الموائد الرمضانية عبر التاريخ.. التكافل الاجتماعي في أبهى صوره

الإثنين، 21 مايو 2018 11:00 ص
الموائد الرمضانية عبر التاريخ.. التكافل الاجتماعي في أبهى صوره
الموائد الرمضانية
أمل عبد المنعم

تعتبر الموائد الرمضانية من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي في شهر رمضان، وتجب الشوارع والميادين من أجل إفطار الفقراء والمحتاجين، وهي أبرز ما يميز هذا الشهر الكريم من طقوس، يتنافس فيها أهل الخير لتقديم أطيب ما لديهم من أطعمة ومشروبات.

وأول من أقام مائدة رحمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أقام مائدة للوفد الذي جاء إليه من الطائف أثناء وجوده بالمدينة، واتخذوا من المدينة مكانا يستقرون فيه لفترة، فكان الرسول هو المضيف، حيث كان يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، وجاء من بعده الخلفاء الراشدون ليقتدوا به وجاء عمر بن الخطاب ليؤسس دارا كاملا للضيافة يفطر فيها الصائمون .

و بدأت مائدة الإفطار في مصر مع الأمير أحمد بن طولون مؤسّس الدولة الطولونية، فهو أول من أقام مائدة الرحمن في السنة الرابعة من ولايته، فكان يجمع التجار والأعيان على مائدة كبيرة في أول يوم من شهر رمضان ويخطب فيهم قائلا "إني جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس"، وفى العام ٨٨٠ هجرية أمر بتعميم الموائد الرمضانية في كل أنحاء دولته، وأن يكون مقرها في الأماكن العامة لتكون قريبة من الفقراء.

وهناك أراء تقول أنها بدأت في مصر مع تأسيس الدولة الفاطمية وكان الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، أول من وضع تقاليد المائدة في عهد الدولة الفاطمية، ليكون الصائمون من أهل جامع عمرو بن العاص هما زائرو المائدة خلاف أنه كان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام، لتوزع على الفقراء.

أما في عهد الملك فاروق باتت موائد الرحمن ما هي إلا بروتوكول سياسي بإطعام المساكين الذين كانوا يهتفون بالدعاء لمولاهم الملك فاروق باعتباره ولى النعم، فكانت تسمى بالمائدة

الملكية في قصر عابدين، وذلك بحضور كبار رجال القصر على أنهم شرف المآدب الملكية في رمضان، ثم يتوافد على القصر آلاف الناس من رعية الملك من جميع الطبقات ليتناولوا الطعام.

وبدأت في العصر الحديث مع أصحاب الورش والمصانع، في أن يفطروا العمال لديهم ولكن على نطاق ضيق، وفى عام1967 ظهر بنك ناصر الاجتماعي ليشرف على موائد الرحمن المعروفة بشكلها الحالي من أموال الزكاة، وكان أشهرها المائدة التي تقام بجوار الجامع الأزهر التي تفطر أربعة آلاف صائم يوميا، ومن هنا ظهرت مشاركة الوزراء ورجال السياسة والفنانين ورجال الدين، لتصبح وسيلة إما للتقرب إلى الله أو كدعاية سياسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق