعل الناس ينظرون إلى ما هو فوق الإعاقة»، كاشفًا أن أصدر مؤخرا كتابا تحت عنوان «نقوش على الحجر» يروي مسيرته ليس لإظهار بطولته وإنما هي حياته كما حدث بها من إنجازات وصدمات وخذلان.

ويشير عبدالسلام إلى أنه لم يتلقى أي مساعدات معنوية ولا  وغيرها من أي مؤسسه حقوقية، والعون جاء من الله الذي غرس في التحدي وهب لي أسره أعانتى على ظروفي.

ويرى عبدالسلام أن كتب التراث ليست مقدسه، ولكن يجب الكلام عن التراث بأدب وتبادل الفكر بالفكر مع الالتزام بالأدب والأخلاق الحميدة معلنا أنه ليس مع  تطبيق قانون إزداء الأديان «هنعمل من المسيء لكتب التراث بطل». ولفت عبدالسلام إلى أنه لا دور للواسطة في اختيار  القراء، لكنه أشار إلى وجود بعض الأصوات التي تقرء  في الإذاعة دون المستوى.

وطالب عبدالسلام بفصل عمل إذاعة القرآن الكريم عن وزارة الأوقاف ، وانأ اعتقد أن هذا الفصل موجود لحد ما ولكن بطبيعة العمل في مساجد الأوقاف، ولكن طبيعة عمل مذيعي القرآن الكريم في مساجد الوزارة ومع علماء الأوقاف لنشر خطة الدعوى.

وعن الشيخ الشعراوي في حياته قال عبدالسلام إنه لم يلتق الامام في حياته بشكل مباشر ولكنه يعتبره مثلا أعلى للجميع، فلا يوجد عالم مسلم على وجه الأرض لم يتأثر بالعالم الجليل رحمة الله عليه، حيث أنه ترك ميراث عظيم من تفسير القرآن ونحن نقدره ونجله، ولا نقبل من يتحدث عليه بطريقه غير لائقه، ومن يعفل ذلك فهو من الجهلاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق