داء الملوك يصيب «قدرة الفول» أيضا.. «النقرس»: أسبابه وطرق علاجه

الخميس، 07 يونيو 2018 02:00 ص
داء الملوك يصيب «قدرة الفول» أيضا.. «النقرس»: أسبابه وطرق علاجه
داء الملوك يصيب قدرة الفول
محمد فرج أبو العلا

يطلق على مرض النقرس «داء الملوك» أو لعنة الأغنياء، حيث إنه قادر على حرمان المريض من التمتع بحياته اليومية بشكلها البسيط، وحتى النوم والمشى بشكل سليم، وذلك بسبب صعوبة وشدة أعراضه، والتى قد يستيقظ بسببها المريض ليلاً من شدة الألم عند تعرضه لنوبة من نوبات مرض النقرس، وفى السطور التالية نتعرف على أسباب هذا المرض، وكيف يتعايش معه المريض، وطرق الوقاية منه، والأدوية التى قد يلجأ لها الطبيب فى محاولة للعلاج.

 

الاصابة بمرض النقرس
 
 
تعريف مرض النقرس

النقرس (Gout) هو نوع من التهاب المفاصل يتميز بنوبات ألم حادة وفجائية، واحمرار وحساسية فى المفاصل، ويعتبر المفصل المشطى السلامى فى قاعدة الإصبع الكبير للقدم أكثر الأماكن إصابة، وهو اضطراب مركب قد يصيب أى شخص، لكن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالنقرس، بينما تكون النساء عرضة للإصابة به بشكل خاص فى سن اليأس بعد انقطاع الطمث.


أعراض الإصابة بالنقرس

وحول أعراض الإصابة بالنقرس، يقول الدكتور كريم يونس، استشارى العظام والمفاصل، إنها تظهر بشكل حاد وفجائى، وبدون إنذارات مسبقة، كوجود ألم حاد فى المفاصل، والتهاب واحمرار المفصل المصاب، فيصبح شديد الحساسية، كما يؤثر النقرس بشكل أساسى على المفصل الكبير فى إبهام كف القدم، لكنه قد يؤثر أيضا على مفاصل أخرى فى كف القدم مثل الكاحلين، والركبتين، واليدين، والحوض، وفى حالة عدم علاج النقرس قد يستمر الألم خلال فترة تتراوح بين أسبوع حتى أسبوعين حتى يعود المفصل إلى شكله الطبيعى ويتوقف الألم وتزول أعراض النقرس بشكل تام.

 

اعراض النقرس

ويرجع الدكتور كريم، أن يكون أهم سبب للإصابة بالمرض هو ارتفاع مستوى حمض «اليوريك» البول فى الدم، حيث يتبلور حمض البول وتترسب البلورات فى المفاصل والأوتار والأنسجة المحيطة، وهو ما يمكن أن يحدث نتيجةً لعدة أسباب، أهمها النظام الغذائى أو الاستعداد الوراثى أو نقص إفراغ اليورات، وهى أملاح حمض البول، ويعد نقص الإفراغ الكلوى لحمض البول السبب الرئيسى للإصابة بفرط «حمض البول فى الدم»، وذلك فى ما يقرب من 90% من الحالات، فى حين يعتبر فرط إنتاجه هو السبب فى أقل من 10% من الحالات، ويتعرض 10% من الأشخاص المصابين بفرط حمض البول فى الدم للإصابة بالنقرس، ومع ذلك تتفاوت احتمالات الإصابة وفقاً لمستوى الفرط.


أسباب الإصابة بـ «داء الملوك»

إن الأسباب المتعلقة بالنظام الغذائى مسئولة عن 12% من حالات الإصابة بالنقرس، وترتبط الإصابة بعلاقة وطيدة مع تناول الكحوليات والمشروبات المحلاة بـ «الفركتوز»، والإفراط فى تناول اللحوم والمأكولات البحرية، وتتضمن الأسباب المحفزة الأخرى «الرضوض الجسدية والخضوع للعمليات الجراحية»، حيث كشفت الدراسات الحديثة أن العوامل الغذائية التى كان يعتقد أنها مشاركة فى إحداث الإصابة هى فى حقيقة الأمر غير مسئولة عنها، وهذا يشمل تناول الخضروات الغنية بالبورين مثل «الفاصوليا والبازلاء والعدس والسبانخ»، أو الغنية بالبروتين الخالص، ويبدو أن تناول القهوة وفيتامين سى ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى اللياقة البدنية، تعمل على خفض مخاطر التعرض للإصابة بالمرض.

اكثر الاماكن اصابة بالنقرس

يذكر أن احتمالات الإصابة بمرض النقرس تزيد فى حالات زيادة الوزن، وتناول المشروبات الكحولية، أو تناول الكثير من الأسماك واللحوم التى تحتوى على مستويات عالية من مادة البيورين الكيميائية، كما أن بعض الأدوية مثل حبوب الماء أو (مدرات البول)، يمكن أيضاً أن تسبب الإصابة بالنقرس.

تشخيص النقرس

يمكن تشخيص النقرس من خلال بعض الأسئلة التى يطرحها الطبيب على المريض وتكون حول الأعراض التى يشعر بها، ومن خلال الفحص السريرى داخل العيادة، وقد يطلب الطبيب أيضا بعض التحاليل الطبية مثل قياس نسبة حمض اليوريك فى الدم، وقد يحتاج إلى أخذ عينة من السائل الموجود فى المفاصل محل الألم لمعرفة ما إذا كان هناك «بلورات» لحمض اليوريك أم لا، وتعتبر أفضل طريقة لمعرفة مدى الإصابة بمرض النقرس.

 

النقرس
 

طرق الوقاية والتعايش مع النقرس

يقول استشارى العظام والمفاصل، إنه للتقليل من خطر الإصابة بالنقرس لابد من عدم الإفراط فى تناول اللحوم الحمراء، والمأكولات البحرية، والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، والإكثار من تناول منتجات الحليب قليلة الدسم، والإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة كالخبز، مع ضرورة استهلاك كميات تضمن الحفاظ على وزن صحى سليم، فانخفاض الوزن قد يؤدى إلى خفض نسبة حامض اليوريك فى الجسم، ولكن يجب الحذر من الانخفاض السريع فى الوزن، لأن هذه الأمور قد تسبب ارتفاعا مؤقتا فى تركيز حامض اليوريك، إلى جانب تقليل الأطعمة التى تحتوي على مادة «البورين»، لتجنب ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، وتكون البلورات وترسبها على المفاصل، موضحا أن الأشخاص المصابين بالنقرس قد تنشأ لديهم مضاعفات أكثر خطورة من النقرس نفسه، وتشمل النقرس المتكرر، والنقرس المتقدم، وحصى الكلى، لذلك لابد من عمل الفحوصات التى تساعد فى تشخيص النقرس.


علاج النقرس

يؤكد الأطباء، أن علاج النقرس يرتكز بشكل عام على تناول الأدوية وفقا لوضع المريض الصحى وما يفضله، وإذا كان العلاج لا يحقق النتائج المرجوة فهناك إمكانية لتجريب طرق أخرى من العلاجات المكملة أو البديلة والتى تشمل البن (القهوة)، حيث وجد الباحثون علاقة بين تناول القهوة، سواء العادية أو الخالية من الكافيين، وبين وجود مستويات منخفضة من حامض اليوريك فى الدم، واستخدام فيتامين ج (C) فقد تخفض المضافات الغذائية التى تحتوى عليه من تركيز حامض اليوريك فى الدم, ولزيادة استهلاك فيتامين (C)يجب الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحمضيات، وخصوصا البرتقال والكريز، حيث أظهرت الأبحاث أن هناك علاقة بين تناول الكريز وبين انخفاض تركيز حامض اليوريك فى الدم.

مضاعفات النقرس

قد يلجأ بعض الأطباء إلى حقنة الكورتيزون corticosteroids، أو قد يصف جرعات يومية كبيرة من واحد أو أكثر من أدوية الكورتيزون، وسيتم تقليل الجرعة مع بداية زوال الأعراض، إلى جانب الإيبوبروفين أو مضادات الالتهاب، ولمنع حدوث نوبات النقرس فى المستقبل، قد يصف الطبيب عقاراً للتقليل من تراكم وترسب حمض اليوريك فى الدم.

يجدر الإشارة إلى أن المصابين بالنقرس أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم ومرض السكرى والمتلازمة الأيضية وأمراض القلب والشرايين والكلى، وبالتالى فاحتمال وفاتهم أكبر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق