فين التجديد يا مشايخ؟.. إذاعة الإسكندرية تخطئ والإفتاء تعاقب الصائمين

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 06:00 م
فين التجديد يا مشايخ؟.. إذاعة الإسكندرية تخطئ والإفتاء تعاقب الصائمين
دار الإفتاءالمصرية
زينب عبداللاه

يعتمد أغلب الصائمين على سماع الأذان من الراديو أو التلفزيون حتى يفطرون، ولكن ماذا لو أخطأ القائمون على الإذاعة أو التلفزيون فى توقيت الأذان وتم بثه قبل موعده ، وأفطر الناس ثم اكتشفوا أن موعد الأذان لم يأت بعد ؟

 هذا ما حدث لأهالى الإسكندرية منذ أيام عندما أخطأت إذاعة الإسكندرية وبثت أذان المغرب قبل موعده ب 7 دقائق ، وبعد أن أفطر الناس اكتشفوا الخطأ ، مما أثار حالة من الغضب والجدل حول حكم صيامهم فى هذا اليوم ، وأرسل الكثيرون أسئلة لدار الإفتاء المصرية حول حكم صيام أهل الاسكندرية الذين أفطروا على أذان أذيع قبل موعد الأذان الحقيقى.

وجاء نص رد أمانة الفتوى بدار الإفتاء، على هذا السؤال بأنه : مَن أكل بعد الفجر ظانًّا عدم طلوعه، أو أكل قبل غروب الشمس ظانًّا غروبها، ثم تبيَّن له خطؤه؛ فقد أفطر ويجب القضاء فى صوم الفرض، ولكن إذا كان الصوم تطوعًا، فلا يجب إتمام الصوم أو قضاء يوم بدلًا منه، كما هو مذهب جمهور الفقهاء؛ لأنه "لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه".

وهو ما يعنى أنه يجب على أهالى الإسكندرية صيام يوم أخر لقضاء اليوم الذى أخطأت فيه الإذاعة.

وجاء هذا الرد وكأن دار الإفتاء تعاقب الصائمين الذين لا ذنب لهم على خطأ مسئولى الإذاعة ، واختارت من بين الأراء الفقهية ما يوجب عليهم القضاء وصيام يوم أخر ،على الرغم من وجود أراء فقهية أخرى تيسر على الناس ولا تحملهم خطأ لا ذنب لهم فيه.

وهو ما أكده الشيخ عبدالدائم السيد عبدالدايم إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ، مشيرا إلى أن صيام أهل الاسكندرية صحيح ولايجب عليهم قضاء اليوم الذى أفطروه بسبب خطأ الغير.

وقال الشيخ عبدالدائم :" ما ذنب أهل اسكندرية الذين أفطروا على هذا الآذان ؟ ولماذا يجب عليهم قضاء هذا اليوم؟؟

وأضاف :"سعدت بإجابة دار الإفتاء لأنها ذكرت رأيين في هذه المسألة وهو رأى الجمهور وأخذت به في وجوب القضاء ، ورأى الفقيهين الجليلين المزنى وابن خزيمة اللذين أفتا بصحة الصيام وعدم القضاء"، مؤكدا أنه يميل لرأيهما بصحة صيام الاسكندرانية .

وتابع:" لماذا الإصرار دائما على الأخذ برأى الجمهور وترك الآراء الأخرى الا فيما ندر" ، مشيرا إلى أننا لا نأخذ  برأى جمهور العلماء فى مسألة اخراج صدقة الفطر نقدا ، حيث يرى الجمهور وجوب إخراجها على هيئة حبوب ، فى حين أننا نستند إلى رأى الأحناف والإمام البخارى فى جواز إخراجها نقدا رغم أنها تخالف رأى الجمهور ؟

وأوضح الشيخ عبدالدائم أن القانون والمحاكم المصرية لا تأخذ بفتوى جمهور الفقهاء بعدم جواز قتل المسلم بالذمى ، وتستند إلى رأى أبى حنيفة الذى يرى أن المسلم يقتل بالذمى لأن كلاهما نفس والله حرم قتل النفس إلا بالحق.

وأضاف :"ثبت في صحيح البخاري من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها قالت: ((أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثمّ طلعت الشمس)) ، وهو ما يعنى أن الصحابة أفطروا كما أفطر أهل الإسكندرية ظانين غروب الشمس، ولم يثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم أمرهم بإعادة هذا اليوم ، مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"من أكل أوشرب ناسيا صيامه صحيح (إنما أطعمك الله وسقاك )

وتسائل إمام الأوقاف قائلا :" هل من أكل خطأ نقول له صومك باطل وعليك الإعادة وهل من عفى عن ناسى لايعفو عن مخطئ ؟؟

وأوضح الشيخ عبدالدائم أن تجديد الخطاب الدينى معناه غربلة وتنقية وتنقيح كتب التراث(دون المساس بثوابت الدين) والوقوف على الصحيح والعمل به حتى ولو خالف رأى جمهور الفقهاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق