«لو بطلنا نحلم نموت».. «محمد» متحديًا ظروف إعاقته: يرسم بأنفه ويحلم بالوصول للعالمية

الأربعاء، 30 مايو 2018 07:00 م
«لو بطلنا نحلم نموت».. «محمد» متحديًا ظروف إعاقته: يرسم بأنفه ويحلم بالوصول للعالمية
الفنان محمد جمعه
علاء رضوان

يجلس في منزله محلقا بين رسوماته وقصصه، قد لا يستطيع الحركة أو الحديث، ولكن بأنفه الصغير أخذ يشكل عالمه، ويعبر عن مكنوناته، ففي أنفه كمنت مواهبه، حيث بضغطة منها على لوحة مفاتيح «الكمبيوتر» يشرع في تشكيل رسوماته، ويتجول بلدان العالم في لوحاته بين برج القاهرة وقصر تاج محل وصولا إلى برج إيفل على الرغم من أنه لم يزورها قط، حيث وصل عدد ما رسم إلى 170 لوحة، إنه الفنان العبقري الفنان محمد جمعه. 

33601940_1458115490959043_280582778859290624_n

«في الأول كنت بأرسم لوحات من خيالي من غير ما أتفرج على صور تساعد تفكيري أن أتخيل المناظر الطبيعية اللي برسمها».. هكذا أجاب «محمد جمعة» الفنان المصاب بشلل دماغي الذي يبلغ من العمر 34 عاما عند سؤاله كيف بدأت رسوماتك؟، موضحا أن صور «البازل» التي كان يكونها في صغره قد تكون ساعدته في تخيلاته. 

اقرأ أيضا: «لو بطلنا نحلم نموت».. «فادية» أول طبيبة بشرية «صماء»

 وكم تمنى «محمد » في صغره لو أن يأخذ قلما بين أصابعه يحركه على ورقة كيفما شاء عند مشاهدته لابنة خالته «فيروز» ترسم، فلم يملك حينها سوى أن يظل يشاهد فقط، ولكن لم يمض وقت طويل حتى أصبح لديه جهاز الحاسب الآلي الذي أضحى ناطقه، فأخذ يكتب عليه ما يسكنه ويردده بداخله، فتعددت خواطره وقصصه حيث كتب قصة عن سيدنا موسى «عليه السلام»، وثلاث قصص عن المسلمين والمسيحيين وسماحة الإسلام في التعامل مع المسيحيين، وعن القضية الفلسطينية، والملك فيصل، والإرهاب، وكتب عن الضباط وتجار المخدرات، وعن المرأة وتوليها القضاء وعن التمثيل والتأليف وعن الرزق، وأما بقية القصص عن الأطفال.

 

33598417_1458115740959018_9105688622979350528_n

وقدرا اكتشف «محمد» ما يسمى بالرسم الرقمي الذي لا يتم إلا من خلال «الكمبيوتر»، فتحدى إعاقته وحقق ما ظل يتمناه في أول فرصة أتيحت له، وكأنه عثر على ضالته التي بلور فيها مشاعره، فغلبت على لوحاته رسومات للسجون..«مبخرجش إلا كل فين وفين بسبب إعاقتي وشيلي ونزولي وطلوعي للبيت صعب يعني إعاقتي سجانة ليا أصلا».. هذا ما قاله «محمد» الذي لا يتواصل مع عالمه إلا بأنفه.

اقرأ أيضا: «لو بطلنا نحلم نموت».. عضو الجمعية الدولية لمتحدي الإعاقة: «أمي شالتني على كتفها»

«محمد» ليس فقط فنان بل صاحب مبدأ وتحمل روحه هم الدين، فربط فنه بالشريعة الإسلامية ليوضح للناس أن فنه إسلامي وفي ذات الوقت فن راقي وجميل على خلاف ما نشهده اليوم، ووصل هذا المعنى للناس في أول معرض له الذي أقامته خالته «مها رزق» وابنة خالته الأخرى «فيروز محمد»، فرسم قبة المسجد النبوي الشريف والمئذنة وغير ذلك العديد من المساجد والمعالم الإسلامية.

 

33491355_1458119757625283_1238220753401282560_n
33575122_1458118237625435_3966702266961887232_n

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق