الرئيس السيسي يرسم مستقبل مصر

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 02:42 م
الرئيس السيسي يرسم مستقبل مصر
أحمد إسماعيل البهبهاني يكتب:

نقلا عن الجريدة الكويتية
 
بخطى ثابتة تمضي مصر نحو تحقيق أهدافها، خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسي، مستندة إلى إرادة شعبها القوية، وسعيه الحثيث لاستعادة مكانة مصر صاحبة التاريخ العريق، ومستلهمة في الوقت ذاته ما تحقق من إنجازات كبيرة خلال الفترة الرئاسية الأولى، وضعت مصر على الطريق الصحيح، ومهدت لها الأرضية للانطلاق نحو آفاق أكبر وأرحب لمستقبل مشرق.

ويشكل خطاب الرئيس السيسي أمام مجلس النواب بعد أن أقسم اليمين الدستورية «برنامج عمل» و«خارطة طريق» للسنوات المقبلة، فضلا عن تقديمه «كشف حساب» للفترة الرئاسية الأولى، والتي شهدت إنجازات كبيرة، من الصعب أن تتحقق خلال أربع سنوات، لولا قدرة القيادة السياسية على استنهاض همم أبناء شعبها، وحثهم على العمل الجاد وبذل الجهد المخلص، من أجل تعويض ما فات، وإنجاز التطلعات الكبيرة التي يتطلعون إليها.

ومن المؤكد أن الجميع يدرك مصداقية ما قاله الرئيس السيسي من الشعور بعظم المسئولية وحجم التحديات، وأن «قيادة دولة بحجم مصر أمر لو تعلمون عظيم»، ليس فقط لأنها يزيد سكانها على مئة مليون نسمة، مطلوب تلبية احتياجاتهم ومطالبهم وطموحاتهم، بل أيضا لأنها رائدة، وشعبها لا يرتضي بالقليل، وإنما يتطلع للمزيد ـ وهذا من حقه ـ أن يكون دائما في موقع الصدارة، وأن يقوم بالدور الكبير المنتظر منه عربيا ودوليا.

في هذا الإطار يمكننا القول إن الرئيس السيسي استطاع أن يضع مصر على الطريق الصحيح، فقد نجح نجاحا كبيرا في أن يقيم علاقات خارجية قوية ومتوازنة مع معظم دول العالم، شرقا وغربا، وأن يستعيد للدور المصري مكانته وبريقه، ويجعل مصر من جديد رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في أي معادلة سياسية بالمنطقة، مستندا في ذلك إلى منهجية شفافة وواضحة، تؤكد إصرار مصر على المضي  قدما وبثبات، نحو تعزيز علاقاتها المتوازنة مع جميع القوى الدولية والإقليمية، «فى إطار من الشراكات وتبادل المصالح، دون الانزلاق إلى نزاعات أو صراعات لا طائل منها، تعتمد في ذلك على إعلاء مصالح مصر العليا، واحترام مصالح الآخرين، والتأكيد على مبدأ الحفاظ على السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل فى شئونها».

وقد تم ذلك كله في الوقت الذي كانت مصر تتصدى فيه، لأكبر موجة إرهابية عرفتها في تاريخها، وتحمي شعبها والمقيمين على أرضها من تداعيات هذا الإرهاب وخطره، وتحرز في هذا الشأن نجاحات شهد بها العالم كله، فقد استطاعت أن تحاصر التنظيمات الإرهابية في بؤرة ضيقة من شبه جزيرة سيناء، وأن تجفف منابع الغلو والتطرف، وتتواصل مع مواطني سيناء، وتسعى جاهدة من أجل تنمية سيناء، بما يقضي على كل دواعي الإرهاب ومسبباته.

وفي خضم ذلك كانت مصر تواصل عهدا جديدا من التنمية، وتقيم خلاله الكثير من المشروعات الكبرى، التي ساعدت على معالجة الكثير من الأزمات المزمنة التي كانت تؤرق حياتهم، كانقطاع الكهرباء ووعورة طرق المواصلات وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية.. كل ذلك وغيره بدأت مصر في مواجهته مواجهة جادة، ووضع الحلول الناجعة والشاملة له، وقطعت في سبيل ذلك طريقا مهما، وتواصل استكماله لتبلغ ما تريد خلال أقل مدى زمني ممكن.

إن أهم وأكبر ما نجحت فيه مصر خلال السنوات الأولى من فترة الرئيس السيسي، هو أنها قررت مواجهة التحديات الماثلة أمامها، وعدم التسويف أو التأجيل في معالجتها، وكان نجاحها في ذلك لافتا، ففضلا عن ترسيخ حالة الأمن والاستقرار في كل أرجاء مصر، فقد تمكنت أيضا من بناء آلاف المساكن، ووضع نظام جديد للتأمين الصحي يكفل العلاج والدواء لكل فئات الشعب، خصوصا الفئات غير القادرة . توازى مع ذلك الحفاظ على توازن واستقرار الاقتصاد المصري، والقيام بجراحات مهمة وأساسية ـ وأحيانا مؤلمة ـ في جسده، لكنها كانت ضرورية وحتمية لكي يتعافى هذا الجسد على المدى الطويل.

من هذا المنطلق تبدو الفترة الرئاسية الجديدة واعدة ومبشرة، بتحقيق الكثير من الآمال والتطلعات لمصر والمصريين .. وكما يتضح من كلمة الرئيس السيسي فإنها ستركز على بناء الإنسان المصري، وتضع هذا الهدف على رأس أولويات الدولة، «يقينا بأن كنـز أمتنا الحقيقي هو الإنسان والذي يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل، بدنيا وعقليا وثقافيا»، وبحيث تكون ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة فى مقدمة الاهتمامات، من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى والتي من شأنها الارتقاء بالإنسان المصري في كل هذه المجالات، كما جاء في كلمة الرئيس.

أخيرا فإن من المؤكد أن مصر ستمضي بعزم وثبات، خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسي، نحو تحقيق أهدافها، مستندة إلى إرادة شعبها، وإصراره على بلوغ أهدافه، ومساندة ودعم أشقائها لها، وكذلك تأييد كل الدول والشعوب المحبة للسلام، والساعية إلى تكريس أمن واستقرار وازدهار المنطقة والعالم كله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة