الفقراء في رمضان أثابكم الله

الإثنين، 21 مايو 2018 04:16 م
الفقراء في رمضان أثابكم الله
صبرى الديب يكتب:

لا يختلف أحد، على أن شهر رمضان المعظم قد هل علينا هذا العام في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية، على أغلب الأسر المصرية، جعلتها تعانى عجزا غير مسبوق عن تدبير أقل القليل من احتياجاتهم المطلوبة خلال الشهر الكريم، بسبب الارتفاع الرهيب في أسعار كل السلع والخدمات، بعد لجوء الدولة إلى اتباع سياسات اقتصادية ترى أنه بمقتضاها سيتم علاج خلل اقتصادي، نتج عن سياسات خاطئة تم اتباعها في عهود ماضية.
 
وبصرف النظر عن خطأ أو صوب تلك السياسات الاقتصادية، إلاّ أن الثابت والمؤكد، أن أغلب الأسر المصرية تمر خلال الشهر الكريم بأزمات، وهو بالطبع ما لا يرضى أحد، ويحتم على كل القادرين في هذا الشعب، ضرورة مد يد العون بما يستطيعون للمحيطين بهم من الأهل والأقارب والجيران والأصحاب - ليس من باب المن - ولكن من منطلق المسئولية الاجتماعية التي أمرنا الله بها، والتي قد يؤدى إهمالها إلى عواقب اجتماعية وخيمة، قد تنتشر معها جرائم كثيرة، تحت ضغط الحاجة.
 
فما ما فرض الله من فريضة إلاّ وكان لها حكمة أثبتت الأيام صحتها، وعندما فرض الله فريضة الزكاة ، كان أحد أهدافها القضاء على كثير من الأمراض الاجتماعية المشُينة في المجتمع، وقد أثبتت تجربه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، نجاح تطبيق بند الزكاة في القضاء على الفقر خلال عامين وخمسة أشهر فقط من ولايته، وتحقيق فائض أكل منه حتى الطير في الصحراء.
 
لدرجة أنه أرسل كتبا إلى ولاة دولته، من كثرة أموال الزكاة في بيت المال، قال فيها: «من كان عليه أمانة وعجز عن أدائها فلتؤد عنه من بيت مال المسلمين، ومن كان عليه دين وعجز عن سداده فسداد دينه من بيت مال المسلمين، ومن أراد من الشباب أن يتزوج وعجز عن الصداق فصداقه من بيت مال المسلمين، ومن أراد من المسلمين أن يحج وعجز عن النفقة فليعط النفقة من بيت مال المسلمين»، أي أن الأمور وصلت فى تلك الفترة إلى حد كفاية الجميع، لدرجة وصلت إلى خروج منادى من قبل عمر يقول: " أين الفقراء، أين اليتامى، أين الأرامل، أين المساكين؟؟ فلا يجد.
 
 أؤكد أنه يوجد بيننا من الأفراد، والهيئات، والمؤسسات، والاتحادات، والنقابات، والشركات، ما يستطيع تدبير احتياجات كل الفقراء في رمضان، سواء بتعجيل إخراج الزكاة، أو توجيه بنود الرفاهية والحفلات الإفطار التي لا تنقطع طوال أيام رمضان، داخل كل الفنادق والنوادي، والتي يصل إجمالي ما ينفق عليها خلال الشهر الكريم إلى مليارات الجنيهات، وإخراجها في صورة مكافأة أو منح للعاملين بتلك المؤسسات، بمناسبة الشهر الكريم، حتى نقى الفقراء منهم شر الحاجة، والتهافت المهين وراء «كرتونة» لا تسمن ولا تغنى من جوع، أو القبول بملابس بالية ومستعملة، مما تخرجها عدد من الجمعيات الخيرية التي تقوم بمثل هذه الأعمال.  
 
فلنبدأ جميعا دون تردد في تلك الأيام المباركة، بالمبادرة بإخراج ما أمرنا به الله، وحماية الأهل والأصحاب والأقربين والجيران، وكفايتهم شر الحاجة، تلبيه لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «الخير فيّ وفى أمّتى إلى يوم القيامة».
 
كل عام ونحن جميعا بألف خير وصحة وعافية، وأعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، وكفانا وإياكم شر الحاجة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة