زواج القاصرات وتأخر سن الزواج.. أزمات اجتماعية على طاولة النواب

تعتبر أزمة الزواج فى المجتمع المصرى أحد المشاكل الاجتماعية التى تصدرت المشهد فى الفترة الأخيرة، خاصة مع وصول عدد الفتيات المتأخرات في الزواج، والتي وفقا للتقرير التعبئة العامة والإحصاء وصلت لما يقرب من 9 مليون فتاة، وهو ما يقابلها على النقيض زواج للقاصرات، الذى وفقا لرؤية الكثير من المتخصصين يمثل جريمة إنسانية وقانونية تستوجب المواجهة.

في هذا السياق، قال النائب عبد المنعم العليمي عضو اللجنة التشريعية، إن زواج القاصرات أزمة تواجه المجتمع المصرى، تحتاج لتكاتف الكثير من المؤسسات، مؤكدا أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزير العدل حول عدم تنظيم عمل المأذونين، خاصة أن هناك نوع من السماسرة، متداخلين فى عمل الماذون وهو ما ينعكس بخلل حقيقي على عمل المأذون.

النائب العليمي

وأكد العليمي أنه سيطالب بأن يكون مقر المأذون داخل محكمة الأسرة، لضمان أكثر من جزيئة أهمها تأمينه، وضبط عملية الزواج خاصة فى وجود بعض السماسرة المتدخلين فى عملية الزواج، مشيرا إلى أن هناك بعض التشريعات التى تقدمت بها اللجنة لتنظيم عمل المأذونين، ومشددا على أن زواج القاصرات جريمة انسانية وقانونية.

وتقدم النائب محمد فؤاد عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب،  بطلب إحاطة بسبب تقصير وزارتي التضامن الاجتماعي والأوقاف في إطلاق حملات توعية لخطر زواج القاصرات، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة فى هذا الملف فردية من خلال بعض المؤسسات.

محمدفؤاد

وأكد فؤاد ان هناك مايقرب من 153 ألف حالة زواج لفتيات في سن صغير، مؤكدا أن الكثير من الزيجات فى الريف تقع في سن 16 عاما، وهو مايمثل تهديد كبير للمجتمع المصرى ويحتاج إلى شرح جديد لمفهوم الخطاب الديني لمواجهة هذه العادات السلبية وعلاجها، والتكاتف للقضاء على هذه الظاهرة.

وفى نفس السياق قال الدكتور جمال فرويز الاستشارى النفسى بالاكاديمية الطبية، إن المجتمع يعانى من خلل إجتماعى يتمثل فى زواج القاصرات، وعلى النقيض منه وصول عدد المتأخرات عن الزواج لــ9 مليون فتاة، وفقا لتقرير جهاز التعبئة العامة والإحصاء.

وأكد فرويز فى تصريحات خاصة لـــ"صوت الأمة" أن أزمة بعض الفتيات المتأخرات عن الزواج تتمثل فى حصولهم على درجات علمية عالية، يصعب معها أن تختار الفتاة شريك حياة لها يكون أقل منها فى الدرجة العلمية، وهنا تبحث الفتاة عن التكافئ فى حالة أشبه بمكتب التنسيق، مشيرا إلى أنها أصبحت ثقافة ترتبط بها تلك الفئة.

جمال فرويز

وأشار فرويز إلى أنه على النقيض تأتى الفئة الأخرى التى تزوج فتياتها فى سن صغير فيما يعرف بزواج القاصرات، وهو له العديد من الأسباب أهمها تدنى المستوى التعليميى، وأغلبهم من فئة العمال الكادحين، تدفعهم الظروف الاقتصادية لتزويج بناتهم فى سن مبكر، بالإضافة إلى فئة أخرى تكون فيها الاب متوفى، وتخاف الأم من تحمل مسؤولية بناتها ونظرة المجتمع لهم فتضطر لتزويجهم مبكرا لكي يتحمل الزوج مسؤوليتها.