هل أسلم نجيب الريحاني على يد الشيخ محمد رفعت؟.. اقرأ ما كتبه عن القرآن

الإثنين، 04 يونيو 2018 07:00 م
هل أسلم نجيب الريحاني على يد الشيخ محمد رفعت؟.. اقرأ ما كتبه عن القرآن
نجيب الريحاني
زينب عبداللاه

«لابد أن أعترف بفضل القرآن على تفكيرى وطريقة عملى ..من القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقسوة فى الحق وحب الفقير والنزعة إلى حب الخير».. كانت هذه الكلمات جزء من مذكرات الفنان نجيب الريحانى كتبها تحت عنوان: «نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت»، وتوحي بإعجاب عملاق الفن وتأثره الشديد بالقرآن الكريم رغم ما كان معروفا بأنه مسيحي الديانة.

المذكرات التي تناول فيها الريحاني المولود في حي باب الشعرية لأب عراقي وأم مصرية علاقته بالشيخ محمد رفعت، وجهده المبذول لمعرفة معاني القرآن وعلاقته بالشيخ المراغي اعتبرتها الحاجة هناء حسين حفيدة الشيخ محمد رفعت دليلا على إسلام نجيب الريحاني قبل وفاته، وأكدت في تصريحات لـ«صوت الأمة» أن إعجاب الريحاني وعشقه لصوت جدها كان سببا في عشقه للقرآن الكريم وسعيه لفهم معانيه.

وجاء نص مذكرات الريحاني التي حملت حفيدة الشيخ رفعت نسخة منها ليقول فيها عملاق الفن والمسرح: «قرأت القرآن مترجما بالفرنسية عدة مرات ثم اتصلت بالإمام المراغى شيخ الأزهر فسهل لى قرءته بالعربية وأعطانى من أجل هذه الرسالة السامية الكثير، ومن القرآن تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والجلد والشجاعة والقسوة فى الحق وحب الفقير والنزعة إلى عمل الخير».

وأضاف الريحانى فى مذكراته: «ولما قرأت القرآن مترجما بالفرنسية وبالعربية أردت أن استمع إليه مرتلا وكنت أستمع من حين لآخر للقرآن حتى استمعت ذات ليلة فى منزل أحد الأصدقاء إلى تلاوة منه بصوت الشيخ محمد رفعت».

ووصف عملاق الفن صوت الشيخ محمد رفعت قائلا: «ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى صممت على لقاء الشيخ رفعت وفعلا التقيت به أكثر من مرة وتصادقنا».

وأبدى الريحانى انبهاره بالشيخ رفعت مضيفا: «الشيخ محمد رفعت غير صفته كقارئ معروف كان عالما كبيرا له العديد من الأراء فى مختلف القضايا، أما صوته فهو الخلود بعينه، صوت له نبرات احتار فى فهمها العلماء، وسألت عبدالوهاب يوما عن سر حلاوة هذا الصوت فقال: إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر بعد الأن»

وتابع الريحانى فى مذكراته: «كان الشيخ رفعت يقرأ القرآن فى جامع صغير بشارع درب الجماميز، وكنت أذهب إلى هناك فى عديد من أيام الجمع لأسمع هذا الصوت الخالد الحنون، الذى هز كيانى، وقلب كل معنوياتى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة المرهفة وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها».

واختتم الريحانى حديثه عن الشيخ رفعت قائلا: «كانت هناك هواية تربطنى بالشيخ رفعت فأنا وهو كنا نحب ركوب الحنطور وكنت أدعوه كثيرا للتنزه فى حنطورى، إن صوت الشيخ رفعت كما قال لى عبدالوهاب صوت من معدن خاص لن يجود به الزمن بعد ذلك».

تؤكد حفيد الشيخ رفعت على قوة العلاقة التى جمعت جدها بالريحانى، وأنه وصديق عمره بديع خيرى كانا يحرصان على زيارته دائما، وأن الريحانى كان يصطحب الشيخ محمد رفعت فى نزهة الحنطور ليخفف عنه آلام المرض الذى داهم حنجرته ليتوقف كروان السماء عن قراءة القرآن لمدة ثمان سنوات قبل وفاته.

وأكدت الحفيدة أن الريحانى  كان يبكى عندما يستمع الي القرآن بصوت جدها، وكان يحرص ألا يفتح ستارة المسرح ويبدأ عرض مسرحياته إلا بعد أن يستمع إلى تلاوة القرآن بصوت الشيخ رفعت فى الإذاعة.

ترجح الحفيدة أن الريحانى أسلم قبل وفاته، وأن علاقته بجدها وعشقه لصوته وحرصه على سماع القرآن وفهم معانيه يؤكد ذلك.

وفى كل الأحوال سواء كان الريحانى أسلم قبل وفاته أو لا، فإن ما كتبه يمثل نموذجا مثاليا لما كان سائدا فى مصر من تسامح وتعارف وتآلف بين الأديان، وما كان سائدا بين الناس من تفتح وتعايش وقدرة على استيعاب الاختلاف ومحاولة فهم الآخر.

34489042_2219718208054875_7004335054042169344_n
جزء من مذكرات الريحانى عن تأثره بالقرآن الكريم وصوت الشيخ رفعت

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق