رمضان يبكي وحشية صائميه.. من الجاني في مشاجرات الشهر الكريم؟

الإثنين، 11 يونيو 2018 09:00 ص
رمضان يبكي وحشية صائميه.. من الجاني في مشاجرات الشهر الكريم؟
التشاجر في رمضان
كتب- عبده زكى

 

«ها عورك.. ابعد عنى أنا صايم ومخنوق.. يا ابنى ها ضربك».. نماذج من مجموعة عبارات كثيرة تسمعها بشكل يومى تقريبا إذا كنت من المتواجدين في الشوارع خلال نهار أيام شهر رمضان.

حين تنظر للناس تشعر للوهلة الأولى أن الوجوه غاضبة والأعصاب متوترة والرغبة في التشاجر قوية وأثناء مرورك في الطريق العام تشاهد اشتباك بالسباب بين شخصين أو أكثر وبعدها بقليل تشاهد اشتباك بالأيدي ثم ترى شخصا ينزف دما، وتسأل عن الأسباب فتجدها تافهة.

جرحى وقتلى بالعشرات يسقطون فى شهر رمضان المبارك في مصر جنوبا وشمالا في الصعيد والوجه البحري، أغلبها قبل الإفطار وقليل منها بعده، وعندما سألنا أحد الشيوخ عن السبب نفى أن يكون ناتجا عن الحرمان من المأكولات والمشروبات وأرجعه إلى عدم الاقتناع بالصيام ذلك أن البعض لا يحب الصوم وإنما يمارس هذه العبادة من قبيل العادة وخشية اللوم.

ودلل الشيخ على كلامه بأن المريض حين يطلب منه الطبيب الصوم لإجراء تحليل أو عملية جراحية يستجيب برضا تام ولا يتوتر أو يخرج عن المألوف فرغبته في الشفاء هنا تجعله يفعل أي شيء أما هؤلاء المتشاجرون لا يرغبون في إرضاء الله حتى أن أغلبهم يسبون الدين ويرتكبون المعاصي ولا ينالون من صومهم إلا الجوع والعطش.

ويرجع علماء النفس، سبب التشاجر أثناء الصوم لأسباب متعددة منها الإصابة ببعض الأمراض فالمصاب بـ «السكري»، مثلا يعاني من انخفاض مستوى السكر خلال الصوم ما يعرضه لخلل في القدرة على التفكير السليم والتركيز وهذا يجعله سريع الغضب.

ولعل أبرز أسباب التشاجر في رمضان يرجع للتغيير في نمط النوم، فالإنسان يظل مستيقظا حتى الفجر تقريبا ثم ينام ساعات قليلة جدا بعده يتوجه إلى الاحتكاك بالناس في الشارع ومقر العمل وهذا يصيبه بالتعب وضعف التركيز ويجعله سريع الغضب. تناول السحور المتوازن ضرورة لمقاومة التشاجر ذلك أنه يحافظ على نسبة السكر في الدم ومن ثم لا يحدث الغضب نتيجة انخفاضه.

والتغير في ساعات العمل يجعل الموظفين أحيانًا يتغيبون عن التجمعات العائلية أو زيارة الأقارب، وهذا يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية وينعكس على التعامل مع الغرباء في الشارع.

ويأتي الحرمان من التدخين والكافيين، في مقدمة أسباب سرعة غضب وتوتر الصائم، ذلك أن حاجة الجسم لهذه العناصر الضارة خلال الصوم مصابا بالخلل ومن ثم يفقد الإنسان القدرة على التفاهم مع الآخرين، بل ويميل لافتعال الأزمات التي يجد من خلالها متنفسا للضيق الذي تراكم داخله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق