زوجة في الـ 16 وأرملة في العشرين: حكايات الدلوعة شويكار

الأربعاء، 13 يونيو 2018 02:00 ص
زوجة في الـ 16 وأرملة في العشرين: حكايات الدلوعة شويكار
شويكار
كتبت- زينب عبداللاه

 
يراها الجمهور رمزا للجمال والدلال، الدلوعة الارستقراطية بنت الباشوات مصدر البهجة والسعادة، ولا يعرفون الجانب الحزين فى حياتها والذى احتفظت به لنفسها لتمنحنا كل هذا الفيض من الجمال والرقة والسعادة. 
 
إنها أيقونة الجمال والبهجة الفنانة شويكار، التى لا زالت رغم مرور الزمن تحتفظ بجمال وجهها وابتسامتها، وسحر صوتها ودلاله. لا يعرف الكثيرون شيئًا عن حياتها الشخصية، ويصفها أغلب النقاد والكتاب الذين تناولوا تاريخها الفنى بالمراوغة والغموض وعدم الرغبة فى الحديث عن تفاصيل حياتها.
 
اسمها شويكار شفيق إبراهيم شكرى طوب صقال، وتنتمى لعائلة من أصل تركى، و«طوب صقال» لقب تركى يحصل عليه أصحاب المقام الرفيع، جاء جدها الأكبر من تركيا إلى مصر أيام الحكم العثمانى، وكان ضابطًا فى جيش محمد على، وكان والدها من أعيان الشرقية، بينما تنتمى الأم لأصول شركسية ولكنها ولدت وتربت فى مصر.
 
نشأت شويكار فى بيت ارستقراطى بمصر الجديدة، وكان والدها مثقفا ومغرما بالشعر، وتلقى تعليمه فى لندن، بينما كانت والدتها تجيد العزف على البيانو ،ومنذ أن كانت فى سن الرابعة بدأت ميولها الفنية، و حبها للفن بعشق ليلى مرادنجمتها المفضلة.
 
التحقت شويكار بمدرسة فرنسية، وما أن وصلت إلى سن 16 عامًا حتى زوجها والدها من شاب ثرى زواجًا تقليديًا، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة منة الله، وبعد عام من الزواج أصيب الزوج بمرض خطير، وظل مريضًا لأكثر من عام، فقررت شويكار استكمال دراستها الثانوية.
 
وقد لا يعلم الجمهور أن نجمته الجميلة التى كثيرا ما رآها فى دور الدلوعة، عاشت أكبر صدمة تتعرض لها امرأة عندما توفى زوجها الشاب، لتصبح الشابة الجميلة أرملة ومسئولة عن طفلة وهى فى سن 18 عامًا.
 
واختيرت شويكار أمًا مثالية فى نادى سبورتنج، وهى فى سن 20 عامًا لأنها كانت تعمل وتدرس وتربى ابنتها. 
 
تعاملت شويكار بحزم وحسم فى حياتها، وتعودت على تحمل المسئولية مبكرًا، والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، وبحثت عن عمل بعد وفاة زوجها، فرشحها المخرج حسن رضا، الذى كان مقربًا من عائلتها، للعمل بفرقة أنصار التمثيل، وشاركت فى ثلاث مسرحيات، واجتهدت وتلقت دروسا على يد محمد توفيق وعبدالوارث عسر ،ومثلت أول أدوارها فى السينما فى فيلم «حبى الوحيد» سنة 1960، وتوالت عليها عروض الأفلام.
 
وفى عام 1963، لعبت الصدفة دورًا هامًا فى حياة شويكار عندما شاركت فؤاد المهنس مسرحية السكرتير الفنى، وكان مقررًا أن يقوم بالبطولة أمامها الفنان السيد بدير، الذى رشحها للمسرحية، ولكنه اعتذر لظروف سفر مفاجئ، فاستعان المخرج عبدالمنعم مدبولى بصديقه فؤاد المهندس لأداء الدور.
 
ومن هنا بدأت رحلة الإبداع الفنى و بداية تكوين الثنائى الذى أمتعنا بروائع المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، وتوالت أعمالهما معا فى الأفلام التى تجاوز عددها 26 فيلمًا ، وتعلق فؤاد بشويكار وتملك الحب من قلبيهما، وطلب الزواج منها على خشبة المسرح أثناء مسرحية أنا وهو وهى، قائلا: «تتجوزينى يابسكوتة، فأجابت وماله، ليبدأ ارتباط أشهر ثنائى فنى».
 
وتميزت العلاقة بينها وبين فؤاد المهندس بالرقى الشديد، وأصبحت شويكار أما ليس لابنتها فقط ولكن لأبناء فؤاد المهندس من زوجته الأولى، وهم ولدين ارتبطت بهما وارتبطا بها ارتباطا شديدًا استمر حتى الآن، حتى بعد طلاق والدهما من شويكار وأيضا بعد وفاته، ولا يزالان يزورانها حتى الآن.
 
 واستمر زواج شويكار والمهندس نحو 20 عامًا، قدما خلالها أنجح الأعمال السينمائية والمسرحية، وانفصلا فى هدوء ودون مشكلات، ولم يتحدث أى منهما عن أسباب الطلاق، واستمرت علاقة الود بينهما مايقرب من 20 عاما أخرى حتى وفاته، وظل كل منهما يذكر الأخر بكل حب واحترام ورقى، كما تعاونا فى بعض الأعمال الفنية بعد طلاقهما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق