سألنا: هل إدمان الاستروكس يفسد الصوم؟.. فأجاب علماء الدين والتربية الرياضية

الثلاثاء، 29 مايو 2018 10:42 م
سألنا: هل إدمان الاستروكس يفسد الصوم؟.. فأجاب علماء الدين والتربية الرياضية
مخدر الاستروكس

للصوم خصوصية وتزداد خصوصيته في شهر رمضان وما له من مكانة خاصة وسعى الجميع للحفاظ على صومه، وفى لونة الأخيرة انتشر مخدر الاستروكس ما دعا لطرح عدة أسئلة تخص صوم مدمن الاستروكس، جاء أبرزها فيما يلى.. ما حكم صوم من تناول مخدر الاستروكس أو أى مخدرات اخرى كيماوية أو نباتية بعد الافطار، وماذا لو امتد التأثير لبعد الفجر، وهل الصوم يعالج الادمان ام الادمان هو الذى يفسد الصوم، وقد يمنع المدمن من الصوم؟.

من جانبه قال الشيخ عويضة عثمان امين الفتوى بدار الافتاء المصرية، رمضان شهر التعود على كل ما هو جميل وترك كل عادات قبيحة مضرة، ومن الحكم الرائعة فى كون شهر رمضان تسعة وعشرين أو ثلاثين يوما أن هذه المدة وهذا العدد كاف بالفعل ليدرب الإنسان نفسه على كل كل خلق حسن وترك كل عادة سيئة ، فمن لم يتغير فى هذا الشهر إلى الأفضل فمتى يتغير، ومن لم يعود النفس على الطيب ويدربها على الحسن فمتى يعودها و يدربها.

وأضاف عثمان : فيا من عودت نفسك على المخدرات هيا إلى العلاج الربانى والوصفة الإلهية صم لله واهجر المخدرات، وكل ما يضرك ببدنك وعقلك، فمن أقبل على الله أقبل الله عليه، وأعانه على فعل الخير وترك الشر.

وأكد عثمان أن الصوم يعالج كل خبائث النفس وأمراض البدن، ومنها المخدرات والإدمان الذى أهلك عقول أبنائنا وصدهم عن النجاح والبناء والتقدم. 

وشدد عثمان على أنه إذا ابتلى بعض الشباب بالإدمان أو بشرب مخدر لا ييأس من روح الله، ويقول : لن أصوم ﻻن الله لن يتقبل صيامى !!!، بل صم و حافظ على أداء العبادة، وفعل كل ما خير وقربة، وجاهد نفسك على ذلك وسل 
ربك الاعانه على هجر المحرمات وترك المخدرات والله سيقبل عبادتك ما دمت تؤديها بأركانها وشرائطها فرحمة الله واسعة، وفضله كبير 

وقال الشيخ أسامة فخرى الجندى، مدير إدارة المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف، إن مقاصد الشرع الشريف: (حفظ النفس) والعمل على صيانتها من كل ما يؤذيها فى الدنيا والآخرة، وحفظ النفس يتحقق بجلب ما ينفعها ويُقيم توزانها ويُحقق استقرارَها ويضمن السلامةَ لها، وأما ما هو دون ذلك مما يسبب أى خللِ أو إفسادٍ لها فهو منهى عنه، وقد قال الله تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }، وقال تعالى: { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } .

وأكد فخرى، أن مخدر الأستروكس يعد من المخدرات المخلّقة، أى: مخدّر مركب من عدة تركيزات قد تصل إلى 120 نوعًا ؛ حيث يحتوى على مخدر الحشيش ومركبات الهيوسين والهيوسايمين والأتروبين، وتفوق خطورة مخدر الإستروكس خطورةَ الحشيش والبانجو، وتأثيره يكون أقوى منهم نظرًا لاحتوائه على مواد كيميائية بجانب المواد المخدرة المعروفة .

ولفت فخرى، إلى رأى أساتذة الطب النفسى و الأثرَ البالغ لهذا المخدر، فهو يسبب ارتخاء العضلات والإمساك والاحتقان واتساع حدقة العين وانخفاض الضغط الدموى واحتباس البول وزيادة ضربات وخلل بالوعى أو ما يعرف بشبه الغيبوبة، ويصاب الشخص بهلاوس سمعية وبصرية، وعند زيادة الجرعة يصاب الشخص بهبوط فى القلب والدورة الدموية وانخفاض شديد فى ضغط الدم، كما أنه قد يتعرض الشخص لغيبوبة ويتوقف قلبه، وقد يصل الأمر للوفاة.

وشدد فخرى، على أن الرأى الطبى والعامة أثبت أن تناول هذا المخدر هو قتل للنفس وإلقاء بها فى التهلكة وهو أمر ينافى ما حثت على الشريعة الإسلامية من حفظ النفس وصيانتها ودرأ كل ما من شأنه أن يفسدها أو يصيبها بالعطب .

وقال فخرى، إن تناول المخدرات أيًّا كان نوعها أمر محرّم فى الشرع يجب التوبة منه، وهو يكون أقبح إذا كان تناوله فى شهر مضان، وهو شهر أودع الله فيه الإكرام والغفران والعتق من النيران ؛ مما يجعل الإنسان حريصا على استثمار كل لحظة فيه بألوان العبادات المختلفة التى تقربه من الله عز وجل .

وحول من يتعاطى المخدّرات فى رمضان، وبقى أثر تعاطيها إلى طلوع الفجر، قال فخرى فمادام أن المتعاطى قد أمسك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس (وهو وقت الصيام)، فإنه صيامه صحيح بمعنى أنه لا يطالب بالقضاء بعد رمضان.

وقال فخرى، بالإضافة إلى ما يسببه من أمراض خطيرة فهو باهظ الثمن، وفيه إهدار للمال، وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ) [البخاري].

وأكد فخرى، أنه لا شك أن الأصل فى الصيام الصبر على الطاعة، كما أن الصبر فيه تدريب نفسى، وعلاج للكثير من الأمراض، والتى منها الإدمان .

وقال الشيخ يسرى عزام، إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالمنيل: إنه لا يخفى على أحد أن المخدرات حرام ومنها مخدر الاستروكس لقول النبى صلى الله عليه وسلم ما أسكر كثيره فقليله حرام.

وأضاف عزام، أن الصوم يعالج الإدمان لبعد الشخص الملتزم بالصيام العادى عن تناول أى شيء وعدم تناول المخدرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

واستكمل عزام: وطالما أنه أمسك عن الطعام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فالصوم صحيح ولا شيء فيه مع حرمة تناوله للمخدرات ليلا ومع رفض ذلك شرعا.

وقال الدكتور محمد إبراهيم حامد المعاون العلمى للمراكز الثقافية بوزارة الاوقاف، إن مخدر الاستروكس ينتمى إلى عائلة المخدرات الاصطناعية والتى تعتمد آليه تصنيعها على مجموعة من المواد الكيميائية، فقد اثبتت الدراسات الطبية أن خطر تناوله يفوق أخطار أنواع المخدرات الأخرى.


ولفت إلى أن هذا النوع من المخدرات لاقى إقبالا كبيرا لسهولة تداوله، وخاصة بعد انتشار بيعه من خلال وسائل التواصل الاجتماعى المتعددة وذلك على هيئة بخور او مواد عطرية طبيعية بنسبة 100 %، ولا يمكن الكشف عنها فى جسم الانسان .

وأكد حامد، أن شهر رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن كل قبيح قولا وفعلا وخلقا وسلوكا ولا يوجد أقبح من تناول المخدرات والإدمان بصوره المختلفة المتنوعة التى يزينها الشيطان لضعفاء النفوس والإيمان.

فيما بين الدكتور النبوى سلامة أستاذ التربية الرياضية بجامعة الأزهر، خطورة تناول الصائم لمخدر الاستروكس أكثر من تناول المفكر له، حيث يعد من أخطر المخدرات تأثيرا على انسان داعيا إلى التحلى بأخلاق الصائمين والابتعاد عن كافة المخدرات وانتهاء الفرصة فى الصوم للابتعاد عن هذه الأشياء.


وأشار سلامة، إلى أن مخدر الأستروكس الذى هو عبارة عن عشب البردقوش مضاف اليه بعض المواد الكيماوية لتخليق المادة المخدرة يؤثر سلبيا على الرياضى ولا سيما الشخص العادى.

وأضاف سلامة، أن خطورة الاستروكس فى أنه يؤدى إلى ضيق فى الشرايين والأوردةالدموية، ويعد هذا فعلا عكسيا للتأثير الفسيولوجى للمارسة الرياضية، الذى يتطلب إتساع الشرايين والأوردة الدموية لمرور الدم محملا بالأكسجين خلالها، نتيجة قيام عضلة القلب بضخ الدم لجميع أجزاء الجسم وخاصة العضلات العاملة فى النشاط الرياضى الممارس.

وأوضح سلامة، أن هذا التعارض بين الضيق بفعل المخدر والإتساع بفعل النشاط ينتح عنه إنفجار فى الشرايين والأوردة الدموية اذا استطاع متعاطى الأستروكس أصلا القيام بمجهود بدنى فى ظل إضطراب الجهاز العصبى المركزى وانعدام التركيز وتلاشى الرؤية لدى متعاطى الأستروكس لأنه لن تتوفر لديه أى من المقومات الفسيولوجية للمارسة الرياضية سواء كان مفطرا أو صائما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق