السنة والشيعة.. قصة الألف عام(2)

الثلاثاء، 22 مايو 2018 07:00 ص
السنة والشيعة.. قصة الألف عام(2)
مصحف فاطمة
كتب -حمدى عبد الرحيم

كانت الأمة الإسلامية تحت قيادة رسولنا الكريم ثم الصديق والفاروق أمة واحدة، ثم جاء عهد الخليفة عثمان بن عفان فظهرت بوادر فرقة، سرعان ما تعاظمت حتى انتهى الأمر إلى مقتل الخليفة، وهى الحادثة الشنيعة المعروفة فى كتب التاريخ بالفتنة الكبرى، فمن يومها توالت الفتن حتى انقسمت الأمة إلى فرق متعددة ومتضاربة ومتناقضة ومتحاربة، وقد خرجت معظم الفرق من عباءة فرقتين كبيرتين هما فرقة أهل السنة والجماعة التى تمثل الأغلبية الكاسحة ثم فرقة الشيعة.
 
هل ما بين الفرقتين من خلافات يسوغ العداء الذى نرى بعض تجلياته.
 
الحقيقة تؤكد أن الخلافات وإن عظمت لا تسوغ العداء، وذلك لأن الفرقتين تؤمنان بالجذور الراسخة، فهما تؤمنان بوحدانية الله وبرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتؤمنان بأركان الإسلام الخمسة وتقومان بها. وعلى ماسبق يجوز لنا بدء نقاش هادئ عن الخلافات.
 

ثالثًا: الصحابة 
الخلاف بين السنة والشيعة حول الصحابة قديم جدًا، وذلك لأن كل فريق يعتقد فى الصحابة عقيدة راسخة.

 

أهل السنة أنقل عن مواقعهم ومن كتبهم يرون أن الصحابى: هو كلُّ مَن لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على الإسلام، فيدخل فى ذلك كلُّ مَن لقى النبى صلى الله عليه وسلم، طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عن النبى ومن لم يروِ عنه، ومن غزا معه ومن لم يغزُ، من رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يرَه لعارض؛ كالعمى، ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافرًا ولو أسلم بعد ذلك، إذا لم يجتمع به مرة أخرى».
 
أهل السنَّة يرون أن الصحابة عدول وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ».
 
وقوله تعالى: «لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».
 
ومن السنة ما جاء فى البخارى ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خيرُ الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.
 
روى البخارى ومسلم عن أبى سعيد الخدرى: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبُّوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نصِيفه.
 
وروى «الطبرانى» فى معجمه الكبير عن ابن عباس، قال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن سبَّ أصحابى، فعليه لعنة اللهِ، والملائكةِ، والناسِ أجمعين.
 
ما سبق هو اعتقاد أهل السنة والجماعة فى الصحابة، ولكن الموقف مختلف عند الشيعة.
 
يقول موقع أهل البيت: يجمع الشيعة الإمامية عن بكرة أبيهم على أن الصحابة كسائر الرواة فيهم العدول وغير العدول، وإن كون الرجل صحابيا لا يكفى فى الحكم بالعدالة، بل يجب تتبع أحواله حتى يقف على وثاقته، وذلك لأن القول بعدالة جميع الصحابة ونزاهتهم من كل شىء مما لا يلائم القرآن والسنة ويكذبه التاريخ، وإليك البيان: 
 
الصحابة فى الذكر الحكيم إن الذكر الحكيم يصنف الصحابة إلى أصناف يمدح بعضها ويذم بعضا آخر، فالممدوحون هم السابقون الأولون والمبايعون تحت الشجرة والمهاجرون والأنصار وأما المذمومون فهم أصناف نشير إلى بعضها: 
 
1. المنافقون: لقد أعطى القرآن الكريم عناية خاصة بعصبة المنافقين، وأعرب عن نواياهم وندد بهم فى السور التالية: البقرة، آل عمران، المائدة، التوبة، العنكبوت، الأحزاب، محمد، الفتح، الحديد، المجادلة، الحشر والمنافقين، وهذا يدل على أنهم كانوا جماعة هائلة فى المجتمع الإسلامى.
 
2. المرتابون والسماعون: يحكى سبحانه عن طائفة من أصحاب النبى إنهم كانوا يستأذنونه فى ترك الخروج إلى الجهاد، ويصفهم بأن فى قلوبهم ارتياب، وإن خروجهم إلى الجهاد لا يزيد المسلمين إلا خبالا، وإنهم يقومون بالسماع للكفار.
 
3. الظانون بالله غير الحق: يحكى سبحانه عن طائفة من أصحاب النبى إنهم كانوا يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، إذ يشكون فى كون المسلمين على صراط الحق ويقولون: «لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا هاهنا».
 
وقد تفرع عن قضية تعريف الصحابة والنظر إليهم قضية أخطر وهى سب الصحابة.
 
أهل السنة والجماعة يحكمون بفسق الذى يسب الصحابة، أما الذى يخوض فى عرض أم المؤمنين السيدة عائشة فهم فيه على رأى الإمام مالك الذى قال: من سب عائشة قتل. قيل له: لمِ؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن. 
 
الشيعة كانوا يسبون جماعة لا يستهان بها من الصحابة، وهذا مذكور فى كتبهم الكبرى ولا حاجة لإعادة تدوينه هنا، ثم شدد أهل السنة الضغط على الشيعة فى هذه النقطة حتى أن شيخًا مثل القرضاوى قال: كيف أتعامل مع رجل، يلعن أبا بكر بينما أنا أقول رضى الله عنه.
 
تعقد الخلاف حول هذه النقطة لأن السب موجود عند الشيعة لا ينكره شيعى قرأ كتابًا من الكتب الكبرى لديهم، ثم فتح الله باب صلح عندما حرم علماء شيعة سب الصحابة وشاعت بين الناس فتوى للمرجع الشيعى السيد حسن قال فيها نصًا: «أنا شخصيًا أحرم سبّ أى صحابى كان، لأن الله سبحانه وتعالى تحدث عن الصحابة ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾ ولكننا عندما نتحدث عن مسألة الإمامة والخلافة فلنا رأى فيها معروف.
 
وبالنسبة للسبّ فقد قلت إن هذا يحرم على أى مسلم، وأنا أسجل هذا فى كل استفتاء يأتينى: يحرم أن نسبّ أى صحابى بما فيهم الخلفاء الراشدون، وأنا انقل كلمة عن الإمام على عليه السلام عندما كان فى طريقه إلى صفين وسمع قومًا من أهل العراق يسبون أهل الشام قال «إنى أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب فى القول وأبلغ فى العذر وقلتم مكان سبكم إياهم اللهم أحقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوى عن الغى والعدوان من لهج به».
 
وهذا النص موجود فى نهج البلاغة، وكذلك أحب أن أنقل فى هذا المجال فى طريقة الإمام على مع الخلفاء الذين يعتقد الشيعة أنهم هم الذين تقدموه فى حقه.
 
يقول فى نهج البلاغة فى كتابه لأهل مصر «فما راعنى إلا انثيال الناس على أبى بكر يبايعونه فأمسكت يدى حتى إذا رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلمًا أو هدمًا تكون المصيبة به على أعظم من فوت ولايتكم التى إنما هى متاع أيام قلائل يزول منها ما زال كما يزول السراب أو كما يتقشّع السحاب فنهضت فى تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأنّ الدين وتنهنه». 
 
لذلك نحن نقول نسير فى مسألة الخلفاء كما سار به على بن أبى طالب عليه السلام الذى كان منفتحًا عليهم وكان يعاونهم ويشير عليهم بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وهناك حديث عن الإمام جعفر الصادق يخاطب به بعض المسلمين من الشيعة «ما أيسر ما رضى الناس منكم، كفوا ألسنتكم عنهم». وكان يقول: «ولدنى أبو بكر مرتين».
 
أما أمهات المؤمنين فنحن نحرم سبهن، حتى لو أخطأن فى قضية حرب الجمل. نقول لا بد من إكرامهن اكرامًا لرسول الله».
 
رابعا: الإمامة 
الإمامة عند أهل السنة قضية من قضايا الدنيا ولذا تختلف شروط الإمام من فقيه لفقيه، ولكنها عند الشيعة أصل من أصول الدين، الأئمة عند الشيعة هم:
على بن أبى طالب والحسن بن على والحسين بن على وعلى بن الحسين ومحمد بن على بن الحسين الباقر وجعفر بن محمد بن الحسين «جعفر الصادق» وموسى بن جعفر الكاظم وعلى بن موسى ومحمد بن على وعلى بن محمد الهادى والحسن بن على العسكرى.
 
يقول الباحث الشيعى صالح الوردانى: 
 
تعد الإمامة عند الشيعة أصلا من أصول الدين وهذا الأصل هو ما يميزها عن أهل السنة وعن الفرق الأخرى، ولأجل تبنى الشيعة قضية الإمامة نعتوا بالشيعة الإمامية، أى الذين يعتقدون فى اثنى عشر إماما بعد الرسول صلى الله عليه وآله.
 
والشيعة حين تتبنى قضية الإمامة إنما تستند فى ذلك إلى حجج شرعية تتمثل فى نصوص قرآنية ونبوية بالإضافة إلى حجج عقلية. وهذه النصوص القرآنية والنبوية يعمل بها أهل السنة أيضا لكنهم لا يفهمون منها ذلك الفهم الذى تفهمه الشيعة منها.
 
وهذا لا يعنى أن جميع نصوص الإمامة تعد نصوصا ظنية، بل هناك نصوص قطعية واضحة الدلالة على الإمامة إلا أن أهل السنة سيرا مع قاعدة التأويل والتبرير يخضعون هذه النصوص للمفهوم الذى يتناسب مع عقائدهم.
 
وجوهر الخلاف بين الشيعة وأهل السنة حول الإمامة إنما يكمن فى موقف كل من الطرفين من آل البيت، فموقف أهل السنة من آل البيت هو موقف عائم، فهم يعرفونهم بأنهم أزواج النبى وآل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
 
أما موقف الشيعة فهو موقف محدد يحصرهم فى ذرية على عليه السلام، ولديهم من النصوص ما يدعم هذا الموقف.
 
وبالطبع فإن مثل هذا الموقف العائم من قبل أهل السنة لا تبنى عليه فكرة الإمامة خاصة أنهم لا يجعلون لآل البيت أى خصوصية تميزهم عن بقية المسلمين.
 
أما حصر آل البيت فى ذرية على وإيجاد خصوصية لهم بحكم النصوص فيفرض وجوب الإمامة عليهم وهو ما تقول به الشيعة.
 
وسوف نعرض فى نظرية الإمامة عند الشيعة مستعرضين للأدلة الشرعية والعقلية التى تقول بوجوبها، الإمامة عند الشيعة تختلف عن الإمامة فى الدين عند أهل السنة والجماعة، فالإمام عند الشيعة له من الخصائص كما للنبى - صلى الله عليه وآله وسلم - !!
 
يقرر ذلك محمد حسين آل كاشف الغطاء فى كتابه «أصل الشيعة وأصولها» يقول: «إن الإمامة منصب إلهى كالنبوة، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، ويؤيّد بالمعجزة التى هى كنَصّ من الله عليه... فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه وأن ينصبه إمامًا للناس من بعده».
 
والإمامة عند الشيعة أحد أركان الإسلام الخمسة، فهم يعتقدون كما جاء فى «الكافى» عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ علَى خَمْسٍ: علَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْوَلَايَةِ، وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْوَلَايَةِ».حكى المفيد أحد علماء الشيعة إجماع الشيعة الإمامية الاثنى عشرية علَى أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود فى النار. 
 
رأى الوردانى الذى هو ملخص لرأى الشيعة يرد عليه من أهل السنة عبدالرحمن محمد سعيد دمشقية الذى يقول: 
 
نسج الشيعة عقيدة الإمامية على تفسيرات منسوبة لجعفر الصادق رحمه الله وضعف علماؤهم أسانيدها.
 
ثم جاءت كلمة من على رضى الله عنه فى نهج البلاغة تهدم ما أسسه الشيعة وبنوه بالروايات التى ضعفوها بأنفسهم، وهذه الكلمة من على هى: «لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل فى إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الاجل، ويجمع به الفئ، ويقاتل به العدو. وتؤمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوى حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر».
 
وذكر الطوسى فى صفات الإمام أنه لا بد أن يكون معصوما. 
 
لا يتنبه عامة الشيعة إلى هذه العقيدة المركبة من قبل علمائهم والتى تنطوى فى الحقيقة على التسلط والديكتاتورية ولكن عن طريق الخدعة حيث يجعلونه يخاف من الاعتراض على أى قرار يتخذه من يسمى نفسه سيدا. 
 
وبهذه الدعوى يمكن قمع أى اعتراض يمكن أن يتوجه به أحد من الناس إليهم. ومن رأى من الإمام خطأ فعليه أن يخطئ نفسه ويتهمها لأن الإمام لا يتصور فيه الخطأ وإنما يتصور الخطأ من عامة الناس، فكلما رأوا الخطأ من الإمام اتهموا أنفسهم بأنهم هم المخطئون!  وهكذا يتم بسط سلطان الكرسى «الإمامي» على نسق الكرسى البابوى الذى يزعم أنه ممثل الله على الأرض وأن الراد على البابا كالراد على الله. 
 
وهؤلاء يقولون الراد على الإمام كالراد على الله. يعنى يصير عندهم بمنزلة إبليس الذى رد على الله! بل يجب أن يكون عندهم معصوما منصوصا عليه بالضرورة كما صرح الشريف المرتضى. 
 
قال المرتضى ردا على سؤال حول إذا ما أخطأ الإمام فى بعض أحكامه أو نسى «هذه المسألة لا تتقدر على مذاهبنا لأننا نذهب إلى أن الإمام يجب أن يكون معصوما من كل زلل وخطأ كعصمة الأنبياء».
 
حينئذ بنى الشيعة عقيدتهم على ضرورة عصمة الإمام وأن من لم يكن معصوما لا يكون إماما، ولهذا زعموا أن أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم لا يستحقونها لأنهم غير معصومين. ثم يرد فى كتب الشيعة ما يهدم عقيدتهم من أساسها.
 
وهذا من صريح مخالفتهم لمن زعموا أنهم على طريقهم:  
فإن عليا رضى الله عنه يقول: لا بد للناس من أمير بر أو فاجر. علماء الشيعة يعترفون بأن هذا قول علي. ولهذا حاول البعض إنكار أن يكون هذا من كلام على زاعما أنه من كلام الخوارج، وهو كذب صريح، فإن الشيعة لم يزالوا يصححون نسبته إلى على ويحتجون بقوله هذا ويشرحونه.
 
المرجع الشيعى المعاصر آية الله خامنئى يقول: «ومن هنا كان الإمام على «عليه السلام» يقول ردًا على هذه التيارات: «لا بد للناس من أمير». ولقد نطق الإمام على «عليه السلام» بهذا الكلام فى الرد على تيار خاص ينفى ضرورة الحكومة.. » وعلق على قول على «نعم، إنه لا حكم إلا لله ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله» مما يعنى أن يبقى المجتمع بدون مدير: «وإنه لا بد للناس من أمير بر وفاجر». فإن هذه ضرورة اجتماعية، وضرورة طبيعية وإنسانية تفرض لزوم المدير للمجتمع، سواء كان مديرًا سيئًا أم جيدًا. فإن ضرورة حياة البشر تفرض وجود مدير. وقال جلال الصغير: «نعم.. الإمام صلوات الله عليه يقول: لا بد للناس من إمام بر أو فاجر». 
 
قال مفتى الشيعة المعاصر محمد مهدى شمس الدين عند شرح كلام على « قوله «لا بد للناس من أمير» تقرير لهذه الضرورة التى يفرضها واقع المجتمع الإنسانى.. ولئن كانت إمرة الإمام الفاجر – حين لا يوجد العادل – شرا: فهى على ما فيها من شر خير من الفوضى التى تمزق أواصر الاجتماع.
 
ويأتى رد آخر من الباحث عمر الغامدى قال فيه: 
من الأمور المهمة عند المسلمين الإمامة والخلافة بعد النبى وكل سبب تخلف وانحطاطها هو ذلك وقد جرت حروب بسم الإمامة وإلى الوقت الحاضر مع وجد التقدم والحضارة ما زال الوضع على ما هو عليه ولهذا أحببت طرحه عند المسلمين السنة والشيعة. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق