«هنمرمطكم في المحاكم».. هل يجوز مقاضاة الفيفا في واقعة راموس وصلاح؟ (دراسة)

الإثنين، 28 مايو 2018 12:20 م
«هنمرمطكم في المحاكم».. هل يجوز مقاضاة الفيفا في واقعة راموس وصلاح؟ (دراسة)
كتب : أحمد سامي

القضاء لا ينفصل عن الواقع، فالعدالة هي اساس المجتمع المتقدم، فاحترام القانون والالتزام بقواعده امر هام في كافة المجالات وهذا ما أكدته دراسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان: «مسئولية الفيفا تجاه عنف راموس وحقوق مصر وليفربول واشكالية الإيذاء المباح»، والتي تاتي أهميتها في تحديد أحقية مصر وفقا للوائح القانونية في مقاضاة اللاعب سيرجيو راموس عقب تعمده  استخدام الايذاء والعنف على اللاعب المصرى الدولى محمد صلاح والاثار المترتبة عليه من خروجه مبكراً مما سبب صدمة للجماهير العربية والمصرية والعالمية حول التأثير على الفريق القومى الذى يخوض مبارياته في كأس العالم.
 
كما القى بأثاره على تغيير سير المباراة في نهائى بطولة أوروبا مما يثير فكرة مسئولية الفيفا عن حماية اللاعبين خاصة من كان سجلهم الرياضى مملوء بالعنف والايذاء للاخرين ومدى جواز شطبهم من تاريخ اللعبة حال اعتيادهم على الاجرام الرياضى.
 
راموس
 
في تسع نقاط رئيسية حدد المستشار خفاجي القواعد القانونية
أولا: أساس نشأة الفيفا تحسين لعبة كرة القدم وتوحيد تعاليمها وثقافتها وقيمتها الإنسانية وفقاً لمباديء اللعب النظيف‏ و بمناسبة التدخل العنيف للاعب الدولى سيرجيو راموس قائد فريق ريال مدريد الأسباني على اللاعب الدولى المصرى محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، خلال مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، التى اُقيمت على الملعب الأوليمبي في كييف عاصمة اوكرانيا السبت الموافق (26 مايو 2018)، والذي تسبب في إصابة الأخير.
 
يثور التساؤل عن مدي مسئولية الاتحاد الدولي لكرة القدم ‏(‏الفيفا‏)‏ FIFA تجاه كل أفعال العنف في الملاعب خاصة من اللاعبين تجاه الفريق المنافس، وعلاقته بجماهير المشجعين، وتأثيرها علي نتائج المباريات والجزاءات الواجب اتخاذها للحفاظ علي اللعب النظيف العادل، كي تتحقق الأغراض التي من أجلها أنشيء ذلك الاتحاد على مستوي العالم‏.‏
 
ويضيف الدكتور محمد خفاجى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أو ما يسمي بـ الفيفا أنشيء أساساً من أجل عدة أهداف أهمها توطيد علاقات الصداقة بين الشعوب، خاصة أعضاء الاتحادات الوطنية والقارية والأندية والمسئولين، واللاعبين وكل شخص ومنظمة تهتم بكرة القدم في إطار من الإنسانية والكرامة داخل المجتمعات‏.
 
وأيضاً العمل علي الحيلولة دون إحداث أي تمييز من أي نوع ضد بلد أو شخص أو جماعة أو شعب بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو السياسة أو لأي سبب آخر‏، فضلاً عن تحسين لعبة كرة القدم باستمرار وتقدمها عالميا وتوحيد تعاليمها وثقافتها وقيمتها الإنسانية، من خلال النشء والشباب‏ (‏المواد‏4,3,2‏ من لوائح الفيفا‏)‏ مستهدفاً مباديء اللعب النظيف‏.
 
ولاشك أن مهمة الفيفا أضحت تتمثل في توطيد العلاقات الإنسانية ، وتنمية أواصر الصداقة بين الشعوب ، وتقريب المجتمعات الإنسانية نحو غايات سامية، تنبذ التفرقة العنصرية أو العرقية أو الدينية‏، والاتحاد الدولي بهذه المثابة هو الرقيب علي المحافظة علي تلك الأهداف، باعتباره الشخص الدولي المسئول الذي عهد إليه القانون الدولي المحافظة علي هذه الغايات، ووضع الأسس والاستراتيجيات والتعليمات التي تصون هذه الغايات وتلك الأهداف‏.‏
 
محمد صلاح وراموس
 
ثانياً: لوائح الفيفا الدستور الأسمي تحكم عالم كرة القدم وإستعمال العنف وإمساك اللاعب الخصم من اليد أو بجزء من الذراع أو دفعهما يوجب الطرد ، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم‏(‏ الفيفا‏)‏ كي يستطيع أن يحقق تلك الأغراض أصدر العديد من اللوائح والأنظمة التي تحكم تطبيقات اللعبة،وتعد بمثابة الدستور الأسمي والقوانين الأساسية التي تحكم عالم كرة القدم بحسب تعبير الفيفا نفسها في لوائحها، وهي كثيرة التطور والتعديل، بما يتناسب مع الفكر السائد وقت إصدارها‏، وقد ضمنها العديد من العقوبات والجزاءات وهي التي تكفل لقواعد اللعبة الاحترام الواجب من الجميع ، خاصة اللاعبين ، داخل الملعب وهي تتدرج في الحد الأدني والحد الأعلي، بحسب جسامة المخالفة.
 
ففى المادة الثانية عشر من القانون الدولي لكرة القدم، تحت عنوان: «الأخطاء وسلوك اللاعبين»: «يعتبر اللاعب مخطئاً إذا تعمد اللاعب ارتكاب أي مخالفة من المخالفات التسع الآتية:  ضرب أو ركل أو محاولة ذلك للاعب الخصم، إيقاع اللاعب الخصم أو محاولة ذلك باستعمال الرجلين أو الانحناء أمامه إلخ...القفز على اللاعب الخصم، دفع اللاعب الخصم بطريقة خطرة وغير قانونية».
 
ولكن إذا ارتكب اللاعب مخالفة أخطر منها , فإنه يعاقب تبعاً للجزاء الذي خالفه من المادة الأخيرة.إذا أصر على مخالفة القانون. إذا اعترض على قرارات الحكم بالقول أو الإشارة. إذا ارتكب عملاً غير لائق.  وعلاوة على الإنذار، تُعطى ضربة حرة غير مباشرة للفريق الخصم من مكان حدوث المخالفة , في حالة المخالفات الثلاثة الأخيرة.  
 
ويشير الدكتور محمد خفاجى إلى أنه يطرد اللاعب من الملعب إذا: تلفظ بكلام بذيء (السب والشتم) أو سلك مسلكاً خشناً أو إرتكب خطأ يشكل خطورة على اللاعب الخصم. أصر على تصرفه السيء بعد نيله إنذاراً أول.  دفع اللاعب الخصم بالكتف من الخلف إلا إذا اعترضه ، إستعمال العنف أو الضرب للاعب الخصم. إمساك اللاعب الخصم من اليد أو بجزء من الذراع. دفع الخصم باليد أو بأي جزء من الذراع. لعب الكرة باليد من خلال حملها أو ضربها أو دفعها أو منعها من الوصول إلى اللاعب الخصم , (وهذا لا ينطبق على حارس المرمى داخل منطقة جزائه. (يعاقب اللاعب بإعطاء ضربة
 
حرة مباشرة للفريق الخصم ،من مكان وقوع المخالفة ،وإذا تعمد اللاعب ارتكاب إحدى المخالفات التسع السابقة داخل منطقة جزائه،فإنه يعاقب بضربة جزاء.
 
الفيفا
 
ثالثاً : القانون الدولى للفيفا يوجب على حكم المباراة أن يطرد اللاعب عن العنف المقصود ،وتغاضيه لا يقل خطورة عن الفعل ذاته ، والضمير العالمى يستنهض الكارت الأحمر للمنظمة الدولية.
 
واوضح خفاجى أنه لم يتقصر الأمر على الفعل الخطر العنيف، الذى أتاه اللاعب راموس وتعمد به ايذاء اللاعب صلاح ، بل تعداه بفعل لا يقل خطورة عنه ، هو تغاضى  حكم المباراة الصربي ميلوراد مازيتش ،عن هذا الفعل المؤثم بموجب قوانين الفيفا نفسها ، خاصة وأنه كان لاعباً سابقاً، وقد حرمته الإصابة من مواصلة مشواره مع كرة القدم، بعدما انتهت مسيرته الاحترافية في 1992 بعد تعرضه لإصابة خطرة في الركبة، تطلبت منه الخضوع لخمس عمليات جراحية.
 
وقد تضمنت المادة الخامسة من القانون الدولى للفيفا تحت عنوان الحكام:  أنه يجب على كل حكم يُعين لإدارة مباراة أن يتبع الآتي:  ينفذ القانون ويطبقه بحذافيره، ويفصل في أي نزاع وقراراته نهائية ،في الأمور التي تتصل باللعب بالغض عن أثرها في نتيجة المباراة، وتبدأ سلطته منذ انطلاق صفارته إيذاناً ببدء اللعب، وله حق توقيع الجزاءات على المخالفات المرتكبة، حتى ولو كانت أثناء إيقاف اللعب مؤقتاً أو عندما تكون الكرة خارج الملعب، ويحق له أن يتجاوز عن العقوبة، إذا ما رأى أن احتسابها سيكون في مصلحة الفريق المخطىء، وعندما يقرر تطبيق قاعدة العقوبة الأفضل تاركاً اللعب مستمراً لا يستطيع الرجوع عن قراره، ما لم تتحقق الفائدة المطلوبة من القرار، وحتى لو لم يعلن عن قراره بالإشارة.
 
 
رابعاً: يا أعضاء الفيفا الذين يحكمون كرة القدم فى العالم , هل أتاكم حديث البطل المصرى للجودو رشوان الذى تعمد خسارة نفسه لعلمه باصابه خصمه اعلاء لشرف اللعبة:
 
يقول الدكتور محمد خفاجى إننى أتحدث إلى أعضاء الفيفا الذين يحكمون كرة القدم فى العالم، هل أتاكم حديث البطل المصرى محمد علي رشوان في رياضة الجودو؟ هل أتاكم حديث دورة الألعاب الأولمبية في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984؟ هل أتاكم خُلقه الرياضي الرفيع، رغم مستواه العالمي، كبطل معروف في الدورات الأولمبية، عندما تعمد الخسارة لنفسه، أمام الياباني «ياسوهيرو ياماشيتا» بطل العالم، الذي كان مصاباً في المباراة النهائية لهذه البطولة، ورفض رشوان, أن يستغل إصابته.
 
وفضل أن يخسر الذهبية بشرف، عن أن يفوز بالمركز الأول بالخسة - كما فعل راموس - لينال رشوان احترام وتقدير العالم، وتشيد بموقفه النبيل، جميع وسائل الاعلام العالمية، في واقعة لا ينبغى على رجال الفيفا  نساينها، وأصبحت خالدة فى تاريخ الأولمبياد، بسبب صبغتها الإنسانية الراقية، هل أتاكم حديث منظمة اليونسكو التى أصدرت في وقت لاحق من يوم المباراة، بيانا أشادت فيه بموقف اللاعب المصرى محمد رشوان، ومنحته ميدالية الروح الرياضية، والتي تعتبر روح الألعاب الأولمبية قبل أي نتائج، هل أتاكم حديث اللجنة الأولمبية الدولية للعدل الكائنة بفرنسا، التى منحته جائزة اللعب النظيف عام 1985، وجائزة أحسن خُلق رياضي في العالم .
 
 
خامساً : طالب خفاجي أعضاء الاتحاد الدولى لكرة القدم ،بعدم بخرق قواعدكم حتي لاتفقدوا ميزان السيطرة علي القيم الإنسانية ، التي من أجلها أنشيء اتحاد الفيفا  وقد تخطي راموس الخط الانسانى بأن دفع صلاح بطريقة خطرة وغير قانونية ، وسلك مسلكاً خشناً ، وارتكب خطأ يشكل خطورة على اللاعب الخصم ، واستعمل العنف معه ، وأمسك به من اليد ، و بجزء من الذراع ، ودفعه بهما أرضاً بكل جسده  ، أليست هذه قوانينكم التى  استنتها قواعدكم  للعب النظيف  وأوجبت عليها عقوبة الطرد ! التى لم تطبق   
 
سادساً : إن لم يحافظ الفيفا على أصول الاخلاق واللعب العادل النظيف، تحولت  كرة القدم لوسيلة تأجيج الشقاق والفرقة والبغضاء بين الشعوب
 
ويذكر  خفاجى أنه يجب علي الاتحاد الدولي لكرة القدم، إن شاء أن يفرض النظام ويحافظ علي أصول الاخلاق واللعب العادل النظيف، قبل كأس العالم بروسيا ، ألا يجعل مباريات كرة القدم وسيلة لتأجيج الشقاق والفرقة والبغضاء بين الشعوب ، ذلك أن قعود الاتحاد الدولي‏(‏ الفيفا‏)‏ عن مباشرة هذا النشاط ، إنما هو إثم كبير ، وخطأ تاريخي شديد ، ما كان يجب أن يفوت عليه ، وهو شاهد عيان والحكم الفصل‏،‏ خاصة أن مظاهر تلك الانعكاسات التي ارتكبها اللاعب راموس كانت واضحة جلية لا تدعو إلي دقة التركيز في الرؤية ، بعد أن حدثت علي مرأي ومسمع من العالم‏.‏ وكان يجب علي الفيفا ، أن يتخذ من الإجراءات والقرارات المنصوص عليها في لوائحه وأنظمته ، بما يحقق تلك الغاية ، ويمنع هذه الجريمة الرياضية ، التي حلت علي الشعب المصري من جراء ما ارتكبه راموس ، وتأثيرها على تمثيل بلاده فى كأس العالم ، وعلى فريقه الانجليزى ليفربول فى بطولة أبطال أوروبا، وجماهيره العريضة فى أنحاء العالم .‏
 
سابعاً : الوقائع الإجرامية لراموس 18 حالة طرد توجب شطبه  من سجلات اللعبة  باعتباره معتاد على العنف والايذاء غير المسبوق ونشره ثقافة الاجرام الرياضى الذى يتصادم مع الضمير العالمى:
 
يذكر خفاجى أن إيذاء راموس لصلاح ،لم تكن الأولى في تاريخ بالغ السواد ،مقترن بهذا اللاعب وهو أكثر اللاعبين حصولاً على بطاقات صفراء وحمراء ، في تاريخ دوري الأبطال . فطبقا للإحصائيات ، فإن لاعب أشبيليه السابق حصل على 37 بطاقة في دوري الأبطال، بواقع 35 بطاقة صفراء و بطاقتين حمراء. وحصل على 3 بطاقات صفراء في آخر 4 نهائيات خاضها مع النادي الملكي.بل إنه أكثر لاعب تعرض للطرد في تاريخ الدوري الإسباني برصيد 18 بطاقة ، وهو أيضًا أكثر لاعبي ريال مدريد تعرضًا للطرد في تاريخ النادي بفارق يبلغ الضعف عن أقرب منافسيه فرناندو هييرو ، في هذة القائمة القاتمة السوداء، فضلاً عن تدخله العنيف على ليونيل ميسي  نجم برشلونة ، في الوقت بدل الضائع عام 2010 ، انتقامًا منه بعد خروج فريقه خاسرًا بخماسية نظيفة، ويصل حد العنف في السلوك الشخصى لراموس ، أحد أحلك مشاهد الكرة الاسبانية في الأعوام العشرة الأخيرة،  فلم يقتصر راموس باستخدام الايذاء على اللاعبين الخصوم الأجانب ، بل إنه قام بضرب أحد زملائه ، في المنتخب الإسباني ولاعب برشلونة، سيرخيو بوسكيتس، بالكوع في كلاسيكو عام 2002، وتعرض للطرد المباشر بعدها ، وكل ذلك غم على منظمة الفيفا ، وغم أيضاً على حكم المبارة الصربى .
 
 
ثامناً : إن لمصر حقوقاً  يجب الحصول عليها‏‏ ولفريق ليفربول حقوقاُ هو الأقدر للزود عنها ، وعلي الفيفا حماية قواعد اللعبة من العنف والايذاء والفعل الخطر والمسلك الخشن  لحماية القانون الأخلاقي  بما يجعل الشعوب تتقارب ولا تتباعد  وتدعو للسلام لا البغضاء وذلك عن طريق انزال حكم القانون ، في لوائحك وتفعيل العقوبات ، لحماية القانون الأخلاقي ، ورأب الصدع ، بما يجعل الشعوب تتقارب،  ولا تتباعد ، وتدعو للسلام ، لا البغضاء ، ونبذ الفرقة والعداوة ، وليس من المهم تغليظ العقوبة ، وايقاع الأشد منها أو العودة إلى الوراء ، فذلك لا يشغل بال المصريين‏،‏ ولكن المهم ، أن يعرف العالم كله ، أن السلوك الذي اتاه اللاعب الأسبانى راموس ، تجاه اللاعب المصرى صلاح ، قد خرج علي أصول الشرعية الرياضية القانونية الدولية، وعن الروح الأخلاقية، خاصة وأن الشعوب فى العالم ، تتسلح بالروح الرياضية ، فى حربها ضد الإرهاب ، فالنجومية تصنعها الأخلاق ، وتدمرها الترويع والعنف ، مما يجب معه ، أن يكون هذا اللاعب ، موضع جزاء من المنظمة العالمية‏ (‏ الفيفا )
 
تاسعاً:نطالب لجنة الاداء الرياضى بالهيئة الوطنية للاعلام بتينى هذه الدراسة وتبادلها مع الهيئات الأجنبية ذات الصلة لضمان الأداء النزيه على المستطيل الأخضر :
 
وفى النهاية نطالب الهيئة الوطنية للاعلام برئاسة الكاتب الكبير امكرم محمد أحمد بتكليف اللجنة و فهمى عمر بشأن الشئون الرياضية بنشر ثقافة السلوك النظيف والروح الرياضية السليمة تجاه مثل تلك الأحداث وتناولها وفقاً للمعايير الدولية السليمة خاصة وان هذه اللجنة تعيش لحظة بلحظة كافة المتغيرات التى تصدر عن الفيفا التى تقتضى ضمان الأداء النزيه على المستطيل الأخضر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة