قصة منتصف الليل.. الشيخ المُلعب

الجمعة، 01 يونيو 2018 12:00 ص
قصة منتصف الليل.. الشيخ المُلعب
عمامة الشيوخ
أحمد سامي

"التدين المغشوش قد يكون أنكي بالأمم من التدين الصارخ"، هكذا وصف الشيخ محمد الغزالي أصحاب اللحي الخادعة والذين يتخذوا من المظهر الديني وسيلة للوصول لأغراضهم الدنيئة، فهؤلاء يعدوا أشد خطرا علي الإسلام لأنهم حولوا الدين إلي مظاهر خادعة، تتلوك ألسنتهم بالآيات والأحاديث القرآنية أمام العامة من أجل الوصول إلي أغراضهم .
 
"هالة" تلك الفتاة البسيطة منذ بلغت عامها الخامس عشر وبدأت في جمع ألبومات مطربها المفضل عمرو دياب وحفظ كافة أغانيه وترديدها ومتابعة خطوط الموضة وشراء ملابس تتناسب معها، ورغم ما كانت عليه إلا أنها كانت تحافظ علي أداء صلواتها اليومية ومحاولة التقرب إلي ربها.
 
وكعادة الفتيات في سن المراهقة فقد ارتبط قلبها بحب أبن الجيران، لما تسمعه من كلمات الغزل والإعجاب وأصبحت مغرمة به، يتواعدان علي اللقاء عقب الانتهاء من دروسهما والسير معًا فتتشابك الأيدي وتتعامل القلوب وفي إحدي لقاءاتهم المتعددة تجاوز الأمر حتي تبادلا القبلات، لتجد أن الندم بدأ يعتصر قلبها وخشيت علي نفسها.
 
أفضت هالة بما يدور بينها وبين حبيب قلبها لصديقتها المقربة، لتحذرها من ما هي مقبله عليه وأن الله سينتقم منها لما تفعله، ونصحتها بالإبتعاد عن طريقه، لتبدأ صديقتها في اصطحابها لدروس الدين التي تقيمها أحد الداعيات في منزلها لتعلم الفتيات أصول الدين وتعلمهم كيف يحافظوا علي أنفسهن من الوقوع من الفتن.
 
منذ الوهلة الأولي وارتبط قلبها لما تسمعه من الداعية ووصف الجنة والأعمال التي تقربها إليها، وبدأت نظرتها للحياة تختلف لتقرر أن تغير من مظهرها المتبرج وترتدي الجلباب بإعتباره الزي الشرعي وتمتنع عن الإستماع للأغاني فهي مزامير الشياطين، وانتهت تمام عن مصافحة الرجال حتي اشقاءها.
 
انتهت من دراستها وحان وقت الإلتحاق بالجامعة ولأن الاختلاط بين الجنسين محرم فقررت الإلتحاق بكلية للبنات فقط، من أجل دراسة العلوم الشرعية وأصول الفقة، وبدأت تواظب علي متابعة محاضرات الدروس الدينية للعديد من الدعاه الجدد وما أن انتهت من عامها الدراسي الثاني حتي ارتدت النقاب بعد فتوي شيخها المفضل.
 
في أحد الأيام أرسلت لها صديقتها فيديو لداعية شاب بسيط في طريقته ويعتمد علي السلاسة في الشرح فبدأت في متابعة موقعه وفيديوهاته، ومع حلول الشهر الكريم حرصت هالة علي زيادة الجرعة الإيمانية وحضور كافة الدروس للمشايخ بالمساجد وخاصة الداعية الشاب فأصبحت تحرص علي متابعة ما يقدمه من فيديوهات والذهاب للمسجد لصلاة التراويح  خلفه، وفي أحد الأيام تقدمت من الشيخ وبكل خجل طلبت منه التحدث في بعض الأمور الخاصة بها فبادر بإعطائها رقم الهاتف الخاص به علي أن تتواصل معه.
 
فرحت من قلبها بأنها ستتحدث مع شيخها المفضل وتتخذ رأيه مباشرة في كافة القضايا الخلافية، تكررت المكالمات الهاتفية بينهما مع الحرص علي حضور الدرس الديني لتتفاجأ بعد فترة بتقدمه لطلبها للزواج، لم تصدق الفتاة ما سمعته فقد حققت حلمها بالزواج من شخص ملتزم دينيًا وأخلاقيًا، ورغم رفض عائلتها لهذه الزيجة، إلا أنهم رضخوا أمام إصرارها ولم يمر أكثر من ستة أشهر حتي حملت لقب زوجته.
 
شعرت الفتاة بالسعادة مع زوجها فهو يساعدها علي الصلاة وقراءة القرآن ، استمرت الأمور علي هذا النهج لمدة عام حتي بدأت تلاحظ الفتاة انشغال زوجها الكثير واهتمامه بصفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي وزيادة المكالمات الهاتفية والتي كان يبررها بزيادة المتابعين لأراءه  وضرورة الرد علي أسئلتهم والتواصل معهم جميعا لتوصيل الرسالة الدينية.
 
حاولت الفتاة تقبل مبررات زوجها فكيف تشك فيه وهو صاحب رسالة دينية و يدعو للهدي والتقي، ولكن الحقيقة لن تظل مختبئة طويلا.
 
انتهت الزوجة من أعمال المنزل وأحضرت "اللاب توب" الخاص بزوجها لمشاهدة أخر فيديوهاته،ولكنها لاحظت أن زوجها لم يغلق صفحته الشخصية لتجد نفسها بدافع الفضول تبحث داخل رسائله الشخصية، لتكتشف الكوارث فزوجها يطلب صور شخصية للفتيات ويعرض عليهم الأرتباط، ووجدت رسائل حب غير أخلاقية مع بعض الفتيات وإعطائهم رقم هاتفه الشخصي، وعدم تحريمه للكثير من الأمور الدينية، أصابها الذهول مما قرأت فكيف للشيخ المتدين يبيح لنفسه ما حرمه علي الآخرين ويحلل ما حرمه الله.
 
شعرت الزوجة بخيبة الأمل في خُلق زوجها وقررت أن تواجهه بما قرأت ليحتد عليها ويتهمها بالتجسس علي زوجها بالمخالفة للشريعة الإسلامية وأن ما يفعله حقه فقد منحه الله حق الزواج من أربع، وإزاء رفضها لما يقوله واتهامه بالتناقض وأنه يستغل الدين، قام بضربها وطردها من المنزل.
 
ذهبت إلي منزل والدها وهي تشغر بالحزن لفعلة زوجها التي لا تغتفر وقررت أن يكن الخلع هو الحل من زوجها المتدين الزائف.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق