قصة منتصف الليل.. الهزيلة والبخيل

الثلاثاء، 22 مايو 2018 10:21 م
قصة منتصف الليل.. الهزيلة والبخيل
أحمد سامي

الفقر لا يمنع الإنسان من الاستمتاع بحياته،  لكن البخل قادر علي أن يدمر حياة صاحبه ويحول حياة الآخرين إلي جحيم، فالسعي خلف إكتناز الأموال يجعله يدور في حلبة الصراع البشري دون توقف، وتكن الزوجة أول من يعاني من بخل الزوج وادعائه دائما شظف المعيشة وقلة الأموال، لتمتلئ المحاكم بمئات القصص التي  يكن البخل السبب الأساسي في الانفصال. 
 
 
تقول" سناء " زوجي ليس بقلبه ذرة من الرحمة فأهون عليه أن نموت من الجوع ولا نطلب جنيه يسد رمقنا،  تحملت شحه كثيرًا ولكن ما ذنب طفلتي الصغيرة في أن تعيش محرومة بين الناس ووالدها يمتلك الكثير من المال ويدعي الفقر. 
 
 
تضيف :"عانيت الكثير في حياتي فقد توفي والدي وأصبحت بمفردي بلا سند اتنقل بين بيوت أشقائي واتحمل تصرفات زوجاتهم ومضايقاتهم تارة وبيت خالتي تارة أخري، وقد حالت  ظروف مرض والدي دون استكمال تعليمي واكتفيت بدبلوم التجارة، فعملت في محلات الملابس والصيدليات حتي وصلت لسن السادسة والعشرين، قطار العمر يسير سريعا حتي تقدم معتز للزواج مني، عن طريق معارف العائلة" .
 
 
تتابع :" لم أتردد في الموافقة حتي أرتاح قليلًا من رحلة  معاناتي وتنقلي بين منازل أشقائي وأصبح سيدة منزل كزوجاتهم يجمعني بإنسان يكن السند والأمان أنعم معه بنعمة الأمومة، وحرص أشقائي علي تجهيزي بأفضل الأثاث ولكن العريس لا يملك شقة خاصة وسنتزوج بشقة والدته الأمر الذي رفضه أشقائي وبعد عدة محاولات كان الحل بأن نعيش في شقة والدي بعد أن يتكفل زوجي بتجهيزها".
 
 
دأبت خلال ثلاثة أشهر علي الانتهاء من كافة الترتيبات حتي نستقر سريعا، ولم أعترض علي الكثير من التصرفات التي كانت تظهر منه فكل تركيزي أن أصبح زوجة وبعد الزواج ستختلف الأمور وينصلح الحال، وعللت رفضه إقامة فرح والإكتفاء بكتب الكتاب في مسجد بقلة الأموال بعد النفقات التي تطلبتها تجهيزات الزواج فالكثير يتعرض لهذا الموقف وقمت بتأجير فستان الزفاف على نفقتي الخاصة دون أن يعلم أحد".
 
 
مرت خمسة أشهر بعد الزواج ولا يعرف زوجي غير الشكوي من قلة الأموال وزيادة الأعباء فكان يترك 10 جنيهات أتدبر بها أمر المنزل وأجهز الطعام وغيرها من الأمور، حاولت تقبل الحياة بهذا الشكل فلا يمكن التفكير في الطلاق بعد فترة قصيرة، فلم يعد أمامي سوي تحمل تصرفات زوجي.
 
 
تستطرد:" في أحد الأيام شعرت بتعب شديد فطلبت من زوجي الذهاب للطبيبة فرفض بشدة فهو لا يملك أموال، ذهبت لوالدته لإقناعه باصطحابي للعيادة فقد زاد الألم فمنحتني الأموال للذهاب بمفردي وألا أخبر نجلها بهذا الأمر فهو شديد البخل رغم امتلاكه الكثير من الأموال فأصابني الذهول مما سمعت.
 
 
 تتابع:" بعد الكشف أخبرتني الطبيبة بالحمل في شهرا ونصف، هللت من الفرحة وزففت الخبر لزوجي ليشاركني سعادتي فكان أول ما نطق "هي ناقصة مصاريف ووجع قلب"، تغاضيت عما سمعت وقررت الاستمتاع بفرحتي، مرت شهور الحمل ثقيلة جدا فزوجي يرفض شراء الأدوية والطعام حتى أصبت بالأنيميا من كثرة تناول الفول والبطاطس فاللحوم والدواجن من المحرمات حاولت كثير أن أرجعه عن بخله ولكن الطبع دائما يغلب التطبع".
 
 
وضعت طفلتى الأولى وكانت صغيرة الحجم واضطررت أن تبقي بالحضانة لفترة حتي يكتمل نموها وتكفل شقيقي بالنفقات، وخرجت من المسشتفي وبعد أن تعافيت قررت النزول للعمل حتي أنفق علي صغيرتي ولا تعاني الحرمان ، لكن لم أستطع الحصول علي عمل يناسب ظروفي فالخروج مبكرا والعودة ليلا لا يمكن في ظل وجود طفلة صغيرة .
 
 
  تستكمل:" هل رمضان وكعادة كل البيوت تقوم بشراء احتياجات الشهر الكريم خاصة في ظل وجود طفلة في عامها الثاني ولابد أن تتناول طعاما يساعدها علي النمو ولكن كالعادة فطبق الفول والعدس والبطاطس هما الوجبات الأساسية في المنزل.
 
 
 أصبحت الطفلة هزيلة وضعيفة لا تتمكن من المشي والنطق كباقي الأطفال، فأستندت مبلغ من والدته للكشف عليها وأكتشفت إصابتها بالجفاف محاليل ونقص في النمو وغيرها من الأمراض الأمر الذي دفعني للجوء لشقيقي لطلب الطلاق من زوجي الذي رفض الأمر فقررت أن أرفع دعوى طلاق للضرر وطلب نفقة للصغيرة حتي أجبره أن يخرج ما يخبأه تحت البلاطة".
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق