مسلسلات وبرامج ومئات الابتهالات.. لماذا تخفى الإذاعة المصرية كنوز النقشبندي؟

الأربعاء، 06 يونيو 2018 10:00 م
مسلسلات وبرامج ومئات الابتهالات.. لماذا تخفى الإذاعة المصرية كنوز النقشبندي؟
الشيخ سيد النقشبندي
زينب عبداللاه

مع صوته نشعر أننا نطير لنلمس السماء، تهفو قلوبنا حين نسمعه يشدو «مولاي إني ببابك قد بسطت يدي»، تنساب دموع الحائرين حين تسمعه الآذان يردد: «بنُور وجهك إني عائد وجل.. ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد».
 
إنه قيثارة السماء الشيخ سيد النقشبندي الذي لم يجد الزمان بصوت وحنجرة مثله، ووصفه الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان بأنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد.
 

الحاج رضا حسن جامع تراث النقشبندى

الحاج رضا حسن جامع تراث النقشبندى
 
34700740_2222311527795543_787604887922802688_n (1)

 سيد شحاتة النقشبندى
 

وحول هذه الإبداعات قال سيد شحاتة النقشبندي حفيد قيثارة السماء أن ما يعرض من أعمال جده أقل القليل مما قدمه للإذاعة.
 
وأوضح حفيد النقشبندي لـ«صوت الأمة»، أن جده كان يقدم خلال شهر رمضان فقط 30 ابتهالا، واستمر على ذلك لمدة (6 سنوات) منتظمة خلال الفترة من 1969 وحتى 1975، وكل هذه الكنوز موجودة بالإذاعة، ولكنها تهملها ولا تعرضها.
 
وأضاف: «جدي كان يدون يوميا الأعمال التي يقدمها ويعطى لنفسه تقييما ودرجات، وكتب عن هذه الروائع التي قدمها للإذاعة».
 
وكشف الحفيد عن مفاجأة مؤكدا أن الشيخ النقشبندي قام ببطولة فيلم سينمائي بعنوان: «الطريق الطويل» يحكى قصة حياة منشد ديني، وكان الفيلم إخراج مصطفى كمال البدري، وإنتاج عباس حلمي، وقدم فيه عددا من الابتهالات من تلحين حسين فوزي، ولكن لسوء الحظ توفى المخرج بعد تصوير جزء كبير، قائلا: «ومازلنا نبحث عن أسرة المخرج حتى تظهر الابتهالات التي قدمها جدي خلاله للنور، ونناشد الإذاعة الإفراج عن مئات الروائع والابتهالات المحبوسة في الأدراج، والتي لم تصل إلى آذان محبي الشيخ النقشبندي».
 
ويتحدث الحاج رضا حسن أحد محبي الشيخ سيد النقشبندي وجامعي تراثه والذي ربطت أسرته علاقة قوية بالنقشبندي، عن قضية تراث قيثارة السماء المفقود والمهمل بالإذاعة.
 
وقال الحاج رضا حسن الذي كان شقيقه عمدة قرية أبيج بمركز كفر الزيات أحد أصدقاء الشيخ النقشبندي المقربين أنه ذهب لمسئولي الإذاعة والبرنامج العام لاستخراج تراث النقشبندي الذي لا يعد ولا تذيعه الإذاعة نهائيا ولكنهم لم يهتموا، مؤكدا أن الشيخ دون في المفكرات الخاصة به كل الأعمال التي سجلها للإذاعة منذ عام 1969 وحتى عام 1975، وهى تزيد عن 180 ابتهال لا يذاع منها إلا شريط واحد.
 
وأشار الحاج رضا قائلا: «ربنا أكرمني وجلست كثيرا مع الشيخ النقشبندي، وكان شقيقي يقيم له احتفالات في بيتنا، وسجلنا هذه الحفلات التي كان يلقى فيها الشيخ قصائد نادرة».
 
وأضاف: «الشيخ سجل للإذاعة برنامج مع الله، ومسلسل (سلطان العاشقين لابن الفارض) من 30 حلقة بطولة عبد الوارث عسر وعباس فارس ويحيى شاهين، ومسلسل (الباحث عن الحقيقة عن سلمان الفارسي)، وعمل مع سميحة أيوب 30 دعاء، تلقى هي الشعر وهو ينشد، كما سجل مع أمال فهمي في برنامج على الناصية».
 

تسجيل نادر من مسلسل عمر بن الفار الذي شارك فيه النقشبندي
وأوضح أن النقشبندي قدم 99 حلقة من برنامج أسماء الله الحسني وشارك فيه عمالقة الطرب محمد قنديل وسعاد محمد وكارم محمود، وفي أكتوبر 73 أنشد للقنطرة وللقناة ولبدر أناشيد كثيرة، وكتب له عبد السلام أمين 30 دعاء ولحن له الموجي وسيد مكاوي وكبار الملحنين، كما أنشد الشيخ قصيدة البردة.
 
وقال جامع تراث الشيخ النقشبندي: «لو نظرت الإذاعة للأمر بربحية كانت استغلت هذه الكنوز لتدر ملايين»، مضيفا: «توجهت لرئيس الإذاعة فقال عندي 600 برنامج إذاعي غير النقشبندي، فقلت له دعاء واحد للنقشبندي بكل الـ 600 برنامج».
 
وأكد أن الشيخ النقشبندي له محبين من كل أنحاء العالم يعشقون صوته الملائكي، وتتلهف عليه كل إذاعات العالم، حتى أن أحد شباب سوريا رآه في المنام وأسس له منتدى لعرض أعماله وتراثه.
 
ويحكى الحاج رضا حسن قصة دعاء «الله يا الله» الشهير للشيخ النقشبندي، مؤكدا أن الشيخ كان في الإذاعة وطلب منه بابا شارو تسجيل أدعية لرمضان، فارتجل الشيخ 4 أدعية في 5 دقائق، حيث كان يحفظ 10 ألاف بيت شعر، وسجلها الشيخ بدون تتر، وطلب منه بابا شارو إضافة تتر لهذه الأدعية، وكان الإعلامي مصطفى صادق موجودا فطلبوا الشيخ محمود إسماعيل جاد ومعه الكورال لينشدوا عبارة ينشدوا الله يا لله، ووجد الشيخ النقشبندي نفسه منطلقا وخرجت توليفة الأدعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق