الدنمارك بين الماضى والحاضر

الأحد، 03 يونيو 2018 11:08 ص
الدنمارك بين الماضى والحاضر
سمر جاد تكتب:

المكان: الدنمارك.. الزمان: عام 2005.. تنشر صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول، تندلع على أثرها موجة غضب عارمة فى العالم الإسلامي على الصعيدين الشعبي والسياسي. ولكن ردود الفعل داخل الدنمارك كانت مغايرة تماما، فلقد رفضت الصحيفة طلب الجالية الإسلامية بوقف نشر تلك الصور، ولقد أيدت الحكومة آنذاك موقف الصحيفة بحجة حرية الرأى والتعبير.

وكان الرأي السائد في الدنمارك أن تلك الرسومات لم تخرق أى قانون من قوانين السب والتجريح. وعندما حاولت الجالية الاسلامية هناك رفع قضية إلى المحكمة لمنع نشر تلك الرسومات، قام المدعي العام بإسقاط القضية قبل وصولها الى المحكمة لأنه لم يجد أساساً للقضية.

المكان: الدنمارك.. الزمان: فى مايو 2018.. وزيرة الهجرة الدنماركية إنجر ستويبرج تقترح أن يأخذ المسلمون أجازة خلال شهر رمضان، حيث يمثل صيامهم خطراً كبيراً فى بعض المهن مثل قيادة سيارات النقل وكذلك العاملين فى المستشفيات- على حد قولها.

ولقد هوجمت الوزيرة بشدة داخل الدنمارك جراء هذا التصريح، فنجد شركات النقل الدنماركية فى صدارة الذين أنكروا وجود مشكلة في جودة قيادة السائقين بسبب الصيام. وأكدوا على عدم حدوث أية حوادث طرق بسبب سائقين صائمين من قبل!!.

كما اعترضت نقابة النقل على تصريح الوزيرة، وتساءل رئيس النقابة فان فيلادسين عن سبب محاولة الوزيرة خلق مشكلة ليست موجودة بلأساس. أما المجمع الإسلامى في الدنمارك، فلقد وجه رسالة للوزيرة يشكرها فيها على اهتمامها بالمسلمين والتأكيد على أنهم أناس راشدون. وهم قادرون على الاعتناء بأنفسهم وكذلك الحفاظ على المجتمع الذى يعيشون فيه حتى وهم صائمون. ولم تسلم الوزيرة من الانتقاد من داخل حزبها، فنجد جيكوب ينسن يقترح أن السياسين عليهم التركيز على حل المشكلات الحقيقية بدلاً من خلق مشاكل جديدة.

وعلينا أن نتساءل عما حدث فى الدنمارك ما بين التاريخين.. هل بدأ العالم يرى حقاً الوجه الحقيقى الجميل للإسلام؟!. أم أن تعاملات الدنماركيين مع المسلمين قد غيرت الفكرة الخاطئة المأخوذة عنهم؟.

 

تعليقات (7)
مقال وافي
بواسطة: Salma
بتاريخ: الأحد، 03 يونيو 2018 02:45 م

شكرا على المقال الوافي المفصل الملم بجميع الجوانب اسلوب راقي وكاتبه لها مستقبل رائع

الاسلام ام المسلم
بواسطة: د. احمد ضيف
بتاريخ: الثلاثاء، 05 يونيو 2018 12:33 م

فى محاوله للتعليق على السؤال الذكى التى ختمت به الكاتبه مقالتها الجميله أقول قد يكون هناك اختلاف فى نظرة بعض الافراد فى المجتمعات الغربيه للإسلام ... الا انى متأكد انه لا يوجد اختلاف كبير فى التركيبه الداخليه للمسلم المعاصر وانى لأتمنى ان يحدث هذا التغيير ليصبح المسلم بحق مرآة تعكس قيم وأخلاق الاسلام الحقيقى السمح ... وأنا واثق انه لو حدث هذا لرأينا حالا غير الحال.

الاسلام والمسلم
بواسطة: د. احمد ضيف
بتاريخ: الجمعة، 08 يونيو 2018 10:28 ص

الاسلام هو الدين الخاتم الذى يتعامل مع العقيده والعمل .... ونرجوا من الله ان يهتم المسلم بالاسلام بشقيه حتى يكون خير داعيه لخير دين.

التعليق علي مقال الدانمارك بين الماضي و الحاضر
بواسطة: انجي حازم
بتاريخ: الأحد، 10 يونيو 2018 01:46 م

الموضوع حيوي جدا و عصري،مكتوب بموضوعية جدا و مبشر بالخير حيث أنه يوضح كيف تغيرت نظرة الغرب للاسلام و هو يعد بداية جديدة لتنوير المصريين عن بداية تغير نظرة الغرب للاسلام و تنوير الغرب بمثل هذه المقالات والجميلة التي تلعب دورا في التوفيق مابين المسلمين و الغرب في الافكار و اتجاه الغرب الي الاهتمام بحقوق المسلمين

سؤال مههم
بواسطة: اميرة كامل
بتاريخ: الأحد، 10 يونيو 2018 02:37 م

يمكن الاجابه على هذا سؤال تجنبنا كثير من التصادم مع الاخر

سؤال مههم
بواسطة: اميرة كامل
بتاريخ: الأحد، 10 يونيو 2018 02:37 م

يمكن الاجابه على هذا سؤال تجنبنا كثير من التصادم مع الاخر

مقال مبشر ويدعو للتفاؤل
بواسطة: نسرين نشات
بتاريخ: الأحد، 10 يونيو 2018 07:44 م

مقال يدعو للتفاؤل واسلوبه مشوق وبالتوفيق داءما

اضف تعليق


الأكثر قراءة