ماذا تستفيد مصر من إندماج الأحزاب السياسية؟.. المحاولات الأولى باءت بالفشل

الثلاثاء، 22 مايو 2018 12:00 م
ماذا تستفيد مصر من إندماج الأحزاب السياسية؟.. المحاولات الأولى باءت بالفشل
الرئيس عبد الفتاح السيسي
كتب إبراهيم سالم

دعوات عدة أطلقت تنادى بضرورة دمج الأحزاب السياسية، فى ظل وجود ما يقرب من 104 أحزاب سياسية لكنها بات أغلبها بالفشل، وكانت التجربة الأبرز لفشل هذه الفكرة فى تحالف الوفد المصري والتيار الديمقراطي في عام 2014.

دعوة السيسي خلال كلمته بالمؤتمر الوطني الخامس للشباب فتحت الباب أمام العديد من التساؤلات: حول ما إذا كانت فكرة اندماج الأحزاب هي الحل الأمثل في الوقت الراهن لتنشيط الحياة الحزبية، ومدى تأثير تلك الخطوة على أحزاب المعارضة؟.

ففي 2014.. فشلت محاولات تشكيل ائتلاف موحد بين تحالفى الوفد المصرى والتيار الديمقراطى، حيث قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى عضو المجلس الرئاسى لتحالف الوفد آنذاك، إنه تم الاتفاق على تنسيق مشترك بين التحالفين على المقاعد الفردية فقط وليس الدخول فى تحالف انتخابى مشترك.

وأضاف أبوالغار، عقب اجتماع لم يعلن عنه لوسائل الإعلام مساء أمس الأول، فى مكتب الدكتور عمرو الشوبكى، الأمين العام للتحالف، أن قادة المجلس الرئاسى لتحالف الوفد لم يحسموا بشكل نهائى إمكانية التنسيق المشترك مع التيار الديمقراطى على مقاعد القائمة. وقالت مصادر داخل تحالف الوفد المصرى إن الاجتماعات الأخيرة بين التحالفين أثبتت أن إقامة تحالف انتخابى مشترك مع التيار الديمقراطى الذى يضم أحزاب الدستور والتيار الشعبى والدستور والتحالف الاشتراكى، شبه مستحيل، لوجود اختلاف بين تحالف الوفد وعدد من الأحزاب على رأسها التيار الشعبى ومؤسسه حمدين صباحى، وحزب الدستور برئاسة الدكتورة هالة شكرالله.

كانت بدايات القرن التاسع عشر هي بداية حالة من الزخم السياسي وذلك بكثرة الحركات الوطنية التي اجتاحت مصر من خلال ثورة عرابي ومن بعدها جهاد مصطفى كامل والذي أسس حركة الجمعية الوطنية والتي تحولت إلى الحزب الوطني ومن ثم هنا توالت الحركات الثورية والشخصيات المصرية التي عملت على إثراء الحياة السياسة المصرية من خلال ثورة 19 بقيادة سعد زغلول وتأسيس حزب الوفد وما تبعه من حركات أخرى مثل جمعية مصر الفتاة.

وقد عمدت هذه الحركات الثورية بين الأحزاب الصغيرة وبين الحركات السياسية والاجتماعية والنسائية فى مصر وهنا ظهرت جماعة الإخوان المسلمين لتعمل على نشاط اجتماعي داخل مصر، وسرعان ما تحولت هذه الحركة الإصلاحية إلى حركة دموية تزعزع أمن واستقرار المجتمع المصري.

وقد استمرت هذه الحالة السياسية والحزبية في مصر حتى جاء الرئيس أنور السادات وقام بعمل المنابر الثلاثة ليبعث الحياة السياسية والحزبية في مصر مرة أخرى.

إلا أن هذه الحياة الحزبية في مصر في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك تحولت إلى أحزاب كارتونية لم يكن لها تأثير على أرض الواقع باستثناء الحزب الوطني وهو الحزب الحاكم والذي عمل على جذب القيادات الفكرية والسياسية في مصر والذي اعتبره المحللون البوابة الملكية للظهور للمجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي  في مصر

من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اندماج الأحزاب السياسية له تاريخ من الفشل منذ 2014، مشيرًا إلى أنه كانت هناك توجهات جادة فى عام 2014 من الجبهة الديمقراطية وبعض الأحزاب لكنها فشلت.

وبعد الدعوات المتكررة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة ظهور الأحزاب في الشارع المصري، فيكمن حل هذه الإشكالية من خلال دعوة من الرئيس أو رئيس الحكومة لجميع الأحزاب في مؤتمر حزبي لوضع تصور لهذا الأمر.

وحل هذه القضية يتمثل في بناء حياة حزبية جديدة على أساس تغير قانون إنشاء الأحزاب السياسية، على أن تكون هناك نسبة حسم للأحزاب في التمثيل بالبرلمان والمحليات خلال دورتين، لافتا إلى أن هناك فرصة حقيقية مع بداية الولاية الثانية للرئيس.

يوجد في مصر 104 حزب سياسي فهذا دليل على تفتت الأحزاب ولا يساعد الحياة السياسية فى مصر، فأغلب تلك الأحزاب ليس لديها أفكار حقيقية بدليل عدم وجود لها عضو فى البرلمان، عدا 9 أحزاب الممثلة في البرلمان.

وتسعى الأحزاب المصرية إلى أن يكون لها دور فاعل في الحياة السياسية، خصوصاً بعدما تعرضت لانتقادات حادة قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي بولاية ثانية، والتي أظهرت هامشية دور تلك الأحزاب، بعدما فشلت في تقديم مرشح قوي أمام السيسي، باستثناء رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى الذي لا يحظى بشعبية في الشارع المصري، إذ حصل على نحو 2 في المئة من أصوات الناخبين.

إن الحياة السياسية فى مصر تحتاج إلى أحزاب قوية لها وجود قوى في الشارع المصري، وممثلون تحت قبة البرلمان، ونحتاج إلى 5 أحزاب قوية تتنافس على وجود قوى ومؤثر في الحياة السياسية، وإثراء الحياة السياسية والحزبية بأي وسيلة كانت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق