صلاة النساء بجوار الرجال في العيد.. الأحناف «باطلة» وغيرهم «مكروه» وتجوز في حالة واحدة

الجمعة، 15 يونيو 2018 10:00 ص
صلاة النساء بجوار الرجال في العيد.. الأحناف «باطلة» وغيرهم «مكروه» وتجوز في حالة واحدة
صلاة العيد - صورة أرشيفية
محمد الشرقاوي

تداول عدد من رواد التواصل الاجتماعي صورا تظهر وقوف النساء بجوار الرجال أثناء الصلاة، معتبرين أن هذا مكروه شرعا، ورفعه بعضهم إلى الحرمانية وبطلان الصلاة. 
 
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تناول تلك الظاهرة مؤخرا، وقال إن حرص الرجال والنساء والأطفال على الخروج لصلاة العيد أمر محمود، لما فيه من اجتماع على الخير، وإظهار للفرح بتمام عبادة الله عز وجل، بشرط أن ينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء، فلا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن يساره في الصلاة اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
صلاة العيد 4
 
واستدل المركز، بحديث عن أبي مالك الأشعريّ قال: ألا أحدّثكم بصلاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «فأقام الصّلاة، وصفّ الرّجال وصفّ خلفهم الغلمان، ثمّ صلّى بهم فذكر صلاته»، ثمّ قال: «هكذا صلاة - قال عبد الأعلى: لا أحسبه إلّا قال: صلاة أمّتي -». أخرجه أبو داود.
 
 
وأشار إلى أنه من محاسن الشريعة الإسلامية أنها تصون المجتمع، وتسد أبواب الفتنة، وتقمع داعي الهوى، وتحافظ على الرجال والنساء معا، وتمنع كلّ ما من شأنه أن يخدش الحياء أو يتنافى مع الذوق العام، كما أن في هذا التنظيم والترتيب تعظيما لجناب العبادة، واحتراما للوقوف بين يدي الله تعالى.
 
صلاة العيد 3
 
وقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني، وربى عليها صحابته وأمته، فعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إذا سلّم مكث قليلا، وكانوا يرون أنّ ذلك، كي ينفذ النّساء قبل الرّجال» أخرجه أبو داود، أي لئلا يتزاحم الرجال والنساء على باب المسجد، وفي الطريق الموصل إليه عند خروجهم.
 
 
وورد أنه صلى الله عليه وسلم رأى مرة اختلاط الرجال بالنساء في الطريق عقب خروجهم من المسجد، فلما رآهم صلى الله عليه وسلم أرشد أن يسير الرجال بوسط الطريق، وأن تسير النساء على حافتيه، فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله للنساء: «استأخرن، فإنّه ليس لكنّ أن تحققن الطّريق عليكنّ بحافّات الطّريق» فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتّى إنّ ثوبها ليتعلّق بالجدار من لصوقها به. أخرجه أبو داود، انظري أختي الكريمة إلى مدى التزام هؤلاء المؤمنات أمر رسول الله، ومبالغتهن في طاعته، رضي الله تعالى عنهن. 
 
صلاة العيد
 
وشدد على أنه ينبغي ألا تصلي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند الجمهور.
 
واختتم إجابته: خروجا من هذا الخلاف وحرصا على صحة الصلاة بالإجماع، ومراعاة للآداب العامة التي دلّت عليها الشريعة، وحثّت عليها الفطرة، ووافقها العرف فإننا ننصح بالتزام الشرع في ترتيب الصفوف ووقوف كلّ في مكانه المحدد له شرعا، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم.
 
ومن جانبها قالت دار الإفتاء، بضرورة الفصل درءا للفتنة، وهذا ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما وقوف النساء بجانب الرجال فإنه يجعل صلاتهم مكروهة بل تبطل صلاة الرجل إذا صلى بجانب المرأة عند الحنفية، ولذا سار العمل على أنّ صلاة الرجال تكون في أماكن مخصصة لهم وصلاة النساء في أماكن أخرى خصصت لهنّ، أو على أن يكون بينهما فاصل أو حاجز.
 
صلاة العيد 2
 
 
وأكدت أن الدعوات التي تدعو في هذا العصر إلى تغيير ما عليه نظام صلاة الجماعة عند المسلمين بصلاة المرأة بجانب الرجل من غير حائل أو فاصل فهي دعوات باطلة، فيها تعدّ صارخ على قواعد الشرع الشريف، وتعمد صريح لمخالفة ما عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا ولما أجمعت عليه الأمة الإسلامية؛ من أن صفوف النساء تكون خلف الرجال.
 
وأفادت بأن هناك فارقا بين الحالة المعتادة وحالات الضرورة التي يشتد فيها الزحام ويخاف فيها من تشتت أفراد الأسرة الواحدة أو تيه الأطفال وضياع النساء، فيجوز حينئذ أن يصلوا قريبا من بعضهم وذلك من باب الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، مع التشديد على حرمة التلاصق بين الرجال والنساء حتى في هذه الحال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق